حادث الاعتداء على المعلمة المسيحية .. حلل الدكتور سامح فوزي، الأكاديمي والكاتب الصحفي، حادثة الاعتداء على مدرسة مسيحية من قبل بعض أولياء الأمور الذين أرادوا السماح بالغش، مقدمًا رؤيته من عدة زوايا. وخلال تقديمه برنامج “آخر الأسبوع” على قناة “مي سات” القبطية الأرثوذكسية، أشار إلى أن هناك العديد من حالات الاعتداء على مراقبين لرفضهم الغش داخل لجان الامتحانات.
وأوضح أن الغش أصبح ممارسة اجتماعية جماعية شائعة، حيث يتم تسريب أوراق الإجابة والبعض يساعد الطلاب على الغش أثناء الامتحانات، بجانب المطالبة العلنية بتسهيل الغش الجماعي.

الدكتور سامح فوزي عن حادث الاعتداء على المعلمة المسيحية
وأضاف أن هذه الظاهرة قديمة، وتفاقمت مع الوقت لتصبح وكأنها حق مكتسب لبعض الطلاب و أولياء الأمور. وأشار إلى اختلال المعايير والقيم في المجتمع، حيث بات الغش يُعتبر نوعًا من “الرحمة”، فيما يُنظر إلى الالتزام بالقانون كنوع من “التجبر”. وذكر النقطة الثانية في التحليل بقوله إن الحادث اكتسب بعدًا طائفيًا نظرًا لأن المدرسة المعتدى عليها مسيحية، حيث تعرضت للتنمر والسباب والهجوم بناءً على معتقدها الديني.

أفكار سلبية متجذرة
وأشار إلى وجود أفكار سلبية متجذرة في قلوب البعض تجاه المختلفين دينيًا، وحتى مع الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة والمجتمع المدني لتعزيز قيم التسامح والمواطنة، تظل تلك الأفكار قائمة لدى بعض القطاعات من المجتمع. وأكد أن تلك الأفكار مبنية على التعصب والنظرة الفوقية والكراهية الداخلية.
وشدد على أهمية مواجهة هذا الفكر السلبي من خلال أدوات متعددة مثل الإعلام والتعليم والثقافة، إلى جانب تطوير الخطاب الديني بما يتماشى مع قيم التسامح والتعايش. ودعا إلى التفكير في كيفية التعامل الفعّال مع هذه الشرائح من المجتمع دون تعميم، مشيرًا إلى أن هناك قطاعات كبيرة تمتلك ثقافة إيجابية تجاه المختلف دينيًا.

الاعتداء على المعلمة المسيحية رفضها السماح بالغش
واختتم حديثه بالإشارة إلى الحادث المؤسف الذي وقع في مصر، حيث تعرضت مدرسة مسيحية للاعتداء من قِبل عدد من النساء من أولياء الأمور، اللاتي أطلقن شتائم طائفية عليها بسبب رفضها السماح بالغش. وتم إنقاذ المدرسة بواسطة رجال الأمن.