في هدوء القرية الوادعة، حيث لا يُسمع عادة سوى صدى أصوات الطيور وهمسات الحقول، اهتزّ المكان على خبرٍ كالصاعقة، شاب في ربيع عمره، لم يُكمل عامه الثامن عشر، قرر أن يُسكت قلبه إلى الأبد.
لم يكن هناك صوت صراخ، ولا مشهد درامي، فقط قرص صغير، يسمّونه "الحبة القاتلة"، أنهى حياة حلم كان يمكن أن يكبر لو فقط سمعه أحد.
خلف أبواب بيتٍ بسيط، دارت معركة صامتة بين الابن وأبيه، لم يُسجّلها أحد، لكنها كانت كافية لتدفعه إلى الهروب من كل شيء، حتى من الحياة ذاتها.
وما إن وصلت سيارة الإسعاف، حتى كانت الروح قد سبقت الجميع، هاربة من ألمٍ أكبر من أن يُحتمل، قرية شوشة لم تنم ليلتها، والسؤال بقي معلّقًا، كيف يتحوّل بيتٌ إلى سجن، وكلمةٌ إلى خنجر.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا، بلاغا بقيام طالب مقيم بقرية شوشة ويبلغ من العمر 18 عامًا، بإنهاء حياته بتناول مادة سامة حبة الغلال، حيث كشفت التحريات الأولية أن السبب وراء إقدام الشاب على هذه الخطوة المأساوية يعود إلى خلافات أسرية مع والده.
وانتقلت على الفور الأجهزة الأمنية وسيارة الإسعاف لموقع الحادث، حيث تم نقل الشاب إلى ثلاجة حفظ الموتى في مستشفى سمالوط النموذجي.
تقرير مفتش الصحة
وأصدر مفتش الصحة، تقريرا بأن الوفاة ناتجة عن هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب تناول المبيد الحشري، مؤكدا عدم وجود أي شبهة جنائية في الحادث، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الحادث واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.