أخبار عاجلة
مصرع مزارع غرقاً بنهر النيل بسوهاج -

الاقتصاد الدائري في أرامكو السعودية.. 300 مبادرة تدعم الاستدامة وخفض الانبعاثات

الاقتصاد الدائري في أرامكو السعودية.. 300 مبادرة تدعم الاستدامة وخفض الانبعاثات
الاقتصاد الدائري في أرامكو السعودية.. 300 مبادرة تدعم الاستدامة وخفض الانبعاثات

تنفّذ شركة أرامكو السعودية خطة طموحة لتحسين استعمال مواردها وإطالة دورة حياة المواد، من خلال نماذج الأعمال القائمة على الاقتصاد الدائري، بما يدعم جهودها لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.

بدأت عملاقة النفط السعودية، في عام 2021 -وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- في تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري بأعمالها، وفي عام 2024، نجحت بتنفيذ أكثر من 300 مبادرة للاقتصاد الدائري في كل خطوط أعمالها.

ونفّذت أرامكو السعودية أيضًا عديدًا من مبادرات الاقتصاد الدائري للكربون المصممة خصوصًا للمساعدة في الحدّ من انبعاثات الكربون الناجمة عن أعمالها، وإعادة استعمالها، وإعادة تدويرها، وإزالتها.

ودأبت أرامكو السعودية بصورة حثيثة على تطبيق نماذج الاقتصاد الدائري في جميع أعمالها، لا سيما أن مفهوم الاقتصاد الدائري، الذي تأسَّس في سبعينيات القرن الماضي، أصبح يكتسب زخمًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم.

ويمكن وصف الاقتصادي الدائري بأنه نموذج إنتاج واستهلاك يتضمن استعمال المواد والمنتجات الموجودة حاليًا، وإعادة استعمالها لأطول مدة ممكنة، وصرفها عن أن ينتهي المطاف بها في مكبات النفايات وتلويث البيئة.

الاقتصاد الدائري في أرامكو السعودية

حرصت أرامكو السعودية على ترسيخ ثقافة المحافظة على الموارد لسنوات عديدة، وفي عام 2020 بدأت في تطبيق التحول إلى نموذج الاقتصاد الدائري ببرنامج مستقل ومنظّم، مع تأسيس فريق عمل للاقتصاد الدائري.

وبخطوة أولى، اطّلع فريق العمل عن كثب على أعمال الشركة، وأحدث دراسات القطاع في مجال الاقتصاد الدائري، وعمل الشركات المنافسة في هذا المجال.

وبعد مراجعة أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم، وضع فريق العمل إطار عمل الاقتصاد الدائري لأرامكو السعودية، تحكمه 7 مبادئ مصممة خصوصًا لتلائم أعمال الشركة وخدماتها، وممارساتها في إدارة المواد الموجودة حاليًا.

يعتمد الاقتصاد الدائري في أرامكو السعودية على 7 مبادئ أساسية
يعتمد الاقتصاد الدائري في أرامكو السعودية على 7 مبادئ أساسية

وتشمل مبادئ أرامكو السعودية للاقتصاد الدائري ما يلي:

  1. التصميم الداعم للاقتصاد الدائري
  2. بناء سلسلة إمداد للاقتصاد الدائري
  3. التقليل من الآثار البيئية
  4. المحافظة على الموارد والأصول وإطالة دورات حياتها
  5. استعمال موارد مُتجددة وتعيد بناء نفسها
  6. تحويل النفايات إلى موارد
  7. تبنّي التقنيات المبتكرة

وبدأت أرامكو السعودية في عام 2021 تنفيذ خطة على مستوى الشركة لتطبيق هذه المبادئ في جميع مراحل سلسلة القيمة.

وفي سبيل وضع إطار مؤسسي لممارسات الاقتصاد الدائري، أطلقت الشركة عملية تميز تشغيلي لتوجيه جميع الإدارات في مسيرتها نحو تعزيز مبادئ الاقتصاد الدائري، ثم نفّذت مشروعًا تجريبيًا في إدارات متعددة، تمخَّض عنه تنفيذ أكثر من 200 مبادرة للاقتصاد الدائري.

وعلى مدى السنوات القليلة التالية، نفّذت الشركة خطة أوسع نطاقًا، إذ أدخلت مبادئها الدائرية ضمن إرشادات مشروعاتها الرأسمالية ومواصفاتها الهندسية.

ومنذ عام 2024، عكفت على تسريع تطبيق نماذج الاقتصاد الدائري في جميع أعمالها من التصميم والأعمال الهندسية إلى المشتريات والإنشاءات وتقنية المعلومات.

وخلال العام الماضي، نجحت أرامكو في تنفيذ أكثر من 300 مبادرة للاقتصاد الدائري عبر مختلف سلاسل القيمة بهدف تحسين الأعمال القائمة على الاقتصاد الدائري، إلى جانب تحسين الكفاءة التشغيلية، والسلامة، والأداء الاقتصادي، والتأثير الاجتماعي.

ومن الأمثلة على هذه المبادرات، برنامج الاقتصاد الدائري في إدارة الحفر وصيانة الآبار، وبرنامج الاقتصاد الدائري في المشتريات ومنظومة الإمداد، ونظام إدارة المواد الفائضة.

نتائج ملموسة

تعتمد أرامكو السعودية على مبدأ "خفض الاستهلاك، وإعادة الاستعمال، وإعادة التدوير" في جوانب عديدة من سلسلة القيمة.
ففي عمليات الحفر، أعادت استعمال أكثر من 6 آلاف معدّة من معدّات الحفر التي أُصلِحَت، وجددت أكثر من 2000 رأس بئر ومعدّة تحكُّم في الآبار، خلال عام 2023 فقط.

كما أعادت عملاقة النفط السعودية استعمال 8500 طن متري من منتجات أنابيب النفط من نوع (OCTG)، مثل أنابيب الحفر، وأنابيب التغليف، وأنابيب الإنتاج. وفي العام نفسه، طبّقت أفضل الممارسات في قطاع الحفر، من خلال مبدأ الاقتصاد "مغلق الدائرة" في 257 بئرًا، بهدف تقليل استعمال المواد الكيميائية في عمليات الحفر، وإعادة استعمال سوائل الحفر في عدّة آبار.

ومن خلال هذه الجهود، أعادت تدوير، وإعادة استعمال أكثر من 3.9 مليون برميل من سوائل الحفر، مما ساعد على تخفيض استهلاك المياه في تلك الآبار بنحو 13 مليون برميل، وتقليل مياه الصرف بمقدار 3 ملايين برميل.

وطبّقت أرامكو، كذلك، مفهوم الاقتصاد الدائري في عمليات الشراء وسلسلة التوريد، بإعادة النظر في الحاجة إلى شراء أصول جديدة، وإعادة استعمال، أو تجديد، الأصول الحالية، وشراء المنتجات المعاد تدويرها.

وبدأت الشركة منذ 2019 بتنفيذ إعادة تدوير الخردة، وفي 2022، أعادت تدوير ما يقرب من 20 ألفًا و371 طنًا من المواد مثل خردة الفولاذ، والبراميل البلاستيكية والمعدنية، والألومنيوم.

وفي 2023، عززت جهودها في إدارة النفايات بشكل كبير، إذ أعادت تدوير أكثر من 85 ألف طن من المواد، وتوفير المواد المعاد تدويرها إلى المصنّعين المحليين بصفة مواد خام، مما ساعد في تخفيف الضغط على استخراج المواد الخام.

كما أجرت إصلاحات منتظمة للمعدّات بهدف تقليل نفايات المعدّات، إذ تستعمل تقنيات متقدمة لإصلاح المعدّات الصناعية الدوارة والثابتة، بما في ذلك التوربينات، والضواغط، والمضخات، ومبادلات الحرارة، ومولدات الكهرباء.

إعادة التدوير تتصدر أهتمامات أرامكو
إعادة التدوير تتصدر اهتمام أرامكو

إدارة النفايات

في عام 2022، طورت أرامكو السعودية إستراتيجية لإدارة النفايات على مستوى الشركة، حددت من خلالها أهدافًا قصيرة وطويلة المدى، لتقليل النفايات والحيلولة دون وصولها إلى مكبّات النفايات.

تركّز الإستراتيجية على الحدّ من النفايات في 5 مجالات رئيسة:

  • النفايات العامة.
  • النفايات الصناعية.
  • نفايات الحفر.
  • المواد المشعّة الطبيعية.
  • النفايات البلاستيكية.

وتستعمل تسلسلًا هرميًا لإدارة النفايات، يضع خيارات إدارة النفايات في مراتب تسلسلية بطريقة تدعم أهدافها من الاقتصاد الدائري.

وتواصل الشركة البحث عن طرق مبتكرة لاستعمال النفايات الصناعية، التي تُنتج بكميات كبيرة، نظرًا لضخامة أعمالها.

ففي عام 2023، أعادت تدوير35.7% من إجمالي النفايات الصناعية، باستعمال تقنيات، مثل التنظيف التلقائي لخزّانات النفط الخام، لاستعادة الهيدروكربونات من الرواسب الزيتية للخزانات، وتقنية تتبُّع النفايات المشعّة الطبيعية بالترددات اللاسلكية التي تمكّن من تتبُّع هذه النفايات من لحظة إنتاجها إلى تخزينها وحتى التخلص النهائي منها.

ولتحسين كفاءة تتبُّع النفايات، طورت الشركة نظام تتبُّع النفايات الصناعية على مستوى الشركة، وهو قاعدة بيانات متخصصة تتضمن جميع الجهود التي بذلتها مرافق الشركة التشغيلية والخدمية لتطبيق الاقتصاد الدائري على النفايات الصناعية عام 2009، بغرض تتبُّع أعمال أرامكو السعودية في التخلص من النفايات الصناعية، قبل أن تتوسع في عام 2017 لتشمل جهود إعادة التدوير أيضًا.

يتماشى النظام مع مبادرة الاقتصاد الدائري في أرامكو السعودية، التي تهدف إلى تقليل النفايات المرسلة إلى مكبات النفايات، وزيادة فرص إعادة التدوير، واستعادة الطاقة داخل الشركة.

اقتصاد الكربون الدائري

في عام 2020، وخلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، تمّ تطوير واعتماد نهج اقتصاد الكربون الدائري من قبل قادة مجموعة العشرين ووزراء الطاقة، بصفته إطار عمل لإدارة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس.

وتستهدف الاتفاقية خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050. ومنذ اعتماد نموذج اقتصاد الكربون الدائري في عام 2021، شرعت أرامكو بتنفيذ عدد من المبادرات التي تهدف إلى تقليل، وإعادة استعمال، وإعادة تدوير، وإزالة ثاني أكسيد الكربون من أعمالها.

ففي مجال إعادة استعمال الكربون، لدى الشركة القدرة على استخلاص ومعالجة ما يصل إلى 0.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بمصنع سوائل الغاز الطبيعي في الحوية.

ويُعدّ المشروع أحد أكبر مشروعات استخلاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون في الشرق الأوسط، إذ يُنقل ثاني أكسيد الكربون عبر أنابيب لمسافة 85 كيلومترًا إلى حقل العثمانية، حيث يُحقن للمساعدة في المحافظة على ضغط المكمن وزيادة إنتاج النفط.

أرامكو السعودية و مركز احتجاز الكربون وتخزينه في الجبيل
شركة أرامكو السعودية - أرشيفية

وفيما يخصّ إزالة الكربون، تهدف أرامكو إلى تطوير تقنيات متقدمة لتخزين الكربون، ونخطط لتخزين ما يصل إلى 14 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2035.

وتعمل على بناء مركز لاستخلاص وتخزين الكربون في الجبيل، ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع العمل في عام 2027، بقدرة استخلاص وتخزين تصل إلى 9 ملايين طن من الكربون سنويًا.

وفي عام 2023، قامت أرامكو السعودية بتجربة الاحتجاز الجيولوجي لثاني أكسيد الكربون بالشراكة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، الذي يتضمن حقن الكربون المذاب في الماء في تكوينات صخور البازلت النشطة لتخزين ثاني أكسيد الكربون بشكل دائم من خلال التمعدن الكربوني.

إلى جانب حلّ محتمل آخر تعمل عليه لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو استخلاص الكربون من الهواء مباشرة (DAC)، إذ صُمِّمت تقنية استخلاص الكربون من الهواء مباشرة لسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لاستعماله بعد ذلك في المنتجات ذات القيمة المضافة (بما في ذلك الوقود منخفض الكربون) أو تخزينه في التكوينات الجوفية.

وعلى الرغم من أن التقنية لم تطبَّق بعد على نحو تجاري بالكامل، فقد شُغِّل العديد من المحطات التجريبية لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة على مستوى العالم.

وفي مارس/آذار 2025، وبالتعاون مع شركة سيمنس إنرجي، أطلقت أرامكو أول وحدة لاختبار تقنية استخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة في الظهران في السعودية، إذ يستطيع المشروع استخلاص ما يصل إلى 12 طنًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

الطاقة المتجددة

للمساعدة في التقليل من الأثر البيئي الذي تخلّفه أعمال أرامكو السعودية، تستثمر الشركة في مصادر الطاقة المتجددة، وهي أحد مبادئ اقتصاد الكربون الدائري لدى الشركة التي تؤدي دورًا رئيسًا في التحول إلى الاقتصاد الدائري.

ووضعت أرامكو هدفًا طموحًا يتمثل بالاستثمار فيما يصل إلى 12 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.

ولتحقيق ذلك، استثمرت في عام 2021 حصة نسبتها 30% في محطة سدير للطاقة المستقلة بالخلايا الشمسية من خلال شركة أرامكو السعودية للطاقة (سابكو) التابعة.

وفي عام 2024، بدأت محطة سدير للطاقة الشمسية أعمالها التجارية، وبلغت طاقتها الإنتاجية الكاملة 1.5 غيغاواط من توليد الطاقة الشمسية.

كما واصلت الشركة إحراز تقدُّم نحو هدفها بمجال مصادر الطاقة المتجددة في الربع الثالث من عام 2024، من خلال إتمام صفقة تمويلية لحصص في 3 مشروعات إضافية للطاقة الشمسية، بطاقة إجمالية متوقعة تصل إلى 5.5 غيغاواط.

وتستكشف أرامكو فرص الطاقة الحرارية الجوفية الأرضية في السعودية، إذ تتوفر موارد للطاقة الحرارية من جوف الأرض، وخاصةً على طول البحر الأحمر، بفعل التدفق الحراري العالي من أعماق الأرض، إذ يمكن استعمال الطاقة الحرارية الأرضية في تدفئة المناطق وتبريدها، وتحلية المياه، وتوليد الكهرباء.

الطاقة المتجددة في السعودية

الابتكار والاقتصاد الدائري

يُعدّ ابتكار التقنيات وتبنّيها أحد مجالات التركيز في جهود أرامكو السعودية لتحقيق الاقتصاد الدائري، لذلك طورت في عام 2021 تقنية التصريف المائي المانعة لهدر المياه الحائزة على جائزة للتخلص من الملوثات والأملاح من المياه المُولّدة من حقول النفط والغاز، مما يُتيح إعادة تدوير المياه المُعالجة وإعادة استعمالها بحقنها في المكمن خلال أعمال التكسير في المكامن.

وفازت هذه التقنية بجائزة أفضل تقنية لإدارة المياه خلال حفل توزيع جوائز وورلد أويل لعام 2022.

وبلغت استثمارات أرامكو المخصصة في مجال البحث والتطوير عام 2023 ما يقرب من 540 مليون دولار، أي ما يزيد على نصف إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير في ذلك العام.

وشمل الاستثمار حلولًا تركّز على الاستدامة تهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة التشغيلية، وتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري في الشركة.

وبالشراكة مع سابك، شركة البتروكيماويات العالمية التي تأسست في المملكة، تعمل أرامكو على تطوير تقنية لإعادة تدوير مخلّفات البلاستيك، عن طريق تحويلها إلى بوليمرات دائرية.

وتتيح العملية استعمال البلاستيك المستعمل الذي يصعب إعادة تدويره، والذي لولا ذلك لكان مصيره الحرق أو في مكبات النفايات.

وفي عام 2023، حققت إنجازًا بارزًا في المشروع، إذ نجحت في تحويل النفط المشتق من مخلفّات البلاستيك لإنتاج أول بوليمرات دائرية معتمدة حاصلة على الشهادة الدولية للاستدامة والكربون (ISCC)، وهي مادة يمكن أن تُفيد مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك مجال التعبئة والتغليف والخدمات اللوجستية والتوزيع والسلع الاستهلاكية.

وفي عام 2024، نجحت في استعمال هذه البوليمرات الدائرية لتطوير 3 ملاعب لكرة السلة، من ضمنها مشروع "التصويب نحو المستقبل" في بكين، بالشراكة مع رابطة كرة السلة الصينية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بالتعاون مع "سيدبك" .. استمرار ندوات توعية العاملين في محطة الصرف الصحي بالأسكندرية
التالى بعد قرار الأهلي بعدم رحيله.. استوري ضاحك يورّط وسام أبو علي