حذّرت مصلحة مياه محافظة القدس، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء في رام الله، من تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على منشآتها في منطقة عين سامية شرقي بلدة كفر مالك، والتي تُعد مصدرًا رئيسيًا لتزويد عشرات التجمعات السكانية بالمياه في شمال شرق محافظة رام الله والبيرة.
المؤتمر، الذي شهد حضورًا رسميًا واسعًا من ممثلي محافظة رام الله والبيرة، وسلطة المياه الفلسطينية، ومجلس تنظيم قطاع المياه، إلى جانب الأجهزة الأمنية والدفاع المدني وممثلين عن المجالس المحلية المتضررة، جاء ليدق ناقوس الخطر حول تهديد مباشر لحق آلاف المواطنين في الحصول على المياه.
- استهداف ممنهج وخرق للقانون الدولي
وقال رئيس مجلس إدارة المصلحة، عيسى قسيس، إن "مجموعات المستوطنين تمارس اعتداءات متكررة وممنهجة على منشآت المياه في عين سامية، تتضمن تخريب خطوط التغذية وتحطيم اليافطات الرسمية"، محذرًا من أن هذه الأفعال تعرض حياة آلاف السكان للخطر، وتمس أحد أهم الحقوق الأساسية: الوصول إلى المياه النظيفة.
وأشار قسيس إلى أن هذه الهجمات تمثل "انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف التي تحمي المنشآت المدنية"، داعيًا إلى تحرك عاجل من قبل المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات.
- مؤشر خطير يتطلب استجابة وطنية ودولية
من جهته، أكد عادل ياسين، مدير عام التخطيط في سلطة المياه الفلسطينية، أن الاعتداءات المستمرة على آبار عين سامية تشكل "مؤشرًا خطيرًا لا يمكن السكوت عليه"، موضحًا أن السلطة تجري اتصالات حثيثة مع جهات دولية ومحلية للضغط على الاحتلال بهدف وقف هذا التصعيد.
وأشاد ياسين بالجهود الميدانية لطواقم مصلحة المياه، الذين يواصلون عملهم رغم التهديدات والمخاطر، حرصًا على استمرار خدمة ضخ المياه وضمان حق المواطنين في التمتع بمورد أساسي للحياة.
- دعوات لتكاثف الجهود وحماية مصادر المياه
وفي ختام المؤتمر، شدد الحضور على ضرورة توحيد الجهود وتعزيز الضغط على المستويات كافة، من أجل ضمان حماية مصادر المياه الفلسطينية ووقف الانتهاكات المتواصلة، باعتبار المياه ليست فقط موردًا بيئيًا، بل حقًا إنسانيًا لا يُقبل المساس به.



