هاجمت إسرائيل مقرا للجيش السوري في دمشق، أمس الأربعاء، ردا على تصعيد الحكومة السورية هجومها على مدينة السويداء في جنوب البلاد، حيث أفاد بيان صادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الجيش قصف مدخل مقر قيادة الجيش السوري، فيما يواصل جيش الاحتلال رصد التطورات وإجراءات النظام ضد المدنيين الدروز في جنوب سوريا.
يقع مقر الجيش السوري الذي تم قصفه من قبل إسرائيل بجوار ساحة الأمويين، أحد أكثر تقاطعات العاصمة ازدحامًا، ويؤدي إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى لبنان.
جاء الهجوم الإسرائيلي في الوقت الذي وسعت فيه القوات السورية والميليشيات المتحالفة معها هجومها على محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، حيث نشرت قناصة وأطلقت صواريخ على المناطق السكنية، وهو ما دعا الدروز لأن يقاوموا تحركات القوات السورية، وشنت إسرائيل غارات دعمًا للطائفة الدرزية.
وتهدف الهجمات، التي دخلت يومها الرابع، إلى بسط سيطرة الحكومة السورية الجديدة على المحافظة، حيث قاوم العديد من الدروز النظام الذي جاء بعد رحيل بشار الأسد، بقيادة أعضاء سابقين في هيئة تحرير الشام، وهي جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة.
وفي هذا الإطار انتقد الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة في سوريا، حكومة هيئة تحرير الشام ووصفها بأنها متطرفة ومعادية للديمقراطية، خاصة بعدما دخلت الفرقة 82 من الجيش السوري مدينة السويداء خلال الليل، في محاولة لتأمين المنطقة، مركز الهجمات الحكومية.
وقال: «سقط حوالي نصف السويداء»، مضيفًا أن قناصة الفرقة 82 انتشروا على طريق القنوات، وهو شارع تجاري رئيسي، مشددًا على أن معارك ضارية لا تزال مستمرة في أحياء عديدة، بما في ذلك مركز المدينة.
وأطلقت القوات الحكومية صواريخ غراد على المدينة بالإضافة إلى قصفها بالمدفعية، ما تسبب في مقتل أكثر من 150 درزيًا، بينهم مدنيون، منذ يوم الأحد الماضي، من بينهم ما لا يقل عن اثني عشر رجلًا أُعدموا بعد اقتحام القوات الموالية للمدينة.
تُعدّ السويداء موطنًا لمعظم الدروز المسجلين في سوريا، والبالغ عددهم 800 ألف نسمة، لكن الكثير منهم هاجروا، لا سيما خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد على مدى 13 عامًا، حيث يُقدّر عدد الدروز المتبقين في المحافظة بنحو 270 ألفًا.
منذ يوم الإثنين الماضي، شنّت إسرائيل غارات جوية على عدة أهداف أمنية سورية داخل السويداء وخارجها، وأفادت مصادر أردنية بمقتل عشرات الجنود وعناصر من الميليشيات المتحالفة في الغارات الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية، قبل الهجوم على دمشق.
ياتي ذلك في الوقت الذي كرر فيه وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، تحذيرات حكومته من ضرورة وقف الهجوم على السويداء، مضيفًا: «على النظام السوري أن يُخلي سبيل الدروز في السويداء ويسحب قواته. لن تتخلى إسرائيل عن الدروز في سوريا«.
وأضاف أن إسرائيل «سترفع قريبا مستوى الرد ضد النظام إذا لم يتم فهم الرسالة».
وبناءً على تلك الرسائل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى استهداف مقر هيئة أركان الجيش السورى بدمشق، حيث وقع انفجار قرب مقر وزارة الدفاع السورية في دمشق، فيما أكد الجيش الإسرائيلي استهداف بوابة دخول مقر هيئة أركان الجيش السوري بدمشق.
وأصيب مدنيان سوريان جراء القصف الإسرائيلي، بحسب قناة «الإخبارية» السورية، وذكرت وسائل إعلام سورية أن طائرات إسرائيلية لا تزال تحلق في سماء دمشق، وأعلن الجيش الإسرائيلي، استهداف تعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى السويداء في جنوب سوريا، حيث قال جيش الاحتلال في بيان له: «استهدفنا دبابات وراجمات صواريخ وأسلحة وشاحنات بيك آب محملة برشاشات ثقيلة كانت في طريقها إلى منطقة السويداء جنوب سوريا».
وفي هذا الإطار دانت الرئاسة السورية ما أسمته «الانتهاكات المؤسفة» التي طالت عددا من المناطق في محافظة السويداء، متعهدة بمحاسبة كل من تورط فيها بشكل رادع.
وقالت الرئاسة في بيان: «تابعت الدولة السورية باهتمام بالغ الانتهاكات المؤسفة التي طالت بعض المناطق في محافظة السويداء مؤخرا. إن هذه الأفعال، التي تندرج ضمن السلوكيات الإجرامية وغير القانونية، لا يمكن قبولها تحت أي ظرف من الظروف، وتتنافى تماما مع المبادئ التي تقوم عليها الدولة السورية».
وأضافت: «إننا في الحكومة السورية ندين بشدة هذه الأعمال المشينة، ونؤكد التزامنا التام بالتحقيق في جميع الحوادث المتعلقة بها، ومحاسبة كل من ثبت تورطه فيها».
كما شددت على أن «أي جهة مسئولة عن هذه الأعمال، سواء كانت فردية أو منظمات خارجة عن القانون، ستُعرض للمحاسبة القانونية الرادعة، ولن نسمح بمرورها دون عقاب».