تقرَّر غلق مصفاة نفط عالمية تخلّى عنها مالكوها الأثرياء بعد أن فشلوا في العثور على مشترٍ للمُنشأة المأزومة ماليًا، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ووُضِعت مصفاة براكس ليندسي (Prax Lindsey) في بريطانيا تحت الحراسة القضائية في نهاية شهر يونيو/حزيران الفائت، بعد تراكم الديون عليها، بما في ذلك مستحقات ضريبية تُقدَّر بمئات الملايين من الدولار الأميركي.
والمصفاة جزء من شركة براكس غروب (Prax Group) المتخصصة في النفط والغاز والمملوكة لعائلة سوسايبيلايس الثرية، وتلامس إيراداتها 10 مليارات جنيه إسترليني (13 مليار دولار أميركي).
*(الجنيه الإسترليني =1.35 دولارًا أميركيًا).
وتُعدّ "براكس ليندسي" إحدى مصافي النفط الـ5 المتبقية في بريطانيا، وتلامس سعتها 113 ألف برميل يوميًا، كما توظّف قرابة 420 شخصًا.
وكان شركة ستيت أويل ليمتد (State Oil) -وهي الشركة الأم التابعة لها براكس- وغيرها من الشركات التابعة للأخيرة قد حرّكت دعاوي تجارية أمام المحكمة العليا ضد عائلة سوسايبيلايس في 11 يوليو/تموز الجاري لخرقها شروط الواجب الائتماني.
مستقبل غامض
تواجه مصفاة نفط "براكس ليندسي" مستقبلًا غامضًا بعد أن فشل ملّاكها الأثرياء الهاربون في العثور على مشترٍ لها، ليصبح الغلق مصيرها المحتوم.
وأُبلِغ العمال في مصفاة النفط الواقعة بالقرب من مدينة غريمبسي في مقاطعة لينكولنشاير شمال شرق إنجلترا، بأن مسألة تسريحهم من العمل باتت حتمية، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وسيفقد قرابة 625 عاملًا وظائفهم في المصفاة والشركة الأم التي تتبعها، وهي "ستيت أويل".
وفي يونيو/حزيران الماضي، بدأت الشكوك تحوم حول مستقبل مصفاة نفط براكس ليندسي، حينما وُضِعت تحت الحراسة القضائية، واختفى ملّاكها.
ولم يتمكّن المسؤولون من تحديد مكان وجود سانجيف سوسايبيلاي أو زوجته أراني سوسايبيلاي، اللذين كانا يمتلكان المصفاة بشكل مشترك حتى لحظة انهيارها.
خيبة أمل حكومية
قال وزير الطاقة البريطاني مايكل شانكس: "نشعر بخيبة أمل كبيرة جراء الموقف عير المقبول الذي تخلّى فيه ملُّاك مصفاة نفط براكس ليندسي عنها"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف شانكس أن الحكومة البريطانية تشجع المُلّاك على التكرم والالتزام العلني بتقديم إسهامات مالية طوعية لدعم العمال المتضررين في المصفاة.
وحصلت عائلة سوسايبيلاي على أرباح بقيمة 3.7 ملايين جنيه إسترليني في العام الذي سبق انهيار المصفاة، على الرغم من تكبُّد الشركة خسائر لامست قيمتها 30 مليون دولار أميركي (22 مليون جنيه إسترليني).
وكانت شركة براكس قد اشترت المصفاة من شركة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي نظير 168 مليون دولار أميركي في عام 2021، ويُستحَق عليها حاليًا ضرائب بقيمة 250 مليون جنيه إسترليني (337 مليون دولار أميركي) لصالح هيئة الإيرادات والجمارك البريطانية عقب إفلاسها.
وطالبَ وزراء في الحكومة البريطانية بفتح تحقيق شامل للوقوف على أسباب انهيار مصفاة النفط وممارسات المديرين بها.
ومصفاة "براكس ليندسي" مسؤولة عن إمداد قرابة 10% من الوقود في بريطانيا، بما في ذلك بعض الوقود المخصص للاستعمال في مطار هيثرو.
وتعاني بعض محطات الوقود المحلية في منطقة لينكولنشاير التي تعتمد على مصفاة نفط ليندسي، في سبيل الحصول على مصادر الوقود البديل؛ ما يفسّر مخاوف نقص إمدادات الوقود، التي قد تضطر بريطانيا إلى زيادة الواردات.
انهيار المصافي.. مسلسل مستمر
يأتي انهيار مصفاة "براكس ليندسي" في أعقاب شهور من توقُّف مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا غرانغماوث (Grangemouth) عن معالجة النفط الخام في ظل تكاليف الطاقة المرتفعة، ومخاوف من إمكان أن تتسبب القيود التي يفرضها حزب العمال البريطاني على التنقيب في بحر الشمال، في تقليل جدواه الاقتصادية.
وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت شركة بتروينوس (Petroineos) المشغّلة للمصفاة أنها تستعد لغلق مصفاة غرانجماوث، موضحةً أن الإنتاج من المنشأة سيتوقف في الربع الثاني من عام 2025، بعد إجراء مشاورات مع الموظفين.
وقال الأمين العام لأكبر نقابة في بريطانيا وأيرلندا يونايت (Unite) شارون غراهام: "مصفاة النفط ليندسي هي بنية تحتية وطنية متطورة، كما أنها تُمثّل أهميةً بالغةً بالنسبة لإمدادات الوقود في المملكة المتحدة وصحة الاقتصاد الإقليمي".
وأضاف غراهام: "تحتاج الحكومة البريطانية إلى تغيير قرارها الصادر قبل أوانه، بشأن وقف شراء النفط الخام، وتمديد الوقت لإيجاد حل على المدى الطويل لمعضلة المصفاة".
وأكمل: "أكثر من ألف عامل ممّن يعتمدون على مستقبل مصفاة النفط، ووظائفهم أضحت عُرضة للمخاطر المباشرة، على الرغم من أنه لا توجد أيّ مشكلة من جانبهم"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وواصل: "إذا لم تنجح الحكومة في اتخاذ ما يلزم إزاء عمال المصفاة، فسيشعرون قطعًا بأنهم في جزيرة منعزلة، وبأن الجميع قد تخلّى عنهم".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.تفاصيل غلق مصفاة براكس ليندسي، من تيليغراف
2.سعة مصفاة براكس ليندسي، من رويترز
