مدرسة , منشور على “فيسبوك” كتبته معلمة تدعى إيمان لطفي تعمل بإحدى مدارس محافظة الإسكندرية، موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن استخدمت أسلوبًا وُصف بالتهكمي والمُهين تجاه الطالبات المحجبات، في رسالة موجهة لهن مع نهاية العام الدراسي. الإعلامي تامر أمين سلط الضوء على الواقعة في برنامجه “آخر النهار” عبر قناة النهار، وعبّر عن استيائه الشديد من مضمون المنشور.
وجاء في المنشور صورة كاريكاتورية لفتاة ترتدي حجابًا يُظهر جزءًا من رقبتها، وكتبت المعلمة تعليقًا قالت فيه: “اللي هشوفها السنة الجاية جايالي بالشكل دا، هقف على باب الفصل، همسك دبابيس وهدبس الطرحة في رقبتها”، في إشارة تهديدية واضحة لتلميذاتها. وأكد تامر أمين أن هذا التصرف لا يليق إطلاقًا بمعلمة، مشيرًا إلى أن رد الفعل الغاضب عبر الإنترنت كان طبيعيًا، نظرًا لما تضمنه المنشور من تهديد وتنمر.

رد فعل مدرسة الإسكندرية : “كنت بهزر”
بعد انتشار المنشور وتعرضها لموجة هجوم عنيفة، سارعت المعلمة إلى حذف المنشور وكتبت منشورًا جديدًا قالت فيه إنها كانت تمزح ولم تقصد الإساءة، وأن ما كتبته لا يعدو كونه دعابة غير موفقة. وعلق الإعلامي تامر أمين على ذلك بقوله: “هنعتبر دا اعتذار ضمني، وأنا لا أدخل في النوايا لأن ربنا وحده هو اللي يعلم ما في القلوب”.
ورغم ما وصفه بـ”الاعتذار الضمني”، أكد تامر أمين أن مثل هذا المزاح لا يُقبل، خصوصًا في سياق العلاقة بين المعلم والطالب. وأضاف أن النكات التي تمس الحريات الشخصية، مثل الملبس أو المعتقدات الدينية، ليست مادة للسخرية أو الدعابة، بل هي أمور يجب احترامها في كل السياقات، خصوصًا في بيئة تعليمية مسؤولة.

تامر أمين يهاجم مدرسة الإسكندرية تدخل غير مقبول في الحريات الشخصية
ختم تامر أمين حديثه بتوجيه رسالة واضحة وصريحة إلى إيمان لطفي وكل من يتبنى نفس الفكر، حيث قال: “فكرة تدخل أي شخص في شكل أو شخصية أو حرية أو معتقدات الآخرين فكرة مرفوضة تمامًا”، موضحًا أن مصر عانت لسنوات من تلك العقليات، إلى أن بدأت تتعافى منذ عام 2013.
وأشار إلى أن سلطة المدرسة تنحصر في نقل المعرفة والانضباط داخل الفصل الدراسي، أما التدخل في المعتقدات الشخصية أو أسلوب الملبس فهو تجاوز غير مقبول لا تربويًا ولا قانونيًا. وشدد على أن المجتمع المصري لن يسمح بعودة مثل هذه التصرفات، خاصة داخل مؤسسات يفترض بها أن ترعى التنوع والاحترام المتبادل.

رسالة للمجتمع التربوي: التعليم لا يعني السيطرة على المعتقد
في ضوء هذه الواقعة، وجه الإعلامي رسائل حاسمة مفادها أن المعلم يجب أن يكون قدوة في السلوك، لا سلطة قمعية على الطلاب. كما دعا إلى تعزيز ثقافة احترام الآخر داخل المدارس، والابتعاد عن أساليب التهديد أو التنمر المقنع، تحت غطاء المزاح أو الغيرة الدينية، مؤكدًا أن المجتمع لن يعود للوراء، وأن الحرية الشخصية مصونة بالدستور والقانون