
سيرة القديس بروكوبيوس.. في مثل هذا اليوم من عام 303م، استشهد القديس بروكوبيوس الذي ولد في أورشليم لعائلة جمعت بين الإيمان المسيحي والأصول الوثنية. كان والده، خريستوفورس (الذي يعني “حامل المسيح”)، مسيحيًا مؤمنًا، بينما كانت والدته ثأودوسية وثنية العقيدة. بعد وفاة الأب، قررت والدته إهداء هدية ثمينة للإمبراطور دقلديانوس، الذي عين ابنها بروكوبيوس واليًا على الإسكندرية.


ظهور المسيح الى القديس بروكوبيوس
أوصى الإمبراطور بروكوبيوس بتعذيب المسيحيين، وفي طريقه إلى الإسكندرية برفقة والدته وحاشيته، ظهر له السيد المسيح بشكل مماثل لما حدث مع شاول الطرسوسي. ناداه بصوت واضح، موجهًا له اللوم على ما نواه من اضطهاد،
ومهددًا إياه بالموت إن رفض طاعته. عندما طلب بروكوبيوس معرفة هوية الصوت، ظهر له صليب من نور مع صوت يقول: “أنا يسوع ابن الله المصلوب بأورشليم”. أصابه الخوف والرعدة، ثم صنع صليبًا من ذهب شبيهًا بالصليب الذي رآه.
في أثناء سفره، تعرض لهجوم من بعض العرب الوثنيين، لكنه تغلب عليهم بفضل الصليب الذي حمله. طلبت منه والدته بعدها أن يقدم ذبيحة للآلهة التي
اعتقدت أنها وهبته النصر، ولكنه رفض وأعلن إيمانه بالمسيح وحده. لم تتحمل والدته تحول ابنها الوحيد إلى الإيمان المسيحي وأبلغت الإمبراطور دقلديانوس بالأمر.

إحضار القديس بروكوبيوس أمام والي قيصرية
أمر الإمبراطور بإحضار القديس بروكوبيوس أمام والي قيصرية فلسطين للتحقيق في مسألة إيمانه. اعترف بروكوبيوس بمسيحيته فعُذب بشدة وزُج به في السجن، حيث ظهر له السيد المسيح وشفاه من جراحه. عندما أُحضر في اليوم التالي، وُجد سليمًا وصحيح الجسد، ما أثار دهشة الجميع ودفع كثيرين منهم للشهادة بالإيمان المسيحي، وكان من بينهم اثنان من الأمراء واثنتا عشرة امرأة ووالدته ثأودوسية. جميعهم قُتلوا ونالوا إكليل الشهادة.

استشهاد القديس بروكوبيوس
عاد القديس بروكوبيوس إلى السجن بأمر الوالي الذي حاول في الأيام التالية إقناعه بالتخلي عن إيمانه وتقديم ذبيحة للآلهة الوثنية. رفض القديس مجددًا وأكد أن المسيح هو الإله الحقيقي. استمر الوالي في تعذيبه بأساليب قاسية شملت شق جنبيه وطعنه بالسكاكين، وصولًا إلى زجه في النار التي لم تمسه بأذى.
وأخيرًا، أمر الوالي بقطع رأسه، فنال بروكوبيوس إكليل الشهادة في اليوم السادس من شهر أبيب. وهكذا ختم حياته كواحد من أبرز الشهداء الذين دافعوا بإيمانهم عن المسيحية رغم كل أنواع التعذيب والاضطهاد.