في خطوة تؤكد ريادة مصر الإفريقية وتقدير القارة لجهود القاهرة المتواصلة، تولت مصر رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات "النيباد"، وهي ذراع التنمية في الاتحاد الإفريقي، في توقيت بالغ الأهمية تشهده القارة على مستوى التحديات الإقليمية والدولية.
عقدٌ من الثقة المتبادلة والنهج المتوازن
أكد الدكتور ، محمد الطماوي ، الخبير في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، من خلال تصريحاته انه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم في 2014، تبنّت مصر سياسة خارجية رشيدة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مما عزز علاقاتها مع مختلف العواصم الإفريقية والعالمية.
وعلى مدار عقدٍ كامل، نجحت الدبلوماسية المصرية ومؤسسات الدولة في بناء جسور الثقة مع دول القارة السمراء، بدعم من رؤية القيادة السياسية التي أولت اهتمامًا خاصًا للمصالح الإفريقية.
مكافحة الإرهاب... أولوية استراتيجية للقاهرة
واوضح الطماوي ، لتحيا مصر ، ان القيادة السياسية أولت ملف مكافحة الإرهاب في إفريقيا اهتمامًا بالغًا، إذ تبنّت القاهرة رؤية شاملة لمواجهة التطرف العنيف لا تقتصر فقط على البُعد الأمني، بل تمتد إلى محاور سياسية وفكرية واقتصادية.
وفي هذا السياق، أنشأت مصر "مركز مكافحة الإرهاب" التابع لتجمع الساحل والصحراء عام 2018، والذي يُعد الأول من نوعه إقليميًا ويعمل على دعم قدرات الدول الإفريقية في رصد ومواجهة التهديدات الإرهابية وتبادل المعلومات والتدريب.
دور محوري في الأمن والسلم الإفريقي
كما اردف الخبير السياسي، حديثه بأن القاهرة دومًا تؤكد أن الأمن القاري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، إذ لعبت دورًا فاعلًا في إرساء الاستقرار بالقارة، من خلال مبادرات سياسية، ووساطات فعّالة في عدد من النزاعات، فضلًا عن المشاركة في بعثات حفظ السلام الإفريقية.
وفي سياق متصل،أكد الطماوي ، من خلال تصريحاته ان مصر تولّت رئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي في أكثر من دورة، ما يعكس ثقة القارة في قدرات مصر القيادية.
مشروعات تنموية وشراكات بنّاءة
جدير بالذكر، انه لم يقتصر الدور المصري على الجانب الأمني فقط، بل حرصت القاهرة على دعم مشروعات التنمية والبنية التحتية في عدد من الدول الإفريقية، عبر مبادرات ثنائية ومتعددة الأطراف، مثل مشروع الربط الكهربائي المصري-السوداني، والمشاركة في مشاريع الزراعة والصحة والتعليم بالدول الشقيقة.
ترؤس النيباد.. خطوة تعزز التنمية المستدامة
ويُعد ترؤس مصر للجنة التوجيهية للنيباد اليوم خطوة استراتيجية جديدة، تأتي في ظل جهود القاهرة لتعزيز التكامل الإفريقي وتوسيع أفق التعاون بين شعوب القارة في مواجهة التحديات الراهنة.
أن النيباد تعد إحدى أهم مؤسسات الاتحاد الإفريقي لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنفيذ أجندة 2063 لتحقيق مستقبل مزدهر للقارة.
صراع النفوذ الدولي على موارد إفريقيا... القاهرة تتبنى نهج الشراكة لا الاستغلال
ومن خلال حديث محمد الطماوي، أشار إلى أن إفريقيا باتت ميدانًا لصراعات النفوذ الدولي، لا سيما في ظل امتلاكها أكثر من 30% من الموارد الطبيعية العالمية، مثل الذهب والنفط والغاز والمعادن النادرة.
كما أوضح أن مصر تتبنى سياسة "الشراكة لا الاستغلال"، وتسعى لتعزيز التعاون مع الأشقاء الأفارقة بعيدًا عن التبعية أو المصالح الضيقة، بما يضمن الاستفادة المشتركة من ثروات القارة.
القاهرة تقود إفريقيا بثبات
في ظل تحديات أمنية واقتصادية متسارعة، تؤكد مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها شريك إفريقي فاعل وصاحب رؤية متكاملة تدعم التنمية الشاملة والسلام المستدام.
ويُنتظر أن يُسهم ترؤس مصر للجنة التوجيهية للنيباد في تعزيز التكامل القاري وتطوير سياسات فعالة تُمهّد الطريق لأجيال إفريقية أكثر استقرارًا وازدهارًا.
