انسحبت القوات السورية من كامل مدينة السويداء، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة والفصائل الدرزية عقب قتال استمر لعدة أيام أسفر عنه سقوط عدد من القتلى والجرحي.
انسحاب القوات السورية من السويداء ووقف الاشباكات
ووفق نص اتفاق وقف إطلاق النار الجديد الذي نشرته وزارة الداخلية السورية، فإنه سيكون هناك "وقف كامل وفوري لجميع العمليات العسكرية"، فضلاً عن تشكيل لجنة تضم مسؤولين حكوميين وزعماء روحيين دروز للإشراف على تنفيذه.

الشرع وتحدي السويداء
وقالت وزارة الدفاع السورية في وقت لاحق إنها "بدأت الانسحاب من مدينة السويداء تنفيذاً لبنود الاتفاق المبرم بعد انتهاء حملة تمشيط المدينة بحثاً عن مجموعات خارجة عن القانون".
فيما قال وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو، أن:" الأطراف المتحاربة في السويداء اتفقت على خطوات محددة من شأنها أن تنهي هذا الوضع المقلق والمروع الليلة.. سوف يتطلب هذا من جميع الأطراف الوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها، وهذا ما نتوقعه منهم بالكامل".
وأدان الرئيس السوري أحمد الشرع، هذه الانتهاكات وتعهد بمعاقبة مرتكبيها. وقال في بيان يوم الأربعاء إن "هذه الأعمال الإجرامية وغير القانونية لا يمكن قبولها تحت أي ظرف من الظروف، وتتناقض بشكل كامل مع المبادئ التي بنيت عليها الدولة السورية"
ويواجه الرئيس الشرع تحدي جديد، بعد اندلاع النزاع الطائفي في مدينة السويداء التى يقطن أغلبها من الدروز، وجاء هذا بالتزامن مع التقارير التى أشارت بعقد سلسلة من المحادثات بين دمشق وتل أبيب، للتوافق على عدد من النقاط الأمنية ووضع هذه المحادثات في دائرة (التطبيع) المرتقب بين إسرائيل وسوريا، كما ان الإدراة الأمريكية أبدت لهجة تفاؤلية بإمكانية أن يكون هناك اتفاق (سلام) بين الدولتين. لكن العدوان الإسرائيلي الأخير على دمشق والهجوم العنيف غير القواعد وتستغل إسرائيل ورقة الدروز لمساومة الحكومة الجديدة، ففي العلن تتهمها بالحكومة الإرهابية وفي الكواليس تبدأ المفاوضات وتسريع عجلة التطبيع!
أكثر من 350 قتيلاً في السويداء
وبالتزامن مع النزاع العسكري في السويداء، تدخلت إسرائيل وشنت سلسلة من الغارات بدأت باستهداف عدد من الدبابات، وتوسعت في هجماتها خلال الساعات الماضية واستهدفت مواقع للجيش السوري ومستودعات أسلحة وأهدافا عسكرية أخرى في جنوب سوريا، إلى جانب قصر الرئاسة في دمشق.
وأدى النزاع الطائفي في السويداء، إلى مقتل أكثر من 350 شخص، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد القتلى بينهم 79 مقاتلاً درزياً، إلى جانب 55 مدنياً،بالإضافة إلى مقتل 189 عنصراً من وزارتي الدفاع والداخلية، و18 مقاتلاً من البدو.
فيما أعلنت وزارة الصحة السورية أن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مقري الجيش ووزارة الدفاع في دمشق، في وقت سابق من يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 18 آخرين.
ويعيش في إسرائيل نحو 150 ألف درزي، معظمهم يحملون الجنسية الإسرائيلية ويخدمون في الجيش الإسرائيلي. ومن بين نحو 23 ألفًا من سكان مرتفعات الجولان، لا يحمل معظمهم الجنسية الإسرائيلية، ومع ذلك يعتبرون أنفسهم مواطنين سوريين.