أخبار عاجلة
حريق سنترال رمسيس.. وزارة الطيران: إقلاع 36 رحلة ... -

مستقبل ضبابى لنظام الملالى أقلية ومعارضة متعددة الهويات والاتجاهات

مستقبل ضبابى لنظام الملالى أقلية ومعارضة متعددة الهويات والاتجاهات
مستقبل ضبابى لنظام الملالى أقلية ومعارضة متعددة الهويات والاتجاهات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

النظرة العابرة للدولة الإيرانية لاتكشف عن عمقها المسكون بتناقضات شتى؛ فهى وإن تبدو كفسيفساء متناغمة لا بجعلها وفق هذه الرؤية التى تؤكد واحديتها ووحدتها فهى تضم الكثير من المذاهب والفئات والطرق والحركات والجماعات ما يجعلها على فوهة بركان دائم قابل للانفجار فى أى وقت.

 “البوابة نيوز” تلقى الضوء على الداخل الإيرانى وخربطة القوى والاتجاهات التى تسكن فى أعماقه. فمع إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يدخل المشهد الإيرانى مرحلة شديدة الحساسية، تتسم بالغموض والترقب، فغياب المرشد الأعلى على خامنئى عن الظهور العلنى منذ انتهاء الحرب، بالتزامن مع تسريبات عن مفاوضات إيرانية-أمريكية، وتصاعد التهديدات الإسرائيلية باستئناف العمليات العسكرية، كل ذلك يزيد من ضبابية مستقبل النظام الإيراني.
فى الداخل، يشدد الحرس الثورى قبضته على مفاصل السلطة، وسط نقل بعض صلاحيات المرشد إليه، فى وقت تتوسع فيه رقعة الاحتجاجات الشعبية، وتتحرك قوى المعارضة - من الفرس وغير الفرس- فى الخارج لإعادة رسم مستقبل بلاد فارس.
وفى ظل هذا التحول، تبدو الحاجة ملحّة لفهم خريطة المكونات السياسية، العرقية، والدينية فى إيران، خصوصًا فى مرحلة ما بعد ولاية الفقيه. فإيران ليست كيانًا سياسيًا موحدًا، بل فسيفساء من التيارات الإسلامية، والقومية، والمدنية، واليسارية، إلى جانب الجماعات العرقية غير الفارسية، وكلها تختلف فى الرؤية، لكنها تلتقى عند هدف واحد: بناء دولة جديدة تتسع للجميع.
ويمكن تصنيف قوى المعارضة الإيرانية ضمن ست فئات رئيسية هي: الجماعات العرقية، والقوميون، والملكيون، واليساريون، والمسلمون التقدميون، ومنظمة مجاهدى خلق الإيرانية، كما تشمل المعارضة رجال دين شيعة بارزين رفضوا منذ البداية الصلاحيات المطلقة لولى الفقيه، وتتنوع هذه القوى من حيث الأيديولوجيات والأهداف والرؤى المستقبلية لإيران، مما يجعل توحيد صفوفها تحدياً كبيراً.
أنكر غالب الفقهاء الشيعة رسمياً "الولاية السياسية للفقيه"، ومنهم المرجع الشيعى الخوئى الذى يرى أن "الولاية لم تثبت للفقيه فى عصر الغيبة بدليل وإنما هى مختصة بالنبى والأئمة". كما يعارض المرجع الشيعى على السيستانى ولاية الفقيه المطلقة ويرى أنها محصورة ببعض الصلاحيات وليس كلها.
وتشمل قائمة رجال الدين الذين عارضوا نظرية ولاية الفقيه فى بداية قيام نظام الجمهورية الإسلامية شخصيات بارزة منهم: حسن طباطبائى قمي، وأبو الفضل ورضا موسوي، ومجتهد زنجاني، وأبناء محمد موسوى زنجاني.
من بين التيارات التى تتخذ موقفاً ضد ولاية الفقيه: التيار الإخباري، والشيرازي، والانتظاري، لكن سياسة الدولة قامت باضطهاد شيوخهم وأئمتهم، وملاحقتهم، هؤلاء المراجع رفضوا منذ البداية نظرية ولاية الفقيه، وكان للخمينى دور فى التخلص من نفوذ هذه المرجعيات الدينية.
وهناك المدرسة التفكيكية هى مدرسة فكرية شيعية، أسسها مهدى الأصفهاني، وقد اتخذت هذه المدرسة من مدينة مشهد الإيرانية مبعثاً لها، ومن مدينتى قم وأصفهان فروعا لأفكارها، وتعارض المدرسة التفكيكية نظرية ولاية الفقيه المطلقة، وتدعو إلى العودة إلى النصوص الدينية الأصيلة بعيداً عن التأويلات الفلسفية والعرفانية؛وهناك الجماعة الحجّتية هى جماعة دينية شيعية أرسى قواعدها محمود تولائي، المعروف بالشيخ حلبي، فى أعقاب الانقلاب العسكرى ١٩٥٣ الذى أطاح بحكومة رئيس الوزراء الإيرانى محمد مصدق، وتؤمن الجماعة الحجتية بضرورة انتظار ظهور الإمام المهدي، وترفض إقامة دولة إسلامية قبل ظهوره، وتعارض الجماعة الحجتية نظرية ولاية الفقيه، وترى أن الحكم هو للإمام المهدى فقط، وأن أى حكومة تقام قبل ظهوره هى حكومة غير شرعية.
المسلمون التقدميون
ينقسمون إلى عدة تيارات ومجموعات لها آراء متضاربة حول النظام الإسلامي، ويندرج الإصلاحيون عادةً ضمن هذه الفئة. يسعى هؤلاء إلى إصلاح النظام من الداخل مع الحفاظ على الطابع الإسلامى للدولة.
ويسعى الإصلاحيون، من خلال التأكيد على الإصلاح وتطوير الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحفظ الحقوق المدنية، واحترام حقوق النساء والشباب، وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى إنشاء نظام سياسى يقوم على حكم القانون والشفافية للحركة الإصلاحية فى إيران جذور تعود إلى السنوات التى تلت الثورة، ومع انتصار الثورة، وظهور أحزاب وتيارات جديدة ظهر التيار الإصلاحى وبدأ نشاطه بهدف تحقيق إصلاحات هيكلية وثقافية ضمن إطار نظام الجمهورية.
أما عن أبرز شخصيات التيار الإصلاحية فهم : محمد خاتمى الرئيس الخامس للجمهورية الإيرانية، شغل منصب وزير الثقافة الإيرانى من عام ١٩٨٢ إلى عام ١٩٩٢، عمل خاتمى على أساس برنامج التحرير والإصلاح، ودعا خلال فترتى ولايته كرئيس إلى حرية التعبير والتسامح والمجتمع المدني، والعلاقات الدبلوماسية البناءة مع الدول الأخرى.
وأشار خاتمى فى كلمة ألقاها، إلى المشاكل السياسية والاقتصادية فى البلاد، مطالباً السلطات المتشددة الحاكمة فى عدم "الإطاحة بالنظام" وإجراء إصلاحات فى أسلوب الحكم.
حسن روحانى رئيس إيران خلال دورتين " ٣ أغسطس ٢٠١٣ إلى ٣ أغسطس ٢٠٢١" ويعد واحدا من الشخصيات السياسية المهمة فى إيران منذ ثورة ١٩٧٩، حيث شغل العديد من المناصب البرلمانية، والتى تضمنت منصب نائب رئيس البرلمان فى الفترة بين ١٩٩٦ إلى ٢٠٠٠، كما كان ممثلا لآية الله خامنئى فى المجلس الأعلى للأمن القومي، كما كان أحد كبار المفاوضين فى المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي، إبان ولاية خاتمي، وحاز وقتها على لقب "الشيخ الدبلوماسي" بعد أن وافق على وقف تخصيب اليورانيوم، كما أنه ترأس مركز الأبحاث الاستراتيجية فى مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو أحد الأجهزة الاستشارية العليا للمرشد الأعلى، فى الفترة بين ١٩٨٩ إلى ٢٠٠٥.
مير حسين موسوى رئيس وزراء ووزير خارجية إيرانى أسبق، شغل منصب رئيس الوزراء طيلة الحرب العراقية الإيرانية وفترة رئاسة على خامنئي، خاض انتخابات الرئاسة الإيرانية فى يونيو ٢٠٠٩ التى فاز بها محمود أحمدى نجاد، واعترض على نتيجة الانتخابات واعتبرها مزورة، مما أثار ضجة فى البلاد ولاقى دعماً شعبياً كبيراً، يعيش موسوى تحت الإقامة الجبرية منذ ٢٠٠٩. ويوجد مهدى كروبي، وهو أحد الشخصيات البارزة فى التيار الإصلاحى فى البلاد، هو سياسى ورجل دين إيرانى ومن المواليين لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن رجال الثورة مع الخميني. يعد كروبى من قادة اليسار الإسلامى بصورة خاصة ومن المحسوبين على التيار الإصلاحى عموماً وكان عضوا مؤسسا فى تجمع العلماء المجاهدين إلى أن انفصل وشكل حزبه الخاص. 
وكان مهدى كروبي، إلى جانب مير حسين موسوى وزوجته زهرا رهنورد، قد وُضعوا تحت الإقامة الجبرية فى عام ٢٠١١، من دون محاكمة رسمية، وذلك عقب احتجاجات عام ٢٠٠٩ التى تلت الانتخابات الرئاسية.
وقاد موسوى التحرك الأخضر هو الاسم الذى أطلق على الأحداث التى حصلت فى إيران فى يونيو ٢٠٠٩ بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية ٢٠٠٩، حيث أعلنت الحكومة الإيرانية فوز المرشح محمود أحمدى نجاد للانتخابات الرئاسية بولاية ثانية، لكن عدداً كبيراً من الإيرانيين بدأوا بالاحتجاج على التزييف الذى ادعوا وجوده فى الانتخابات، واتخذت هذه الاحتجاجات والتحركات هذا الاسم بعد ذلك. واحتشد حينها ما يقرب من خمسة ملايين متظاهر من المعارضة الإيرانية فى شوارع العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان الهتاف الرئيسى بها هو "أين صوتي". تحولت إلى حركة معارضة ولدت من رحم النظام وخاصة من التيار الإصلاحي، حيث تزعمها المرشحان الإصلاحيان اللذان خسرا انتخابات ٢٠٠٩ الرئاسية مير حسين موسوى ومهدى كروبي.
يسعى الإصلاحيون الدينيون، من خلال التأكيد على الإصلاح وتطوير الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحفظ الحقوق المدنية، واحترام حقوق النساء والشباب، وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى إنشاء نظام سياسى يقوم على حكم القانون والشفافية. للحركة الإصلاحية فى إيران جذور تعود إلى السنوات التى تلت الثورة، ومع انتصار الثورة، وظهور أحزاب وتيارات جديدة ظهر التيار الإصلاحى وبدأ نشاطه بهدف تحقيق إصلاحات هيكلية وثقافية ضمن إطار نظام الجمهورية.
كما يُعتبر حسن يوسفى إشكورى من الشخصيات الدينية البارزة التى أيدت دعوة مير حسين موسوى لـ"تغيير جذرى للنظام"، ونشر إشكورى مواقف تؤيد ضرورة التحول الجذرى فى النظام السياسى الإيراني، منطلقاً من رؤية دينية إصلاحية تنتقد الممارسات القمعية للنظام الحالي.
التيار الصوفى الشيعي 
وتعد جماعة دراويش غناباد، من أبرز التيارات الصوية فى الفكر الشيعى الإيراني، وهو تشكل قوة بالشارع كجماعة "فتح الله جولن" فى تركيا، وترفض الجماعة التى أسست القرن الثامن الهجري، وكان المؤسّس الأول لهذه الطريقة "سلسلة نعمت الله" الصوفي، والشاعر سيد نور الدين شاه نعمت، نظام ولاية الفقيه.
بعد سيطرة الخمينى على الحكم فى ١٩٧٩، اشتدت الهجمات على حسينية الدراويش، وكانت مدينة زرند فى كرمان أول مدينة تتعرض للهجوم. ويعود أحد الأسباب الرئيسية لمشكلة الجمهورية الإسلامية مع الدراويش إلى الدين. وقد أثار تراجع الاهتمام بالتفسير الأصولى للشيعة الأثنى عشرية قلق حكومة الجمهورية الإسلامية، كان سعيد إمامى ، نائب على فلاحيان ، وزير الاستخبارات الإيرانى السابق، قد أعرب عن شكوك الحكومة فى الدراويش ونية أجهزة الاستخبارات التعامل معهم فى خطاب ألقاه عام ١٩٩٧. وقد سمى الدراويش كواحدة من أربع "مجموعات" خطيرة على النظام، والتى كانت لديها "أفكار رهيبة" وكانت "تنمو"، ووفقًا لوزارة الاستخبارات فى ذلك الوقت، تم اعتقال بعضهم لهذا السبب.
وفى عام ٢٠١٨، قامت أجهزة الأمن الحكومية بتعريف ووصف الدراويش الغناباديين فى ثلاثة فروع من حيث الهيكل والتنظيم.
ويقود على رضا جزبيبي، الملقب بثابت على شاه، دراويش غونابادى منذ ٢٠١٦ بعد وفاة وفقًا "نور على تابنده" فى ٢٥ يناير ٢٠١٩.
ويتركز الدراويش الغناباديون حاليًا فى مدن طهران وشيراز وأصفهان ومشهد . وللدراويش أيضًا حسينيات أو تجمعات فى المدن الصغيرة. كانت الحسينيات موجودة قبل الثورة، لكنها أُغلقت تدريجيًا فى السنوات التى تلت الثورة. بعد احتجاجات غلستان السابعة، أُغلقت جميع هذه الحسينيات، وتُعقد تجمعات الدراويش فى منازل أشخاص موثوق بهم.
التيارات العلمانية
تدعو التيارات العلمانية إلى فصل الدين عن الدولة وإقامة نظام ديمقراطى غير أيديولوجي:
١. الليبراليون العلمانيون يدعون إلى إقامة نظام ديمقراطى علمانى فى إيران، ومن أبرز ممثليهم "الحركة الإيرانية للجمهوريين العلمانيين" بقيادة الناقد الأدبى إسماعيل نورى علاء، وعالم السياسة حسن اعتمادي.
٢. الجبهة الوطنية الديمقراطية حزب سياسى يسارى ليبرالى تأسس أثناء الثورة الإيرانية، ويدعو إلى الحريات السياسية وضمان الحقوق الفردية وحق الجماعات السياسية فى الوصول إلى وسائل البث الإعلامية.
٣. حزب ملت إيران (الأمة الإيراني) حزب سياسى قومى ليبرالى ينشد الديمقراطية العلمانية وفصل الدين عن الدولة فى إيران، تأسس على يد داريوش فروهر فى عام ١٩٥١.
المعارضة اليسارية واليمينية
تتنوع التيارات اليسارية فى المعارضة الإيرانية وتشمل:
الأحزاب الشيوعية: مثل حزب "توده" (الجماهير الشعبية) الشيوعى الذى انشق عن نظام الخمينى الذى كان يؤيده فى البداية، ويحاول اليوم ارتداء ثوب ديمقراطى اجتماعى أقرب إلى اليسار الأوروبى الغربي. 
ومنظمة فدائيى خلق وهى ذات توجه ماركسى - لينينى انشقت إلى فصيلين، أحدهما ما زال داعماً للنظام يقوده فرّوخ نغهدار المقيم فى لندن.
وحزب اليسار الإيراني؛ ويعتبر من الأحزاب اليسارية البارزة فى المعارضة الإيرانية.
الحركة الطلابية
أعلنت اتحادات الطلاب فى ١٢ جامعة إيرانية عبر بيان مشترك أن الحركة الطلابية دخلت مرحلة جديدة من النشاط والمقاومة بعد عام من الانتفاضة الشعبية، الأمر الذى سيجعل الإجراءات القمعية التى اتخذها النظام غير فعالة.
وقد وقع على البيان الناشطون النقابيون من جامعة طهران، وجامعة الفنون، وجامعة بهشتي، وجامعة الزهراء، وجامعة العلامة، وجامعة خاجه نصير، وجامعة أصفهان، وجامعة أصفهان للفنون، وجامعة جمران الأحواز، وجامعة نوشيروانى بابل، وجامعة يزد، وجامعة فردوسى مشهد.
تكمن أهمية الحركة الطلابية فى أنّ لديها "شبكة وطنية قوية ومؤثرة"، ويرجح أنّ القمع واعتقال الطلاب سيؤديان، إلى مزيد من "الوحدة بين المحتجين، واتساع حدود الانتفاضة التى تنتقل عدواها إلى الجامعات والمدن الأخرى.
النقابات العمالية
أعلنت ٢٠ نقابة عمالية مستقلة وغير حكومية ومنظمة أهلية إيرانية، فى بيان، عن "الحد الأدنى" من مطالبها لتحسين أوضاع البلاد، مشددةً على شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، يشتمل "ميثاق الحد الأدنى من مطالب النقابات المستقلة والمنظمات المدنية الإيرانية" على ١٢ مطلباً "يمكن تحقيقها وتنفيذها على الفور". وأعرب اتحاد نقابات المعلمين فى إيران عن احتجاجه الشديد على غياب ممثلى النقابات المستقلة "الحقيقيين" من إيران عن مؤتمر منظمة العمل الدولية، معلنًا أن ممثلى النظام هم من سيحضرون المؤتمر بدلاً من ممثلى أعضاء النقابات المستقلة المنتخبين.
الحركة النسوية
تواصل الحركة النسوية فى إيران معركتها ضد النظام الأبوى الأصولي، الذى قام منذ تولّيه الحكم بوضع النساء ضمن جبهة حرب مستمرة، ولم يكن النضال النسوى فى إيران وليد اللحظة، بل يمتد لعقود طويلة.
وكان مقتل مهسا جينا أميني، وهى امرأة إيرانية كردية بلغت من العمر ٢٢ عاماً، أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق بعد اعتقالها بتهمة ارتداء الحجاب "غير اللائق" فى طهران، النقطة الفاصلة فى تاريخ الحركة النسوية فى إيران.وأشعلت وفاتها موجة من الاحتجاجات الوطنية التى شكلت تحديًا أكبر للحكم الاستبدادى للجمهورية الإسلامية وكشفت عن انتهاكات حقوق الإنسان، بما فى ذلك الانتهاكات المنهجية لحقوق النساء، لقد ألهم موتها شعاراً قوياً، وهو الشعار الذى نشأ فى الحركة النسائية الكردية، والذى سرعان ما تردد فى جميع أنحاء إيران: "المرأة، الحياة، الحرية!"
المعارضة فى الخارج.. المعارضة الملكية
الملكيون هم أنصار الشاه الإيراني، وهم من أبرز معارضى النظام فى طهران، بعد اجتياح الثورة للبلاد عام ١٩٧٩ وإعلان "الجمهورية الإسلامية"، فرّ الشاه محمد رضا بهلوى إلى الخارج، وتوفى لاحقاً فى مصر.رضا بهلوى نجل شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي، يبرز كأحد أبرز وجوه المعارضة فى الخارج، ومرشحاً محتملاً لقيادة المرحلة الانتقالية فى "اليوم التالي" لسقوط النظام الإيراني.
ويدعو رضا بهلوى إلى تغيير النظام بوسائل سلمية وتنظيم استفتاء شعبى بشأن شكل الحكم، وبعد الهجوم الإسرائيلى على إيران، دعا الإيرانيين إلى الثورة والانفصال عن القيادة الدينية.
وهناك الحزب الدستورى الإيرانى (الديمقراطيون الليبراليون) حيث يعتبر الكيان الملكى الأكثر شهرة، وظهرت منظمات ملكية جديدة مثل "حزب إيران نوفين" الذى أسسته شبكة سياسية تدعى "فرشكرد" (أى "إيران النهضة") تدعم الأمير رضا بهلوي.
وحركة مؤيدى الملكية البرلمانية التى تدعو إلى استعادة الحكم الملكى على أساس دستور ١٩٠٦، ولها هيكل قيادى جماعى من أعضائه الباحث البارز ناصر انتقاء وناصر ميمند.
منظمة مجاهدى خلق
منظمة مجاهدى الشعب الإيرانى أو منظمة مجاهدى خلق الإيرانية هى أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية، تأسست المنظمة فى عام ١٩٦٥ على أيدى مثقفى إيران من الأكاديميين محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وعلى أصغر بديع زادكان بهدف إسقاط نظام الشاه.
وبعد انتصار الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩، سعت منظمة مجاهدى خلق إلى إرساء الديمقراطية فى إيران ووقفت على شعار الحرية، وذلك بسبب معارضتها لمبدأ ولاية الفقيه.
تقود مريم رجوى حالياً المنظمة والمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية. مريم رجوى هى الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني.
وتؤكد خطة مريم رجوى المكونة من ١٠ نقاط لإيران الغد الحرة على جمهورية تقوم على الفصل بين الدين والدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وإلغاء عقوبة الإعدام، وإيران غير نووي.
ودعت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوى إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه فى إيران، وقالت إن هذا النظام غارق فى الفساد وعاجز عن إدارة الدولة، وقالت رجوى خلال مؤتمر المعارضة الذى يعقد فى باريس "فليسقط نظام ولاية الفقيه"، وأضافت أن هذا الأمر ممكن وأن البديل متوفر عبر المجلس الوطنى الإيراني.
الحركات القومية على الهوية الإيرانية
كما أن هناك الحركات القومية على الهوية الإيرانية وتاريخها مثل الجبهة الوطنية والتى تعتبر من أبرز الأطراف القومية فى إيران، وتستند إلى تراث محمد مصدق وحزب بان إيرانيست حزب قومى أسسه محسن بزشكبور، ويؤيد حالياً تغيير النظام، ويقترب من الجماعات الداعية إلى الملكية.
وتتميز المعارضة الخارجية بالجرأة والدعوة إلى تغيير جذري: التنظيم والتمويل: معارضة الخارج الإيرانى تعد منظمة مجاهدى خلق التى تقودها مريم رجوى أبرز كيانات المعارضة الإيرانية تنظيماً وتمويلاً فى الخارج، وتهيمن المنظمة أيضاً على الائتلاف المعارض وهو المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية.
كما تسى المعارضة الخارجية إلى الحصول على الدعم الدولى تسعى المعارضة الخارجية للحصول على دعم دولى أكبر من الدول الغربية يعتقد قادة المعارضة الإيرانية أنه من شأن امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم النظام الحالى فى طهران، فإن ثمة قوى دولية كبرى ستنأى بأنفسها عن النظام الحالي.
تعانى المعارضة الإيرانية من انقسامات عميقة بسبب الاختلافات الأيديولوجية يسبب الصراع على الماضى انشقاقاً مريراً بين كثيرين من القوى المناوئة لنظام الخميني، فهناك من يستمد شرعيته من الثورة عام ١٩٧٩ - التى يزعمون أنه تعرّضت لـ"خيانة" من قبل من فى هم السلطة حالياً - وهناك من يسند شرعيته إلى معارضة حقيقية أو مدعاة لثورة الخمينى منذ البداية.
الاختلاف حول شكل الحكم حيث تختلف المعارضة حول شكل الحكم المستقبلى لإيران، بين من يدعو إلى نظام ملكى دستوري، ومن يدعو إلى جمهورية علمانية، ومن يدعو إلى جمهورية إسلامية إصلاحية.
كما تفتقر المعارضة الإيرانية إلى قيادة موحدة قادرة على توجيه الحراك الشعبي، حيث تتعدد زعامات المعارضة الإيرانية بين شخصيات داخل إيران مثل مير حسين موسوي، وشخصيات فى الخارج مثل مريم رجوى ورضا بهلوي.
الأقليات العرقية والدينية المعارضة
هناك العديد من الجماعات العرقية والأقليات الدينية فى إيران، مما يشكل خطرا على وحدة الدولة فى حالة عدم توافق بين القوى السياسية فى البلاد حالة سقوط نظام ولاية الفقيه.
عرب الأحواز
تتكون إيران من عدد كبير من الأقليات العرقية التى لطالما عبرت عن معارضتها لحكومة طهران ذات الأغلبية الفارسية الشيعية، وأغلب سكان إقليم الأهواز من العرب وعدد كبير منهم من السنة الذين قدموا للمنطقة منذ زمن بعيد، وتشير تقارير المنظمات الحقوقية الدولية لتعرضهم للتمييز والتهميش فى إيران.
ويتركز العرب فى إقليم الأحواز الذى يحتوى على ٨٠٪ من نفط إيران و٦٥٪ من الغاز و٣٥٪ من المياه. 
وتشمل أهدافهم: إنشاء دولة عربية مستقلة فى الأهواز، وهو ما تسعى إليه "حركة النضال العربى لتحرير الأحواز و"تنفيذية دولة الأحواز العربية"، ومكافحة سياسات التهجير القسرى والتغيير الديموغرافى التى تمارسها السلطات الإيرانية، والحصول على حصة عادلة من الثروات النفطية والغازية الموجودة فى المنطقة.
والتقى رئيس "تنفيذية دولة الأحواز " عارف الكعبى أعضاء البرلمان الأوربى ضمن سلسل لقاءات يجريها البرلمان لتكوين صورة عن مستقبل إيران ما بعد مرحلة آيات الله.
الأكراد
يمثل الأكراد نحو ١٠٪ من سكان إيران ويُعتبرون من أبرز القوى الداعية للتغيير السياسى والاجتماعي، تصاعدت الدعوات الكردية داخل إيران لانتفاضة ضد النظام وسط أجواء متوترة مع إسرائيل، الحزب الديمقراطى الكردستانى الإيرانى دعا لإنهاء النظام، بينما حمّل حزب حرية كردستان طهران مسئولية فوضى الإقليم.
من أبرز الأحزاب الكردية المعارضة: الحزب الديمقراطى الكردستانى الإيرانى (بالكردية: حيزبی دموكراتی كوردستانی ایران) (بالفارسیة: حزب دموکرات كردستان إیران) هو حزب سياسى كردى فى كردستان الإيرانية التى تسعى إلى تحقيق الحقوق الوطنية الكردية داخل جمهورية فيدرالية ديمقراطية إيران، تأسس الحزب فى ١٦ أغسطس ١٩٤٥ على يد قاضى محمد.
وهو حزب كردى يسارى مسلح محظور، ينشط بشكل رئيسى فى إقليم كردستان شمالى العراق، ويدعو الى الانفصال عن الجمهورية الإسلامية وإقامة دولة كردستان، يعتبر من أقدم الأحزاب الانفصالية الكردية.
ومنذ انتصار الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩، شن عمليات حرب عصابات مستمرة ضد الحكومة، وشملت هذه العمليات التمرد فى الأعوام ما بين ١٩٧٩-١٩٨٣، والتمرد خلال الأعوام ما بين ١٩٨٩-١٩٩٦، والعودة الى القيام بالأعمال الإرهابية على الحدود العراقية الإيرانية عام ٢٠١٦.
حزب كومله وهو مجموعة كردية معارضة ذات التوجه اليسارى تنشط فى كردستان نشأت فى عام ١٩٦٧ بهدف الانفصال عن نظام الشاه، كومله فرع كردستانى للحزب الشيوعى إيران. وأخلى "حزب كوملة" الكردى الإيرانى المعارض معسكراته الموجودة قرب الحدود مع إيران، فى مناطق "بانه كورة" و"زركويز" و"زركويزله" قرب محافظة السليمانية شرق كردستان العراق، فى الخامس من أيلول/ سبتمبر ٢٠٢٤، ونقل أفراده إلى منطقة سورداش بالقرب من مدينة دوكان التابعة لمحافظة السليمانية.
وهناك حزب الحياة الحرة الكردستانى (بالكردى الجنوبية: پارتی ژیانی ئازادی کوردستان) (بالكردية الشمالية: Partiya Jiyana Azad a Kurdistanê) ويعرف اختصارًا (PJAK) بيجاك وهى امتداد لحزب العمال الكردستانى فى إيران حركةٌ مسلحةٌ ذات توجه قومى تكافح من أجل الحكم الذاتى لكردستان إيران.
وأصدر حزب الحياة بياناً أكد فيه التزامه بالدفاع عن شعبه وشعوب إيران كافة فى مواجهة أى تهديدات بالقتل أو القمع، مشيراً إلى أنه سيواصل الدفاع عن الحقوق والوجود فى إطار حق الدفاع المشروع.
وتحقيق الحقوق الوطنية الكردية داخل جمهورية فيدرالية ديمقراطية إيران، ومكافحة التمييز والإهمال الاقتصادى الذى تعانى منه المناطق الكردية، والحصول على حقوق سياسية وثقافية أوسع، بما فى ذلك حق التعليم باللغة الكردية.
ويتأرجح الموقف الكردى بين المطالبة بالحكم الذاتى والانفصال التام، حسب التيارات السياسية المختلفة.
البلوش
معظم عناصرها من الأقلية البلوشية السنية التى تسكن مناطق إقليم (سستان ـ بلوشستان) الواقع جنوب شرق إيران فى المثلث الحدودى مع أفغانستان وباكستان.
ويعد تنظيم" جيش العدل" المتشدد، أبرز التنظيمات المسلحة البلوشية فى "بلوشستان إيران" ويهدف إلى استقلال البلوش.
وهناك خطيب جمعة "زهدان" مولوى عبد الحميد إسماعيل زهى وهو يعد أبرز رجال الدين السنة فى بلوشستان وإيران ويلقب بزعيم السنة فى بلوشستان، وبه خطابات لاذعة ضد سياسات القمع الايرانية بحق الشعب البلوشي، واعتبار البلوش واطنى درجة تانية.
وتتمثل أهدافهم فى المطالبة بالحرية وحقوق وحريات الشعب البلوشى فى بلوشستان، تحقيق استقلال أكبر للأقاليم السنية وتقسيم الثروة تقسيماً عادلاً، ومكافحة الانتهاكات الواسعة والممنهجة لحقوق المواطنين البلوش، بما فى ذلك الإعدامات والاعتقالات التعسفية، وقف التمييز الدينى ضدهم كأقلية سنية فى دولة ذات أغلبية شيعية.
الأذريون
يشكل الأذريون ثانى أكبر مجموعة عرقية فى إيران بعد الفرس، ويتركزون فى شمال غرب إيران، وتتركز بشكل رئيسى فى المناطق القريبة من دولة أذربيجان، تتفاوت التقديرات حول نسبة الأذريين فى إيران فالبعض يقدرها بأنها أقل من خمس السكان والبعض يؤكد أنها أكثر من خمس تعداد البلاد البالغ ٨٤ مليون نسمة، رغم اعتناق معظمهم المذهب الشيعى وتولى العديد منهم مناصب قيادية مهمة فى البلاد، على رأسهم المرشد الأعلى للثورة على خامنئى نفسه، إلا أن كثيراً منهم يشعر بالتهميش ويطالب بالانفصال عن طهران أو الحكم الذاتي. وتشمل أهدافهم المطالبة بالحكم الذاتى أو الانفصال عن طهران، رغم أن معظمهم يشاركون الإيرانيين المذهب الشيعي، وإقرار الحقوق الثقافية مثل تعليم أبنائهم بلغتهم الأم بدلاً من الفارسية المفروضة عليهم، ومكافحة التهميش السياسى والاقتصادى رغم تولى بعضهم مناصب قيادية مهمة فى البلاد.
وفى ٢٠١٢ أرسلت تسعة أحزاب أذربيجانية تسعى إلى الاستقلال رسالة إلى مكتب الأمم المتحدة، بناءً على معاهدة ٢٢٠٠، التى وافقت عليها الجمعية العامة فى ١٦ ديسمبر ١٩٩٦، تدعو إلى إجراء استفتاء على الاستقلال عن إيران وتشكيل دولة جنوب أذربيجان.
تشمل الأحزاب الأذربيجانية التى دعت إلى إجراء استفتاء فى الرسالة الموجهة إلى الأمم المتحدة الاتحاد الوطنى الديمقراطى لأذربيجان، ومنظمة المقاومة الوطنية لأذربيجان، والحزب الديمقراطى الاجتماعى لأذربيجان، والحزب الديمقراطى لجنوب أذربيجان، وحزب استقلال جنوب أذربيجان، والحزب الديمقراطى الليبرالى لجنوب أذربيجان، وجبهة التحرير الوطنى لجنوب أذربيجان، وحركة الصحوة الوطنية لجنوب أذربيجان، وحزب تحرير جنوب أذربيجان.
التركمان
يشكل التركمان حوالى ٢٪ من سكان إيران ويتواجدون فى المحافظات الشمالية الشرقيةوتتمثل أهدافهم إقامة نظام فيدرالى فى إيران يضمن حقوق جميع القوميات، وإعطاء حق التعلم باللغة الأم للأقلية التركمانية وكذلك لجميع الشعوب والأقليات الإيرانية الأخرى، وتحقيق المطالب القومية المشروعة ومحاربة السياسات الشوفينية، الحفاظ على هويتهم الدينية كمسلمين سنة فى ظل نظام شيعي.
الأقليات الدينية.. البهائيون
يعد البهائيون أكبر أقلية دينية فى إيران، وتضمّ إيران واحدة من كبرى التجمعات البهائية فى العالم، يعد المجتمع البهائى فى إيران أكبر الأقليات الدينية غير المسلمة؛ إذ يتراوح تعدادهم بين ٣٠٠٠٠٠ إلى ٣٥٠٠٠٠ بهائى على مستوى الدولة.
ويتعرّض البهائيون فى إيران لاعتقالات لا مبرر لها، والسجن، والضرب، والتعذيب، والعمليات الإعدام غير المبررة، ومصادرة وتدمير ممتلكات فردية أو تابعة للجامعة البهائية المحلية.
قالت منظمة العفو الدولية إنَّ اضطهاد السلطات الإيرانية للأقلية الدينية البهائية قد ازداد تصعيدًا مع موجة المداهمات والاعتقالات التعسفية وهدم المنازل والاستيلاء على الأراضى التى شهدتها إيران مؤخرًا.
كما وجدت هيومن رايتس ووتش أن البهائيين يواجهون مجموعة من الانتهاكات، حيث تعتقل الأجهزة الحكومية البهائيين وتسجنهم تعسفيا، وتُصادر ممتلكاتهم، وتُقيّد فرص الدراسة والعمل المتاحة لهم.
الزرادشتيون والمسيحيون واليهود
ينص الدستور الإيرانى على اعتبار الزرادشتية، واليهودية، والمسيحية فقط ضمن الأقليات الدينية المُعترف بها، تتراوح تقديرات تعداد اليهود فى إيران بين ٢٠٠٠٠ إلى ٣٠٠٠٠ يهودي، وتبين هذه الأرقام تناقصاً ملحوظاً فى أعداد اليهود المقيمين فى إيران.
أهل السنة
على الرغم من أن أغلبية السكان فى إيران شيعة، إلا أن هناك أقلية سنية تقدر بنحو ٩٪ من السكان، وأغلبهم من الترك والعرب والبلوش والأكراد ممن يعيشون فى الجنوب الغربى والجنوب الشرقى والشمال الغربى من إيران، يواجه أهل السنة فى إيران تمييزاً واضطهاداً، حيث لا يستطيع الخطيب السنى الخروج عن دائرة ما يريدون، وقرروا حضور علماء الشيعة جوامع أهل السنة يوم الجمعة لإلقاء الخطب حسب ما يريدون.
لا تتفق المعارضة الإيرانية الداخلية والخارجية على دعم مطالب الأقليات العرقية، بل هناك تباين واضح فى مواقفها. فبينما تتبنى بعض قوى المعارضة الخارجية، وخاصة منظمة مجاهدى خلق والمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، موقفاً داعماً لحقوق الأقليات العرقية وتدعو إلى الحكم الذاتى للقوميات المختلفة، تميل المعارضة الداخلية إلى تجاهل هذه المطالب أو التعامل معها بحذر شديد.
هذا التباين يعكس الانقسامات العميقة داخل المعارضة الإيرانية، ويشكل تحدياً كبيراً أمام إمكانية توحيد صفوفها فى مواجهة النظام.
كما أنه يدفع الأقليات العرقية إلى تشكيل حركات وأحزاب خاصة بها للدفاع عن حقوقها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسى الإيراني.
ومع ذلك، فإن الهدف المشترك المتمثل فى إنهاء نظام ولاية الفقيه قد يشكل أرضية للتعاون المستقبلى بين المعارضة والأقليات العرقية، خاصة فى ظل تزايد الوعى بأهمية احترام التنوع العرقى والثقافى فى إيران.
مستقبل إيران
تشهد إيران اليوم مشهداً سياسياً واجتماعياً معقداً، إذ تواجه البلاد تحديات كبيرة فى ظل تآكل سلطة نظام ولاية الفقيه الذى حكم طويلاً. تتوزع المعارضة الإيرانية على طيف واسع من التيارات السياسية والأيديولوجية، إلى جانب تنوع عرقى ودينى كبير يعكس تركيب المجتمع الإيراني.
وتكشف هذه الخريطة المعقدة للقوى المعارضة لولاية الفقيه فى إيران عن تنوع وعمق المعارضة التى يواجهها النظام الإيراني، ومن داخل المؤسسة الدينية الشيعية نفسها، إلى الأقليات العرقية والدينية، مروراً بالتيارات السياسية والحركات الاجتماعية، تتشكل جبهة معارضة واسعة ومتنوعة.
هذا التنوع فى المعارضة يعكس الطبيعة الاستبدادية لنظام ولاية الفقيه الذى فشل فى احتواء التطلعات المختلفة للشعب الإيرانى بكافة أطيافه وتياراته.
ورغم هذا التنوع، تواجه المعارضة الإيرانية تحديات فى توحيد رؤاها المستقبلية، حيث لا تتفق على سياسة واحدة، كما أن علاقاتها مع بعضها البعض تختلف، ومع ذلك، فإن الهدف المشترك المتمثل فى إنهاء نظام ولاية الفقيه يبقى نقطة التقاء جميع هذه القوى المعارضة.
وتبقى الحاجة ماسة إلى قيادة موحدة وماهرة تستطيع تنسيق هذه القوى المختلفة، وتطوير استراتيجية شاملة تحقق تطلعات ملايين الإيرانيين الذين يسعون إلى التغيير. فى ظل غياب هذه القيادة، يبقى مصير المعارضة ضبابياً وسط محاولات متكررة للفصل بين مكونات المجتمع وإضعاف تأثيرها.
فى هذا المشهد المتشابك، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لإيران أن تتخطى ولاية الفقيه عبر قيادة جديدة تجمع بين التنوع الداخلى وتطلعات التغيير؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وكيل الأزهر يستقبل وفد معهد زيس الإندونيسي لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك
التالى آمال ماهر تستعد لحفل  "ليالي مراسي"  في الساحل الشمالي وأسعار التذاكر تبدأ من 3000 جنيه