استطاع طلاب جامعة كفر الشيخ ابتكار مشروع رائد لإعادة تدوير النفايات الزراعية باستخدام مما يساعد فى تطوير الزراعة واحداث نقلة نوعية نحو الزراعة المستدامة والاقتصاد الحيوي الأخضر والذى يهدف الى تحويل النفايات الزراعية والعضوية إلى موارد اقتصادية ذات قيمة عالية من خلال تربية واستغلال يرقات ذبابة الجندي الأسود.
الجندى الأسود
في مبادرة علمية متميزة تعكس وعيًا بيئيًا واقتصاديًا متقدمًا قدم فريق من طلاب كلية العلوم قسم الاستزراع المائي بجامعة كفر الشيخ مشروعًا مبتكرًا يهدف إلى تحويل النفايات الزراعية والعضوية إلى موارد اقتصادية ذات قيمة عالية من خلال تربية واستغلال يرقات ذبابة الجندي الأسود «Black Soldier Fly».
ويقول الطالب يحيى محمد السويركي البالغ من العمر 24 عاما والقائم على المشروع، إن هذا المشروع يعد من أهم المشروعات الصاعدة فى هذا المجال، وأن فكرة هذا المشروع هى التغلب على بعض الصعاب التى يتعرض المجتمع المدني، ليكون قادرًا على أداء أدوار حيوية في تطوير الزراعة، وإحداث نقلة نوعية نحو الزراعة المستدامة والاقتصاد الحيوي الأخضر، بهدف تحويل النفايات الزراعية والعضوية إلى موارد اقتصادية ذات قيمة عالية من خلال تربية واستغلال يرقات ذبابة الجندي الأسود.
وكان قد اشترك فى هذا العمل مجموعة طلاب مبدعين؛ وهم: «يحيى محمد السويركي، نادر عبدالقادر علوان، يوسف وليد إبراهيم، أمير محمد المصري، محمود السباعي، مريم خليل، آلاء أشرف، أبرار السعيد، محمد مرجان، مريم نوفل، مريم عصام»، وتحت إشراف الدكتور راضي محمد علي.
رؤية المشروع
يرتكز المشروع على مفهوم الاقتصاد الدائري والاستفادة القصوى من المخلفات عبر تأسيس منظومة متكاملة لإدارة النفايات العضوية وتحويلها إلى بروتين عالي الجودة يمكن استخدامه كبديل فعّال ومستدام لمكونات الأعلاف الحيوانية المستوردة مثل مسحوق فول الصويا.
أبرز عناصر التميز في المشروع
1- القيمة الابتكارية: حيث يعد استخدام ذبابة الجندي الأسود حلًا بيولوجيًا ذكيًا منخفض التكلفة وعالي الكفاءة لتحويل المخلفات إلى بروتينات وتمتاز هذه الحشرة بمعدل تحويل غذائي مرتفع مقارنة بمصادر البروتين الحيواني التقليدية مما يجعلها خيارًا استراتيجيًا في ظل تحديات الأمن الغذائي.
2- الأثر الاقتصادي: حيث يُسهم المشروع في تقليل الاعتماد على استيراد الأعلاف مما يخفف الضغط على ميزان المدفوعات الوطني، كما يفتح المجال أمام فرص استثمارية جديدة في مجالات إنتاج الأعلاف والأسمدة الحيوية واستخلاص المواد البيولوجية إلى جانب خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب والمزارعين وروّاد الأعمال.
3- الأثر البيئي والاجتماعي: حيث يعالج المشروع أحد أبرز التحديات البيئية في مصر والمنطقة من خلال تقليل كمية النفايات العضوية التي تُلقى في الطبيعة والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين جودة التربة، كما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة «SDGs»، لا سيما تلك المتعلقة بالإنتاج والاستهلاك المسئول والعمل المناخي.
4- آفاق التطوير والتوسع: يتسم المشروع بمرونة عالية تتيح تنفيذه في مزارع صغيرة أو توسيعه إلى نطاق صناعي، مما يسهّل دمجه في السياسات الزراعية الوطنية، كما يمكن تطوير وحدات تدريبية وفنية لنشر التقنية وتعزيز كفاءة التشغيل.
أهداف المشروع
يهدف المشروع إلى:
تعزيز الأمن الغذائي: من خلال توفير بدائل محلية منخفضة التكلفة وعالية الجودة للأعلاف الحيوانية، مما ينعكس إيجابًا على أسعار المنتجات الحيوانية.
حماية البيئة: عبر إدارة فعالة للنفايات العضوية وتقليل الانبعاثات والتلوث البيئي.
دعم الاقتصاد الدائري: بإنشاء مشروعات تعتمد على إعادة التدوير الحيوي وخلق فرص عمل في مجالات متعددة.
استخلاص الكايتين والشيتوزان: وهما مادتان حيويتان تستخدمان في الصناعات الطبية والزراعية والتجميلية ويتم استخلاصهما من البقايا الخارجية ليرقات الذبابة.
النتائج المتوقعة
1- خفض تكلفة الأعلاف بنسبة تصل إلى 30%.
2- تقليل النفايات العضوية في المناطق المستهدفة بنسبة تصل إلى 60%.
3- إنتاج مواد بيولوجية قابلة للتسويق محليًا ودوليًا «كايتين - شيتوزان».
4- توفير عشرات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة حيث يمثل هذا المشروع نموذجًا واقعيًا لكيفية توظيف البحث العلمي في خدمة قضايا التنمية والاستدامة، ويؤكد على قدرة العقول الشابة في مصر على تقديم حلول علمية مبتكرة لمشكلات بيئية واقتصادية معقدة.