أخبار عاجلة

"الحدود الفاصلة بين الإبداع البشري والآلي" على طاولة المهرجان القومي للمسرح

"الحدود الفاصلة بين الإبداع البشري والآلي" على طاولة المهرجان القومي للمسرح
"الحدود الفاصلة بين الإبداع البشري والآلي" على طاولة المهرجان القومي للمسرح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اختتمت جلسات المحور الفكري المصاحب لفعاليات الدورة الـ18 من المهرجان القومي للمسرح المصري، بجلسة نوعية جاءت تحت عنوان "الحدود الفاصلة بين الإبداع البشري والآلي"، التي ناقشت تأثيرات الذكاء الاصطناعي ومسرح الروبوت على العملية الإبداعية المسرحية، مساء أمس الخميس بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وشارك في الجلسة كل من الناقد الدكتور أحمد مجدي، والدكتورة نوران مهدي، والمخرج محمود الحسيني، وأدارت النقاش الناقدة إسراء محبوب، وسط حضور كبير من المهتمين بالمسرح والتقنية.

نوران مهدي: مسرح الروبوت الياباني وإشكالية استنساخ الإنسان

استهلت الجلسة الدكتورة نوران مهدي بورقة بحثية تناولت فيها مسرح الروبوت في التجربة اليابانية، مستعرضة مسرحية "سينارا" للمخرج الياباني "هيروكي هيركا"، بوصفها نموذجًا خاصًا يعكس علاقة الروبوت بالإنسان في المجتمع الياباني.

قالت مهدي: "اخترت هذه المسرحية تحديدًا لما تحمله من خصوصية شديدة داخل السياق الثقافي الياباني، حيث تدور حول العلاقة بين فتاة وإنسان آلي شبيه بها، يسعى لامتلاك مشاعر مماثلة للمشاعر البشرية"، وأضافت أن المخرج الياباني هيركا استخدم في مسرحه أنواعًا متعددة من الروبوتات، تختلف حسب الهدف الدرامي، ويُراعى عند تصميم كل روبوت أن يكون له بعد إنساني يسمح بالتفاعل مع الممثل.

وأشارت إلى أن الروبوت المستخدم في هذا العرض تم تغليفه بطبقة من المطاط تمنحه مرونة قريبة من الجسد البشري، كما تمت برمجته على القيام بحركات لا إرادية تولَّدت تلقائيًا بمجرد اقتراب البشر منه، بينما الحوار كان مسجلاً مسبقًا بصوت ممثلة حقيقية، مما يمثل عبئًا تقنيًا شديد التعقيد.

وأكدت مهدي أن العرض يُثير تساؤلات حول هوية الروبوت ومصيره في العالم الحديث، متسائلة: "لماذا نتخلص من الروبوتات القديمة لمجرد ظهور نسخ جديدة؟ وهل يمكننا اعتبارها كائنات لها حق البقاء؟"، مشيرة إلى أن هذه العروض تسهم في خلق مساحات للتأمل في طبيعة العلاقة بين الإنسان والآلة.

 محمود الحسيني: الذكاء الاصطناعي أعاد صياغة ماكبث بحلول ذكية

وتحدث المخرج محمود الحسيني، عن تجربته في عرض "ماكبث المصنع"، الذي نال عدة جوائز، وبيَّن كيف قام باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعادة صياغة نص شكسبير الشهير "ماكبث".

قال الحسيني: "بدأت رحلتي مع شكسبير من خلال عروض الجامعة، وكنت وقتها أعمل بالإضاءة المسرحية، ومن هنا انطلقت فكرة توظيف الذكاء الاصطناعي، حيث استبدلنا ساحرات ماكبث ببرنامج AI، كما تم حذف جميع الشخصيات باستثناء شخصية ماكبث، بينما تحوَّلت جريمة القتل إلى مجرد حادث سير، دون أن يلحق بماكبث أي أذى قانوني"، وأضاف أن "الهدف كان إظهار الجانب المظلم في الذكاء الاصطناعي، وإعادة بناء النص من خلال تطبيق 'مدرك'، الذي أتاح لنا حلولاً مبتكرة في التكثيف والاختزال، والتعامل مع مناطق الخلل في النص الأصلي بطريقة مختلفة وغير تقليدية".

وأكد الحسيني أن التجربة فتحت آفاقًا جديدة في التعامل مع النصوص الكلاسيكية، حيث لعب الذكاء الاصطناعي دورًا تحليليًا وتخييليًا في إعادة تشكيل العمل الفني.

 أحمد مجدي: الذكاء الاصطناعي منظم للنصوص وليس مؤلفا لها

وطرح الناقد الدكتور أحمد مجدي، رؤيته حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في التأليف، مؤكدًا أن الآلة لا تمتلك الوعي أو المشاعر التي تسمح لها بالابتكار الحقيقي.

قال مجدي: إن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع التأليف، بل فقط تنظيم النصوص وتحليلها بناءً على ما يغذيه به الإنسان. وبالتالي، لا يمكن إطلاق صفة 'المؤلف' عليه، لأنه يعمل على إعادة تركيب المعطيات البشرية التي جُمعت مسبقًا".

وأضاف مجدي، أن الذكاء الاصطناعي يتأثر بتحيزات المجتمع الذي وُلِدت فيه البيانات، وبالتالي فإن التلقي هنا يجب أن يُراعي أن ما نقرأه هو نتاج برمجة بشرية، وليس وعيًا مستقلًا.

وأوضح مجدي، أن AI يعتمد على تقنية التكرار والتركيب، لذا نجد أن كثيرًا من الأفكار التي يُنتجها تدور في دوائر مغلقة حول الموضوع نفسه.

 كما فرّق بين ثلاثة أنواع من الذكاء الاصطناعي: البسيط، والعام (جيزال)، والمتقدم الذي يتفوق على العقل البشري، مؤكدًا أن النوع الأخير لا يزال ضمن حدود الخيال العلمي.

وشدد مجدي في ختام مداخلته على أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، وأن التحدي الحقيقي ليس بين الإنسان والآلة، بل في قدرة المبدع على توظيف هذه التقنيات لصالح العملية الإبداعية، في شراكة تكاملية بين البشري والآلي.

يُذكر أن المحور الفكري المصاحب لفعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ18، يُقام تحت عنوان" تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري" ويرأسه الناقد أحمد خميس.

ويناقش المحور عددًا من القضايا المفصلية في مسيرة المسرح المصري، منها: أثر السياقات السياسية والاجتماعية على الوعي الجمالي، التوجه المؤسسي، تحولات العروض المسرحية، جماليات الجسد، الفضاء المسرحي وآليات الإنتاج، وأشكال الخطاب النقدي.

انطلقت جلسات المحور في 13 يوليو، وتستمر حتى 29 يوليو الجاري، بالمجلس الأعلى للثقافة، بمعدل إحدى عشرة جلسة نقاشية يعقبها ندوات لتكريم الرموز المسرحية، ضمن فعاليات المهرجان.

364.jfif
365.jfif
363.jfif

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مصرع وإصابة 3 في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالفيوم
التالى لمواجهة الزيادة السكانية.. قوافل توعوية وطبية تجوب الواحات البحرية بدعم من المجتمع المدني ومؤسسة قضايا المرأة