بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن بلاده ستعترف بشكل رسمي بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل، في خطوة أثارت ترحيب عربي واسع وحذر دولي لاسيما من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، دعا 221 نائب في البرلمان البريطاني أن تتخذ بريطانيا نفس الخطوات وتعترف بفلسطين.
نواب بريطانيين يطالبون الاعتراف بدولة فلسطينية
والأعضاء الموقعون على الرسالة من تسعة أحزاب وكتبوا في رسالتهم: "بينما ندرك أن المملكة المتحدة لا تملك القدرة على تحقيق دولة فلسطينية حرة ومستقلة، فإن اعتراف المملكة المتحدة سيكون له تأثير كبير بسبب علاقاتنا التاريخية وعضويتنا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
واشاروا إلى أن الاعتراف سيكون لها تأثير كبير، نظراً لأن تاريخياً كانت بريطانيا الدولة التي تسببت في تأسيس دولة إسرائيل من خلال وعد بلفور عام 1917 وكانت القوة المُنتَدِبة السابقة على فلسطين، مشيرين إلى أن مثل هذا الاعتراف،" سيُؤهِّلنا للوفاء بمسؤوليتنا التاريخية تجاه الشعب الخاضع لهذا الانتداب".
ومن بين الموقعين على الرسالة العديد من رؤساء اللجان المختارة في حزب العمال، بما في ذلك إيميلي ثورنبيري من الشؤون الخارجية، وسارة شامبيون من التنمية الدولية، وتانمانجيت سينغ ديسي من الدفاع.
ومن بين الموقعين الآخرين زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي إد ديفي، والزعيمان المشاركان للحزب الأخضر كارلا دينير وأدريان رامزي، وزعيم الحزب الوطني الأسكتلندي في وستمنستر ستيفن فلين، والنائبان المحافظان كيت مالثاوس وإدوارد لي.
وقال أحد نواب حزب العمال: "علينا بذل المزيد من الجهود. إسرائيل ترتكب جرائم حرب مروعة". وكان ما يقرب من 60 نائبًا من حزب العمال قد وقّعوا رسالة مماثلة إلى لامي في وقت سابق من هذا الشهر .
ويواجه كير ستارمر ضغوطا شديدة من كبار وزراء حكومته وأكثر من ثلث أعضاء البرلمان للتحرك بشكل أسرع بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية ردا على حجب إسرائيل للمساعدات عن المدنيين الجائعين في غزة.
كارثة إنسانية في غزة
وأمس، أعلنت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، أن "الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي فورًا"، ودعت إسرائيل إلى "رفع القيود المفروضة على تدفق المساعدات فورًا". وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: "إن حجب المساعدات الإنسانية الأساسية عن السكان المدنيين أمر غير مقبول".
وقال ستارمر بعد مكالمة هاتفية مع ماكرون، وفريدريش ميرز المستشار الألماني إن "استمرار أسر الرهائن، والتجويع وحرمان الشعب الفلسطيني من المساعدات الإنسانية، والعنف المتزايد من جانب جماعات المستوطنين المتطرفة، والتصعيد العسكري الإسرائيلي غير المتناسب في غزة، كلها أمور لا يمكن الدفاع عنها".
قال إنه "لا لبس فيه" في دعمه للاعتراف بدولة فلسطينية، لكنه أضاف أن "ذلك يجب أن يكون جزءًا من خطة أوسع تُفضي في نهاية المطاف إلى حل الدولتين وأمن دائم للفلسطينيين والإسرائيليين. هذه هي الطريقة لضمان أن يكون أداةً ذات فائدة قصوى لتحسين حياة أولئك الذين يعانون، وهو ما سيظل، بالطبع، هدفنا الأسمى".
جاء هذا البيان بالتزامن مع توجه دونالد ترامب إلى اسكتلندا في زيارة تستغرق أربعة أيام، تشمل زيارة لكبار المسؤولين السياسيين، بما في ذلك ستارمر، يوم الاثنين. وزاد ماكرون الضغط على ستارمر هذا الأسبوع بإعلانه أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.
رفض ترامب، الجمعة، خطوة ماكرون قائلا إنها "ليس لها وزن" و"لن تغير شيئا".
يأتي ذلك فيما اتهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، المجتمع الدولي بتجاهل معاناة الفلسطينيين من الجوع في غزة، وقال يوم الجمعة: "هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل أزمة أخلاقية تُشكّل تحديًا للضمير العالمي".
