كشفت دراسة حديثة أجرتها منظمة المرونة المناخية للجميع غير الحكومية (سي آر إيه - CRA) أن بعض المدن الأوروبية تشهد الآن درجات حرارة مرتفعة تصل إلى خمسة أشهر سنويا.
ارتفاع درجات الحرارة العالمية
أفادت الدراسة التي شملت 85 مدينة حول العالم بين عامي 2019 و2023 حسبما ذكرت شبكة يورونيوز الإخبارية في نشرتها الفرنسية اليوم الاثنين بأنه مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية تشهد المدن الأوروبية حرا شديدا لفترات أطول بكثير من أشهر الصيف التقليدية.
وقام فريق الأرصاد الجوية التابع للمنظمة بفحص بيانات درجات الحرارة من عام 2019 إلى عام 2023 في 85 مدينة حول العالم وركزت الدراسة على أول وآخر يوم وصلت فيه درجة الحرارة في كل مدينة إلى 32 درجة مئوية وهي عتبة الحر الشديد التي تشكل مخاطر صحية وبيئية جسيمة.
ووجد الباحثون أن "مواسم الحر" لم تعد تقتصر على أشهر الصيف بل تستمر الآن لفترات أطول بكثير وفي المتوسط، أفاد الفريق الذي يقوده عالم المناخ "لاري كالكشتاين" أن مواسم الحر تستمر 214 يوما في المدن التي شملتها الدراسة.
وأشارت الدراسة إلى أن أثينا باليونان،تشهد الآن أحد أطول مواسم الحر في القارة، حيث تستمر درجات الحرارة العظمى نحو 145 يوما،من منتصف شهر مايو إلى مطلع أكتوبر..
فيما تحتل تيراناعاصمة ألبانيا، المرتبة الثانية في قائمة "قدرة الجميع على التكيف مع المناخ"، حيث تشهد 143 يوما من الحر الشديد.
وفي البرتغال يستمر موسم الحر في لشبونة نحو 136 يوما من أواخر الربيع إلى مطلع الخريف وتشهد مدريد بإسبانيا موسم حر يستمر 119 يوما من أواخر مايو إلى منتصف سبتمبر.
وتستعد عاصمة فرنسا باريس لارتفاع في درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، لكن العاصمة الفرنسية تشهد بالفعل ما يقرب من ثلاثة أشهر من الحر الشديد، حيث تتجاوز درجات الحرارة بانتظام 32 درجة مئوية من منتصف يونيو إلى منتصف سبتمبر، وتشهد ميونيخ و وارسو موسمي حر أقصر و لكنهما لا يزالان ملحوظين يستمران لمدة شهر أو شهرين.
وأظهرت أبحاث سابقة أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري أضاف في المتوسط 30 يوما من الحر الشديد لنحو نصف سكان العالم العام الماضي ويمثل هذا أربعة مليارات شخص معرضين لدرجات حرارة طويلة وخطيرة.
وتعد أوروبا من المناطق التي تعاني بالفعل من أشد عواقب الاحتباس الحراري وضوحا وفتكا وتبرز فترات الحر الطويلة تغير مناخ القارة وما ينتج عنه من تحديات صحية وبنية تحتية.
وتعني مواسم الحر الأطول زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة مما يزيد الضغط على أنظمة الرعاية الصحية ويخلق تحديات للفئات الأكثر ضعفا ويمثل هذا مشكلة خاصة لكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة.