خيرا تعمل شرا تلقي.. هذا ما حدث من السيدة "محروسة" المعروفة ب"أم فتحي" بين جيرانها بمنطقة المنيب بمحافظة الجيزة، تلك السيدة التي تخطت عامها السبعين والتي تمتلك عقارا يسكن به أبناؤها، حضر إليها رجل بسيط الحال من إحدي محافظات الصعيد برفقته زوجته يتوسلان للإقامة لديها في العقار بعد معرفتهما بوجود شقة خالية، ولأن السيدة العجوز معروفة بين أهالي المنطقة بالطيبة وافقت فكانا الزوجين هما بمثابة عشماوي اللذان قبضا روحها في لحظات غدر لسرقتها.
السكان الجدد
حضر المتهمان "محمد" وزوجته من إحدي المحافظات يبحث الزوج عن عمل يكفيه وزوجته وعلم بوجود شقة تقع أعلي شقة مالكة العقار السيدة "محروسة" المعروفة وسط أهالي المنطقة بالست "أم فتحي"، حاول المتهمان مع السيدة العجوز حتي تمكنا من إقناعها بالموافقة ليصبح العقار به أولادها والسكان الجدد.
ولكن كان حضورهما كالذي جاء ليخطف روح مالكة العقار، منذ الوهلة الأولى وعند رؤية السكان الجدد لما تحمله يد تلك السيدة العجوز من 6 غوايش وما تحمله رقبتها من سلسلة ذهبية ثمينة وكذا أذنها التي بها قرط ذهب كبير بخلاف الخواتم والمجوهرات الأخري، شغل الشيطان عقل الزوج في كيفية امتلاك تلك المشغولات من مالكة العقار.
الزوجان المتهمان سيطر علي عقلهما الشيطان وقررا قتل مالكة العقار السيدة "محروسة"، وفي سبيل تنفيذ مخططهما قاما بإخبار مالكة العقار بسفرهما إلي مسقط رأسها بإحدي المحافظات لقضاء إجازة والعودة مرة أخري لاحقا ليكونا بعيدا عن الشبهة والمساءلة، لم يغادرا الشقة بل راقبا أبناء العجوز وعند خلو العقار من الأبناء تسللت الزوجة المتهمة لشقة العجوز وبدأت الحديث معها في أشياء عامة دون تحديد سبب زيارتها، في تلك الأثناء حضر الزوج المتهم وقام بمساعدة زوجته في تقييد المجني عليها وخنقها والاستيلاء على مشغولاتها الذهبية وأموالها ولاذا بالفرار.
الابنة حاولت الاتصال بوالدتها عدة مرات دون جدوى فقررت الذهاب إلي شقتها طرقت لكن أيضا دون جدوى فقررت استعمال نسخة المفتاح التي تحتفظ بها ودخلت لتجد والدتها جثة هامدة بها آثار تعدٍ لتخبر رجال الشرطة ويتحول العقار الذي شهد أفراح هؤلاء الأبناء ووالدتهم إلي مسرح جريمة والمتهم هارب.
تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة الجيزة بمديرية أمن الجيزة، كانت بتلقي المقدم هشام فتحي رئيس وحدة المباحث بلاغا يفيد بالعثور علي جثة سيدة مقتولة داخل شقة سكنية بمنطقة المنيب بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة سيدة تدعي "محروسة" 70 سنة، الشهيرة بين أبناء المنطقة ب"أم فتحي"، كانت كل الطرق مفتوحة أمام رجال المباحث لعمل التحريات عن المقيمين بالعقار وتبين أن رجلا وزوجته غرباء عن المنطقة ويقيمان بالطابق الأعلي لشقة المجني عليها وأصل إقامتهما محافظة بصعيد مصر.
وبتفريغ الكاميرات تبين خروجهما في وقت لاحق لارتكاب الجريمة، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام أمكن استهدافهما وضبطهما وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات التي أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن وواجهت النيابة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرا بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسهما 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسهما 15 يوما أخري وجارٍ استكمال التحقيقات.
