قدم تشارلز هاندي، وهو فيلسوف متخصص في مجال الاتصال التنظيمي وخاصة ثقافة المنظمة ولد عام 1932، نموذجًا لطريقة عمل المنظمات، فهناك منظمات تُبقى السلطة في أيدي عدد قليل من الأشخاص وهم وحدهم لديهم الحق في اتخاذ القرارات، ويتمتعون بامتيازات خاصة في مكان العمل. وهم الأشخاص الأكثر أهمية في المنظمة وهم صناع القرار الرئيسيون. ويقوم هؤلاء الأفراد بتفويض المسؤوليات إلى الموظفين الآخرين. في مثل هذه الثقافة لا يوجد أمام المرؤوسين أي خيار سوى اتباع تعليمات رئيسهم بشكل صارم.
وهنا لا يتمتع الموظفون بالحرية في التعبير عن آرائهم أو مشاركة أفكارهم في حوار مفتوح ويجب عليهم اتباع ما يقوله رئيسهم. في بعض الأحيان، قد يكون المديرون في مثل هذا النوع من الثقافة متحيزين لشخص أو آخر، ما يؤدي إلى اضطرابات كبيرة بين الآخرين.
وهناك ثقافة المهمة، حيث يتم تشكيل فريق لتحقيق الأهداف أو حل المشكلات الحرجة، ويتألف كل فريق من أربعة إلى خمسة أعضاء. ويتعين على كل عضو في الفريق أن يساهم بالتساوي وأن ينجز المهام بالطريقة الأكثر ابتكارًا.
وهناك ثقافة الشخص، فبعض المنظمات تهتم بالموظفين وفيها يشعرون بأنهم أكثر أهمية من المنظمة التي يعملون بها. وفي ثقافة الشخص، يهتم الأفراد بأنفسهم أكثر من اهتمامهم بالمنظمة، في مثل هذه الثقافة، تصبح المنظمة في موقف أدنى، وتعاني مشكلات على المدى البعيد، ويأتي الموظفون إلى المكتب من أجل المال فقط ولا يرتبطون بها مطلقًا. ونادرًا ما يكونون مخلصين للإدارة ولا يتخذون قرارات لصالح المنظمة.
وهناك ثقافة الأدوار، حين يتم تفويض الأدوار والمسؤوليات لكل موظف وفقًا لتخصصه ومؤهله التعليمي واهتماماته لاستخراج أفضل ما لديه. في مثل هذه الثقافة يقرر الموظفون ما يمكنهم فعله على أفضل وجه ويقبلون التحدي طوعًا. كل فرد مسئول عن شيء أو آخر وعليه أن يتحمل مسؤولية العمل الموكل إليه. والسلطة تأتي مع المسئولية في مثل هذه الثقافة العملية.