أخبار عاجلة

تحول الطاقة في كوريا الجنوبية يحمل فرصًا استثمارية لأستراليا (تقرير)

تحول الطاقة في كوريا الجنوبية يحمل فرصًا استثمارية لأستراليا (تقرير)
تحول الطاقة في كوريا الجنوبية يحمل فرصًا استثمارية لأستراليا (تقرير)

حملت عودة الرئيس الجديد "لي جاي ميونغ" دفعة قوية لإستراتيجية تحول الطاقة في كوريا الجنوبية، ليس للصناعة المحلية فحسب، بل ولشريكتها في التجارة والطاقة أستراليا أيضًا.

ويدعم الرئيس التحول إلى مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في توليد الكهرباء والتخلص من محطات الفحم والحدّ من استعمال الغاز الطبيعي، والاحتفاظ بمحطات الطاقة النووية في الوقت الراهن، بحسب آخر تحديثات قطاع الكهرباء العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويهدد ذلك التحول تجارة الغاز الطبيعي والفحم الراسخة منذ عقود مع أستراليا، ثالث أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، وثاني أكبر منتجي الفحم عالميًا، لكنه يحمل فرصًا من نوع جديد على صعيد إنتاج الهيدروجين الأخضر والمعادن النادرة، من بين أخرى.

ورغم أن الطريق قد لا يكون سهلًا، فإنه يتوافق مع رؤية رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الذي يؤيد -أيضًا- مكافحة تغير المناخ؛ كونها فرصة اقتصادية، والفوز بحق استضافة قمة المناخ "كوب 31" (COP31) في العام المقبل (2026).

إستراتيجية تحول الطاقة في كوريا الجنوبية

في تحليله للآثار والفرص التي تجلبها خطة تحول الطاقة الكورية الجنوبية إلى أستراليا، يرى المستشار والخبير الكوري في شؤون الطاقة المتجددة والمدير بجامعة سمرقند التقنية في أوزبكستان سيونغ هو لي أن الفرصة سانحة لتحويل التعاون في مجالات استيراد الغاز المسال والفحم إلى مصادر الطاقة النظيفة.

وفي هذا الصدد، أشار إلى الاتّساق بين الخطّتين في أستراليا وكوريا الجنوبية؛ إذ إن الأولى في خضم البحث عن مسارات نمو لا تعتمد على تصدير الوقود الأحفوري، وهو ما أصبح واجبًا اقتصاديًا في ضوء التراجع المتوقع لإيرادات صادرات الطاقة والموارد.

رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ
رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ - الصورة من وكالة بلومبرغ

وبحسب بيانات حكومية، من المتوقع أن تنخفض إيرادات صادرات خام الحديد 17% والغاز المسال 42% والفحم الحراري 60% والفحم المعدني 34% وذلك في العام المالي المقبل 2026-2026، بالمقارنة بالعام الماضي 2025-2024.

(العام المالي في أستراليا يبدأ في الأول من يوليو/تموز، وينتهي في 30 يونيو/حزيران من العام التالي).

وثمة اتّساق بين الإستراتيجية الجديدة لتحوّل الطاقة في كوريا الجنوبية وأستراليا، فالرئيس لي جاي ميونغ اقترح توليد 30% من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وخروج محطات توليد الكهرباء بالفحم من الخدمة قبل 2040.

وفي أستراليا، يرتفع هدف الطاقة المتجددة بحلول 2030 إلى 82%، أمّا تخارج محطات الفحم بالكامل فسيكون في عام 2038، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة لقطاع الكهرباء العالمي.

وفي ضوء ما سبق، يقول الخبير الكوري، إن ثمة فرصة سانحة أمام البلدين للتعاون في مجال تحول الطاقة، وهو ما سينعكس في توفير فرص عمل جديدة، وتهيئة بيئة نظيفة أكثر أمانًا.

لكن المهمة الملقاة الآن على عاتق سول وكانبي را هي تحويل تجارة السلع كثيفة انبعاثات الكربون إلى سلسلة قيمة خضراء عمادها موارد الطاقة النظيفة، من أجل خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، تنفيذًا لأهداف اتفاق باريس للمناخ وهدف الحياد الكربوني في 2050، الذي اتفقت عليه كلٌّ من أستراليا وكوريا الجنوبية.

موارد الطاقة النظيفة في أستراليا

بعد تعاون دام نحو نصف قرن في مجال الوقود الأحفوري، يمكن الآن في ضوء المتغيرات البيئية والاقتصادية بناء شراكة من 4 محاور، هي المعادن الأرضية النادرة والهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة والصناعة منخفضة الكربون مثل الحديد الأخضر.

وتحمل مدة أول عام ونصف من حكم الرئيس الكوري الجنوبي الجديد "فرصة ذهبية" لتوحيد المعايير وتوسيع نطاق التمويل والارتقاء بمهارات العاملين بالقطاع.

وإذا تحولت تلك الرؤية إلى حقيقة، يقول الخبير وكاتب المقال "سيونغ هو لي"، إن أستراليا وكوريا الجنوبية ستصبحان بحلول مطلع العقد المقبل الأكثر مرونة بين مجتمعات الطاقة النظيفة في منطقة المحيط الهادئ، لتصبحا مثالًا على تحوّل تجارة الوقود الأحفوري القديمة إلى تحالف متطور لسلسلة القيمة.

مشروع هيدروجين أخضر في أستراليا
مشروع هيدروجين أخضر في أستراليا - الصورة من وكالة الطاقة المتجددة المحلية أرينا

ومن بين أبرز الأهداف المتوقعة في إطار إستراتيجية تحول الطاقة في كوريا الجنوبية: توقيع مذكرة تفاهم بشأن اعتماد الهيدروجين والمعادن في العام الجاري 2025، ثم اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بمشروع الحديد الأخضر في بيلبرا عام 2026، وفي العام نفسه توقيع أول اتفاقية طويلة الأمد لتصدير الأمونيا الخضراء.

وإذا تحولت الخطة إلى واقع، سترتفع قيمة الاستثمارات الأسترالية - الكورية الجنوبية في مجال الطاقة النظيفة إلى 6 مليارات دولار أسترالي (3.9 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2030.

(الدولار الأسترالي يعادل 0.65 دولارًا أميركيًا).

كما سيرتفع هدف خفض الانبعاثات ضمن خطة الإسهامات المحددة وطنيًا في كوريا الجنوبية إلى 61% في 2035، من 40% في 2030، وذلك مقارنة بمستويات عام 2018.

المعادن الأرضية النادرة

تبرز المعادن الأرضية النادرة بوصفها أحد أبرز مجالات التعاون الجديد في مجال تحول الطاقة بين أستراليا وكوريا الجنوبية؛ إذ تمتلك ولاية أستراليا الغربية على نحو خاص رواسب عالمية الطراز من النيكل والليثيوم، وهي معادن أساسية لصناعة تقنيات الطاقة المتجددة وبطاريات السيارات الكهربائية من بين أخرى.

وبالفعل، تمتلك شركات كورية جنوبية حصصًا في العديد من المناجم بالولاية الأسترالية مثل شركات بوسكو (POSCO) و"إل جي إنرجي سوليوشن" (LG Energy Solution) و"إس كيه إينوفيشن" (SK Innovation).

كما تستثمر شركة "بيلبارا مينيرالز" الأسترالية (Pilbara Minerals) بأول مصفاة لهيدروكسيد الليثيوم في كوريا الجنوبية، التي من المقرر أن تدخل حيز التشغيل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2025).

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود أستراليا بقائمة أكبر احتياطيات الليثيوم في العالم حتى 2023:

3 عقبات تواجه تقنيات استخراج الليثيوم مباشرة

الهيدروجين الأخضر

يدعو الكاتب سيونغ هو لي إلى التركيز على إنتاج الهيدروجين الأخضر لتشغيل مصانع الصلب والكيماويات والأسمدة بدلًا من قطاع النقل والمركبات؛ إذ إن زخم تشغيل سيارات الركاب بوقود الهيدروجين في كوريا الجنوبية يتلاشى، وتتقلص حوافز مركبات خلايا الوقود، ويقلّ استعمال محطات إعادة التزود بالهيدروجين، في مقابل نمو السيارات الكهربائية الخالصة العاملة بالبطاريات.

وبالفعل، تستثمر شركة بوسكو الكورية وشركة إنجي الفرنسية (ENGIE) في مشروع تجريبي بقدرة 45 ميغاواط للاختزال المباشر للحديد (DRI).

كما تستورد كوريا الجنوبية الأمونيا من أستراليا لإنتاج الأسمدة والكيماويات، ومن شأن التحول من الأمونيا الرمادية إلى الخضراء أن يحول دول إطلاق 5 ملايين طن متري سنويًا من ثاني أكسيد الكربون.

طاقة الرياح البحرية وتقنيات شبكة نقل الكهرباء

يمكن لأحواض بناء السفن وشركات تقديم خدمات الهندسة والشراء والبناء في كوريا الجنوبية أن تدعم مشروعات طاقة الرياح البحرية، التي تترقب منحها حقوق التأجير في جنوب شرق أستراليا.

وتحتاج تلك المشروعات ذات القدرة 25 غيغاواط لسفن الرفع الثقيل والركائز العائمة وخطوط نقل التيار المستمر عالي الجهد (HVDC)، ودخلت شركات كورية القائمة القصيرة لمقدّمي الخدمات إلى عدّة مشروعات في ولايتي فيكتوريا ونيو ساوث ويلز.

على الناحية الأخرى، تمتلك أستراليا خطوط نقل برية بطول 4 آلاف كيلومتر يمكن لكوريا الجنوبية أن تستقي الدروس منها لتحقيق مستهدفات نشر مصادر الطاقة المتجددة، وإذا تحقَّق ذلك التكامل، يمكن توحيد المعايير والابتكارات في هذا الصدد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. مقال عن فرص تحول الطاقة في كوريا الجنوبية وأستراليا، من منصة "رينيو إيكونومي"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ارتفاع مؤشر بورصة تورونتو مع ترقب المستثمرين لتطورات التعريفات الجمركية
التالى قطاع الطاقة الشمسية والرياح في الصين يستعد لقفزة بـ1.3 تيراواط