السبت 12 يوليو 2025 | 08:09 مساءً

ناقلة في ميناء بألمانيا
يدق اتحاد الصناعات الألمانية ناقوس الخطر مع تصاعد التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية على الصادرات الأوروبية، محذرًا من أن الدخول في مواجهة تجارية جديدة قد يضرب قلب الصناعة الألمانية ويعطّل سلاسل الإمداد التي تعد شريان الحياة للاتحاد الأوروبي.
وقال فولفجانج نيدرمارك، عضو مجلس إدارة الاتحاد، إن الرسوم المزمعة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض 30% جمركيًا على صادرات أوروبا بدءًا من الأول من أغسطس المقبل، تُنذر بتهديد التعافي الاقتصادي بعد فترة من التباطؤ، موضحًا أن "نزاعًا تجاريًا بهذا الحجم بين اثنين من أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم سيقوض القدرة على الابتكار ويضعف الثقة بالتعاون الدولي".
سلاسل التوريد أمام اختبار صعب
تعتمد الصناعة الألمانية على منظومة معقدة من سلاسل التوريد العابر للحدود، حيث تُعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول لألمانيا، وتستورد منتجات صناعية وتقنية تُشكل جزءًا أساسيًا من صادرات برلين. وأي زيادة في الرسوم ستعني ارتفاع تكلفة السلع الألمانية في السوق الأمريكية، ما قد يدفع الشركات الأمريكية للبحث عن بدائل أرخص، ويؤثر سلبًا على الإنتاج الألماني ويهدد الوظائف المرتبطة بالصادرات.
وتظهر البيانات الرسمية تراجع الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 7.7% في مايو الماضي إلى 12.1 مليار يورو، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2022، ما يعكس الضغوط الحالية حتى قبل بدء سريان أي رسوم جديدة.
مخاوف من تراجع الاستثمارات
يحذر خبراء الصناعة من أن استمرار حالة عدم اليقين ستؤثر على خطط الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والصناعة داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تخشى الشركات من اضطراب سلاسل الإمداد وارتفاع تكلفة الإنتاج وتراجع القدرة التنافسية أمام منافسين عالميين.
كما يشير مراقبون إلى أن الصناعات الألمانية تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكية في تكنولوجيا السيارات، والآلات، والمعدات الثقيلة، والصناعات الكيميائية، وأن أي تصعيد قد يفتح الباب أمام موجة من الخسائر تتجاوز حدود ألمانيا لتطال بقية الاقتصادات الأوروبية المرتبطة بها.
دعوات لاتفاق سريع لتجنب الخسائر
دعا اتحاد الصناعات الألمانية الحكومة الألمانية والمفوضية الأوروبية إلى التحرك بسرعة لإيجاد حل تفاوضي مع واشنطن لتجنب السيناريو الأسوأ، مطالبًا بحماية المصالح الاقتصادية الأوروبية من تداعيات هذه القرارات الأحادية، ومؤكدًا أن الحفاظ على خطوط التجارة المفتوحة يمثل ضرورة لضمان استقرار الأسواق وتعزيز الثقة بين المستثمرين.
تصعيد ترامب يزيد الضغوط على أوروبا
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صعد من لهجته يوم السبت، معلنًا نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الصادرات القادمة من أوروبا والمكسيك، في خطوة يراها مراقبون تصعيدًا خطيرًا في النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة وأكبر شركائها التجاريين.
وفي وقت تتجه فيه الاقتصادات العالمية نحو تباطؤ بسبب الأوضاع الجيوسياسية وارتفاع تكاليف الطاقة، تأتي هذه التهديدات لتضيف ضغوطًا إضافية على الشركات الأوروبية، وتدفع بروكسل إلى دراسة خيارات الرد، مع حرص المسؤولين الأوروبيين على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة لتجنب الدخول في مواجهة واسعة النطاق قد يكون الجميع خاسرًا فيها.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.