أخبار عاجلة

تلوث الهواء "درع" يحمي من الاحترار العالمي.. مفاجأة مثيرة

تلوث الهواء "درع" يحمي من الاحترار العالمي.. مفاجأة مثيرة
تلوث الهواء "درع" يحمي من الاحترار العالمي.. مفاجأة مثيرة

هل ظننتَ يومًا أنّ تلوث الهواء يحمل وجهًا إيجابيًا لحماية كوكب الأرض؟ قد يعدّ هذا الطرح مستغربًا إلى حدّ كبير، في ظل الآثار السلبية المعروفة عن هذه الظاهرة.

ارتبط تفسير مستويات الاحترار العالمي الآخذة بالارتفاع -خلال السنوات الأخيرة- بتزايد الانبعاثات والملوثات، وعكفت بعض الدول على دعم جهود تنقية الهواء.

ولم يكن يخطر ببال أحد أن يتوصل علماء وباحثون إلى تداعيات سلبية نجمت عن جهود تنقية الهواء خاصة في شرق آسيا، وأدت في نهاية الأمر إلى ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الاحترار لمستويات غير معهودة من قبل.

وسلّطت دراسة -حصلت منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن) على نسخة كاملة منها- الضوء على تفسير علمي للظاهرة المثيرة للجدل، خاصة خلال الأعوام الـ15 الأخيرة منذ عام 2010 حتى الآن.

وتُمثّل الدراسة جهدًا تعاونيًا عالميًا واسع النطاق، إذ شارك بها ما يزيد على 15 جهة بحثية وعلمية من أميركا وأوروبا وآسيا، ونُشرت في يوليو/تموز 2025 الجاري.

علاقة تلوث الهواء بالاحترار العالمي

وصف علماء وباحثون علاقة تلوث الهواء بالاحترار العالمي بأنها علاقة "عكسية"، على عكس المستنتَج سابقًا.

وأرجعوا ذلك إلى أن ملوثات الهواء تتضمن مادة ثاني أكسيد الكبريت، التي عملت بوصفها غطاء ومظلة لحماية منطقة شرق آسيا من الارتفاع المفرط في درجات الحرارة، وفق الدراسة المنشورة حديثًا في مجلة نيتشر.

وعمل ثاني أكسيد الكبريت، وملوثات أخرى، على تشكيل ما يشبه "مظلة" تحجب أشعة الشمس الشديدة لسنوات طويلة، ما كان له أثر في تقليص الشعور بمستويات الاحترار المرتفعة.

الاحتباس الحراري

ومع نمو الجهود المناخية، أخذت حكومات وصنّاع قرار ونشطاء البيئة والمناخ على عاتقهم محاربة تلوث الهواء، في إطار العمل على خفض الانبعاثات.

وأجرت الدراسة المشتركة مقارنة بين مستويات الاحترار قبل عام 2010 (قبل بدء التصدي للملوثات)، وما بعدها، بالتركيز على جهود دول شرق آسيا في تنقية الغلاف الجوي.

وطبَّقت الدراسة نماذج محاكاة أثبتت انخفاض انبعاثات الكبريت بنسبة 75%، خلال الأعوام الـ15 الأخيرة، في شرق آسيا، وربط الباحثون بين هذا التقدير وبين ارتفاع معدلات الاحترار بنسبة تتراوح بين 0.05 و0.07 درجة مئوية.

وخلصت إلى أن تنظيف الغلاف الجوي وتنقيته من الملوثات، خاصة الكبريت، يعدّ شريكًا رئيسًا في تسريع وتيرة الاحترار.

الانبعاثات والمراكز الصناعية العالمية

مع التطور الصناعي العالمي ظهرت توسعات في الصين والهند، ونافست الدولتان أميركا وأوروبا على لقب "أكبر الدول المسببة للانبعاثات".

وعملت الصين على تخفيف حدّة تلوث الهواء، لكن هذه المساعي أدّت بصورة غير مباشرة إلى تقليص نسبة ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي بنسبة 75%.

وبدءًا من هذه المرحلة، فقدت أكبر الاقتصادات الآسيوية أكبر أسباب الـ"تبريد" الموجهة للأرض، وفق تفسير الباحثين لبعض التفاعلات بين ثاني أكسيد الكبريت وبعض الملوثات مع السحُب لتشكّل نوعية من "الغيوم" تعمل بمثابة غطاء واقٍ من الحرارة.

وتوصلت الدراسة إلى أن العامين الأخيرين (2023، و2024) كانا الأشدّ ضراوة في معدلات الاحترار، إثر ارتفاع درجات حرارة سطح البحار والمحيطات؛ نتيجة لاختلال توازن الملوثات "المُبرّدة" في الغلاف الجوي وتراجع طبقات السُحب.

ولفت الباحثون إلى أنّ تبايُن درجات الحرارة من موقع لآخر، يُشير إلى عوامل داخلية وإقليمية أزالت الدرع الواقي من الشمس (في إشارة لجهود إزالة ثاني أكسيد الكبريت من الغلاف الجوي)؛ ما يفسّر الحرارة اللافتة للنظر في مناطق شرق آسيا.

وجاء ذلك حسب نتائج 80 نموذج محاكاة، من بينها نموذج رصد التطور على مدار السنوات من 2015 حتى 2049، بهدف قياس تأثير جهود الصين ضد تلوث الهواء في: (درجات الحرارة، ومعدل هطول الأمطار، وغيرها).

وأكد معدّو الدراسة أن التغيير في درجات الحرارة موسميًا (خلال فصلي الصيف والشتاء) سجّل مستوىً قياسيًا مرتفعًا، في منطقة شرق آسيا (شرق وشمال الصين تحديدًا)، ما انعكس على معدل الأمطار ومستويات الرطوبة.

ضباب دخاني
ضباب دخاني - الصورة من State of the Planet

دور الميثان وانبعاثات الشحن

تطرقت الدراسة العالمية إلى بعض العوامل المتزامنة مع جهود مكافحة تلوث الهواء، التي فاقمت بدورها -أيضًا- من معدلات الاحترار العالمي.

ومن بين هذه العوامل:

1) تركيزات الميثان

بالتوازي مع جهود تخفيف حدّة تلوث الهواء (عقب عام 2010)، شهدت تركيزات غاز الميثان في الغلاف الجوي زيادة متسارعة.

ورغم ذلك، أكدت الدراسة أن تداعيات ارتفاع الميثان -خلال العقد الأخير- كانت أقل تأثيرًا في معدلات الاحترار، مقارنة بإزالة ثاني أكسيد الكبريت من الهواء.

2) قطاع الشحن

ألزمت لوائح المنظمة البحرية الدولية بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت من قطاع الشحن، بعد عام 2020.

ورغم أنه ما يزال العمل جاريًا على رصد تداعيات تنفيذ هذه اللوائح في معدل الاحترار، فإن الدراسة توقعت "تأثيرًا محدودًا" أيضًا مقارنة بسحب الصين للملوثات من الغلاف الجوي وتدمير "الغطاء السحابي".

وبجانب تأثير الميثان وقطاع الشحن في الاحترار، توقعت الدراسة استمرار الجهود في شرق آسيا بخفض الانبعاثات؛ ما يثير علامات الاستفهام حول مصير درجات الحرارة بعد تراجع كميات الكبريت في الغلاف الجوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل|قرار جديد من «النواب» بشأن قانون التعليم.. وموعد رسمي للموافقة على المشروع
التالى المدير التنفيذي لشركة تايم تكنولوجي: السماح للقطاع الخاص بإنتاج وتوزيع الطاقة الكهروشمسية يسهم في تجاوز مستهدفات الطاقة المتجددة