كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة "كاسبرسكي" العالمية للأمن السيبراني أن 79% من الشركات والمؤسسات العاملة في مصر تدير عملياتها الأمنية من خلال حلول تقدمها عدة مزودين، مما يفرض أعباء تشغيلية ومالية كبيرة، ويعزز الحاجة إلى منصات موحدة وأكثر كفاءة.
جاءت هذه النتائج ضمن بحث موسع أجرته الشركة بعنوان "تعزيز المناعة: مناعة الأنظمة درع للأمن السيبراني"، وشمل عددًا من الأسواق العالمية والإقليمية، من بينها منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، وركّز على استراتيجيات المؤسسات في إدارة أمنها السيبراني والتحديات المصاحبة لتنوع الأدوات الأمنية.
اعتماد متعدد رغم القناعة بمزايا التوحيد
ورغم أن 53% من المؤسسات المستطلعة ترى أن الاعتماد على مزود واحد قادر على تلبية جميع احتياجاتها الأمنية، إلا أن 23% فقط منها تطبّق فعليًا هذا النهج، ما يشير إلى وجود حذر عام ومخاوف من الاعتماد الكلي على طرف واحد، خاصة في ظل الاعتبارات المتعلقة بالمخاطر المحتملة والانقطاعات التقنية.
ومع ذلك، يشهد السوق المصري تحولًا تدريجيًا نحو التبسيط والتوحيد؛ إذ أشارت نتائج الدراسة إلى أن 84% من المؤسسات تنوي تبني نموذج المزود الواحد، حيث بدأت 48% منها بالفعل بدمج أدواتها الأمنية ضمن منصة موحدة، وتعتزم 35% اتخاذ هذه الخطوة خلال العامين المقبلين.
كاسبرسكي: التوحيد خطوة نحو كفاءة أعلى واستجابة أسرع
وفي هذا السياق، صرحت إيليا ماركيلوف، رئيس مجموعة منتجات المنصة الموحدة في كاسبرسكي، أن الاعتماد على مزودين متعدّدين يحدث غالبًا دون تخطيط مسبق، وهو ما ينعكس في شكل منظومات معقدة تستهلك الموارد وتُضعف الكفاءة التشغيلية. وأضافت: "التوجه نحو التوحيد يعكس نضج السوق وتطور استراتيجيات الأمن السيبراني، حيث توفر المنصات المتكاملة رؤية شاملة وسرعة أكبر في التعامل مع التهديدات".
وفي إطار تعزيز الأمن السيبراني وتحسين الاستجابة للمخاطر، توصي كاسبرسكي المؤسسات في مصر باعتماد حلول مركزية مثل Kaspersky Next XDR Expert، الذي يجمع البيانات من مصادر متعددة ضمن منصة موحدة، ويوفر كشفًا آليًا ومتطورًا للتهديدات، مستفيدًا من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. وتُسهِم أدوات التكامل الجاهزة وميزات الأتمتة وإدارة الحالات في خفض التكاليف وتقليل التعقيد التشغيلي.
مصر في قلب التحول الإقليمي نحو توحيد منظومات الأمن السيبراني
ويُعد هذا التحول الملحوظ نحو تبني بنية أمنية موحدة جزءًا من استراتيجية إقليمية أوسع تهدف إلى رفع كفاءة إدارة الأمن السيبراني، وتحقيق استجابة أسرع وأكثر فاعلية للتهديدات الرقمية المتصاعدة. وتعمل الشركات المصرية حاليًا على موازنة الفوائد المتوقعة من هذا التوجه مع الحاجة إلى الحذر في اعتماد مزود واحد، بما يضمن أعلى مستويات الحماية والموثوقية.
