رغم نجاحها الفني وجماهيريتها الكبيرة، تخوض الفنانة المصرية أنغام واحدة من أصعب المعارك في حياتها، معركة مع المرض لا تقتصر على الآلام الجسدية فقط، بل تمتد أيضًا لتلامس أعماقها النفسية، فالمطربة التي طالما أبهرت جمهورها بصوتها الدافئ وأدائها الصادق، تخفي وراء الأضواء قصة ممتدة من المعاناة الصحية، والآلام المتكررة، والعمليات الجراحية، والتجارب النفسية القاسية.
بداية المعاناة.. الاكتئاب وأدويته القاسية
عاشت أنغام خمس سنوات من الصراع النفسي مع الاكتئاب، تجربة قاسية كشفت عنها لاحقًا في مقابلات نادرة، رصدها موقع تحيا مصر، أكدت فيها أنها كانت تتناول أدوية نفسية لفترات طويلة، لكن تأثيراتها الجانبية كانت قاسية عليها، بل وأصعب من المرض نفسه في بعض الأحيان، قالت أنغام حينها: أدوية الاكتئاب بشعة، مكانتش بتخليني سعيدة ولا زعلانة، كأن الحياة بلا طعم.
إصابة نادرة في الكتف وقطع في الأوتار
لم تكد تتعافى أنغام من معركتها الأولى، حتى فاجأها إصابة بالغة في الكتف، استدعت تدخلاً جراحيًا دقيقًا، وبحسب تصريحات سابقة لها، فإن الإصابة تسببت في قطع بوترين من أوتار الكتف، وهو ما جعل حركتها محدودة لفترة طويلة، وأخضعها للعلاج الطبيعي بعد العملية، حتى تستعيد قدرتها على الأداء الحركي الطبيعي، خصوصًا أن الغناء على المسرح يتطلب جهدًا بدنيًا أيضًا.
أنغام تخضع لعملية استئصال الرحم
وفي نفس السياق بدأت رحلة أنغام مع المعاناة الصحية منذ سنوات، حين اضطرت لإجراء عملية استئصال للرحم، نتيجة ظروف طبية معقدة لم تُفصح عن تفاصيلها الكاملة، ورغم صعوبة القرار كونه مرتبطًا بجانب إنساني حساس في حياة أي امرأة، إلا أنها واجهته بشجاعة، لكن العملية لم تمر بسلام كامل، إذ ترتب عليها مضاعفات خطيرة تمثلت في التصاقات بالأمعاء، تسببت لها في آلام مزمنة ومعاناة مستمرة، كانت تفضل غالبًا إخفاءها عن الجمهور حفاظًا على طاقتها الإيجابية أمام محبيها.
أحدث الأزمات.. كيس على البنكرياس
وفي تطور جديد لحالتها الصحية، كشفت مصادر قريبة من أنغام عن إصابتها بتكيس على البنكرياس، وهي حالة طبية معقدة تطلبت إجراء أكثر من عملية جراحية خلال السنوات الأخيرة، ورغم خطورة هذا النوع من الحالات، رفضت أنغام الإفصاح عن الكثير من التفاصيل، وفضّلت الصمت في العديد من المناسبات، مكتفية بالتلميح إلى أن هناك شيئًا ما يؤلمها لكنها لا ترغب في إزعاج جمهورها.
وبحسب المعلومات المتاحة، فإن أنغام تخضع لمتابعة طبية دقيقة ومستمرّة، وتبذل مجهودًا كبيرًا للحفاظ على توازنها الصحي والنفسي، رغم الضغوط المتواصلة المرتبطة بالشهرة والعمل.
ما بين الألم والصوت.. أنغام تقاوم
ورغم كل ما مرت به، تظل أنغام مثالًا حقيقيًا للفنان الذي يقاوم الألم بالغناء، ويتحدى المرض بالشغف، ويواجه الانكسار بقوة الإرادة، فمن رحم المعاناة خرجت بصوت أكثر صدقًا، وبإحساس أكثر عمقًا، لتغني للحب، والفقد، والوجع، والنجاة.
