في تصعيد نوعي يوسع دائرة الاشتباك الإقليمي، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت الداخل الإسرائيلي، مستخدمةً 11 صاروخًا وطائرة مسيّرة لضرب أهداف حساسة تشمل مطار بن غوريون، وميناءي أسدود وإيلات، إلى جانب محطة كهرباء في مدينة عسقلان.
وأفادت "القاهرة الإخبارية" بنقل هذا الإعلان الحوثي، حيث زعمت الجماعة أن الهجمات "حققت أهدافها بدقة"، وأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت في اعتراضها.
هذا الهجوم، الذي يتجاوز حدود الصراع التقليدي في اليمن، يؤشر إلى توسّع الحوثيين أكثر فأكثر ضمن محور "المقاومة"، مستهدفين عمقًا إسرائيليًا كان حتى وقت قريب خارج مدى عملياتهم المعلنة.
رد إسرائيلي
في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي سريعًا وعلى لسان وزير الدفاع، الذي أكد أن بلاده "تشنّ هجمات قوية" ضد أهداف تابعة للحوثيين داخل الأراضي اليمنية، مضيفًا أن الجماعة "ستدفع ثمنًا باهظًا" نتيجة أفعالها.
وتطرق الوزير الإسرائيلي إلى عملية نفذتها تل أبيب مؤخرًا ضد سفينة "غالاكسي ليدر"، التي قال إنها كانت قد اختُطفت قبل عامين على يد الحوثيين وتُستخدم الآن كمنصة لمهاجمة سفن إسرائيلية ومصالح دولية في البحر الأحمر.
هذا التطور يعكس انتقال المعركة من المجال البحري إلى استهداف مباشر للمنشآت داخل إسرائيل، في وقت تزداد فيه مؤشرات التداخل بين الجبهات اليمنية، اللبنانية، والسورية ضمن ساحة صراع إقليمي أكثر تعقيدًا.
الرسائل المتبادلة بين الحوثيين وتل أبيب لا تنحصر في بعدها العسكري فحسب، بل تحمل أيضًا أبعادًا سياسية واستراتيجية، تشير إلى أن التصعيد في غزة لم يعد معزولًا، بل أصبح جزءًا من مسرح إقليمي متعدد الأطراف، حيث خطوط النار تتشابك من صنعاء إلى تل أبيب.