
عقدت منظمة التعاون الإسلامي بمقرها في جدة اليوم الثلاثاء اجتماعا طارئا للجنة التنفيذية للمنظمة مفتوح العضوية على مستوى المندوبين الدائمين بشأن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واستهداف الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

وقال الأمين العام للمنظمة حسين طه في كلمة له إن الاجتماع يأتي تأكيدا على المكانة المركزية لقضية فلسطين والقدس الشريف وتجسيدا للمسؤولية المشتركة تجاه مواجهة التحديات الخطيرة التي تشهدها.
وأضاف طه أن المنظمة ترفض وتحذر من خطورة مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لفرض السيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي في الخليل وتهويده وتغيير هويته ومعالمه التاريخية.
ودان الاعتداءات السافرة على المسجد الأقصى المبارك وقصف الكنائس والمساجد في مدينة غزة في انتهاك صارخ للقيم الإنسانية والمواثيق الدولية.
وقال الأمين العام "إن الاحتلال الاسرائيلي أمعن في استخدام الحصار والتجويع ومنع المساعدات الإنسانية والطبية كسلاح حرب لفرض سيطرته العسكرية على قطاع غزة".
وذكر أن استمرار الازمة الإنسانية "غير المسبوقة" تشكل جريمة حرب وتمثل وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء وانتهاكا لمبادئ العدالة والكرامة الإنسانية.
وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود الدولية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل تحقيق الإيقاف الشامل والدائم لإطلاق النار وفتح جميع المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة وتمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها في القطاع والبدء في عملية إعادة الاعمار.
وأشار طه إلى الرسالة التي تلقاها قبل يومين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إذ وضعه من خلالها في صورة "الوضع الخطر" الذي تشهده الأراضي الفلسطينية.
وقال إن الرئيس الفلسطيني أعرب عن تطلعه إلى تدخل الدول الأعضاء ودعمها السياسي والمالي والإنساني وكذلك الضغط على الاحتلال الاسرائيلي لإيقاف سياسة التجويع وتأمين إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري والإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة بشكل غير قانوني وتفعيل شبكة الأمان المالية الإسلامية.
من جهته قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى المنظمة هادي شبلي في كلمة مماثلة إن الاجتماع ينعقد في ظل تحديات خطرة يفرضها استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واستهداف الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى وجه الخصوص الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يعيش على "أنقاض إنسانية مهدمة في أرضه التي تحولت إلى مقبرة جماعية ومسرح لجرائم حرب وإبادة يقترفها الاحتلال الاسرائيلي الظالم في ظل غياب العدالة الدولية".
وذكر أن ما تشهده الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة لا يقل خطورة عن جريمة الإبادة الجارية في قطاع غزة حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لحرب اسرائيلية ممنهجة تستهدف وجوده وأرضه ومقدساته وهويته الوطنية وتراثه الثقافي وحقوقه المشروعة.
وقال إن قوات الاحتلال "أمعنت في عدوانها على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته من خلال جرائم القتل والإرهاب المنظم وسياسات الضم والاستيطان الاستعماري والتهجير القسري وهدم المنازل واقتحام المخيمات وتدمير بنيتها التحتية في جرائم حرب متواصلة تستدعي التحقيق والمساءلة".
ولفت إلى مسابقة الاحتلال الزمن في مدينة الخليل لتغيير معالم الحرم الإبراهيمي وهويته التاريخية ومكانته الدينية مشيرا إلى مخططاته التي أعلن عنها أخيرا في فرض السيطرة الكاملة عليه من خلال التهديد بنقل سلطة إدارته والإشراف عليه من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وبلدية الخليل إلى ما يسمى (المجلس الديني اليهودي) في مستوطنة (كريات أربع) بشكل غير قانوني.
ودعا للضغط من خلال المجتمع الدولي على الاحتلال الاسرائيلي لإيقاف سياسة قرصنة واحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية بشكل غير قانوني ومخالف للاتفاقيات الموقعة ما يشكل أحد أشكال الإبادة الاقتصادية الهادفة إلى حرمان الشعب الفلسطيني المتعمد من الظروف الاقتصادية الضرورية للبقاء.
وأعرب عن أمله في مضاعفة الدول الأعضاء جهودها ومساهماتها المالية لدعم موازنة الحكومة الفلسطينية من خلال تفعيل شبكة الأمان المالية الإسلامية التي أقرت في القمم والمجالس الوزارية المتعاقبة.
وحذر من التداعيات الخطرة لجريمة الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات في تعميق المعاناة الإنسانية بشكل غير مسبوق في قطاع غزة والتسبب في أن تصبح المجاعة "واقعا مرعبا".
كما دعا الى مضاعفة الجهود القانونية وتفعيل آليات العدالة الجنائية الدولية لضمان إنهاء حالة إفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب.
ويأتي الاجتماع في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة نتيجة استمرار جرائم الإبادة والتجويع والتهجير التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على دور العبادة.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك