فى إحدى زوايا قرية سنباط الهادئة التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، انقلبت حياة أسرة رأسًا على عقب، بعدما تحوّل منزل بسيط إلى مسرح جريمة مروعة راحت ضحيتها فتاة فى عمر الزهور.
«مريم» صاحبة الثلاثة والعشرين عامًا، التى كانت تحمل فى قلبها الكثير من الأحلام، قُتلت بدم بارد داخل منزل أسرتها، على يد شاب أحبّته، فغدر بها دون رحمة.
كانت «مريم» تعيش حياة عادية فى قريتها مع أسرتها، لكنها وقعت فى حب شاب من خارج دائرتها الاجتماعية، لم يكن شابًا عاديًا، بل له ماضٍ مليء بالمشاكل، واسمه كان مرتبطا فى القرية بسمعة سيئة، لكنه نجح فى خداعها بكلمات ناعمة ووعود كاذبة، حتى أصبح جزءًا من يومها وهمّها وسرّها.
مرت الأيام، وبدأت العلاقة تنكشف على حقيقتها، ضرب وإهانات وتجاوزات، جعلت حياة «مريم» تتحول إلى دوامة من الحزن والقلق، ومع تدهور حالتها، لجأت لوالدها، لكنه رفض استقبالها، وأبواب المستشفيات أيضًا أُغلقت فى وجهها، لم تجد ملجأً سوى بيتها، لكنها لم تكن تعرف أن ذلك البيت سيشهد لحظاتها الأخيرة.
فى يوم الجريمة، دخلت «مريم» فى مشادة حادة مع الشاب الذى تعلقت به، كانت تحاول مواجهته بما فعله، بكلماته الكاذبة، وبما تركه فى حياتها من ألم، لكنه لم يتحمل المواجهة وفى لحظة غضب، استل سكينًا وسدد لها طعنات قاتلة، وسط صراخ مكتوم لم يسمعه أحد، ثم تركها تنزف داخل غرفتها، وفرّ هاربًا.
بعد وقت قصير، وصل رجال الشرطة بعد بلاغ من الجيران، ليفتحوا الباب على جريمة هزّت القرية كلها، ومريم كانت قد فارقت الحياة، وجسدها الغضّ يحمل آثار الطعنات، وعيناها مفتوحتان، وكأنها كانت تنتظر من ينقذها.
بدأ رجال الأمن فى تتبع الخيوط، وسرعان ما اكتشفوا أن الجريمة لم تكن من تدبير شخص واحد فقط، كان هناك ٤ آخرين، تعاونوا معه فى تنفيذ الجريمة أو التستر عليها، تشكّل من حولها ما يشبه التشكيل الإجرامى، خططوا ونفذوا، ثم حاولوا الهرب، لكن العدالة كانت أسرع.
خلال ساعات، تم إعداد حملة أمنية مكثفة، وألقى القبض على القاتل ومن معه، وتم نقلهم إلى مركز الشرطة، وبدأ التحقيق فى الجريمة التى لم تكن تحتاج إلى تفسيرات، فكل الأدلة كانت تنطق بما حدث.
النيابة أمرت بحبس المتهمين، وطلبت تقرير الطب الشرعى، كما كلفت النيابة بسرعة وصول تحريات المباحث حول الواقعة للوقوف على ملابساتها وظروفها.