قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر "ليست حادثة صغيرة بل كبيرة"، مؤكدًا أن مثل هذه العمليات يمكن أن تتكرر.
وأضاف أن إيران تمتلك القدرة على الوصول إلى المواقع الحيوية الأمريكية في المنطقة "عندما ترى ذلك مناسبًا".
جالانت يحذر خامنئي: أي هجوم جديد سيؤدي إلى كارثة لإيران
وجه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف جالانت، تحذيرًا علنيًا إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، محذرًا من أن أي هجوم آخر على إسرائيل قد يؤدي إلى كارثة كبيرة لبلاده. كما دعا خامنئي إلى تعديل سياساته قبل أن يصبح التغيير متأخرًا.
وقال جالانت إنه يراقب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي منذ نحو ثلاثين عامًا، ويتابع عن كثب قراراته وهيكلية الشبكات والوكلاء الذين أسسهم في المنطقة بهدف تحقيق الهيمنة الإيرانية الإقليمية. وأشار إلى أنه يدرك ليس فقط أهداف القيادة الإيرانية، بل أيضًا أساليبها في تنفيذ تلك الأهداف.
وأكد جالانت، أن إسرائيل خلال فترة توليه منصبها نجحت في تحويل المعلومات الاستخبارية وقدرات سلاح الجو إلى خطة عسكرية منسقة، استطاعت من خلالها اختراق "حلقة النار" التي أقامتها إيران حول إسرائيل، مما أدى إلى انهيار هذه الحلقة.
وأشار جالانت إلى أن هذه الخطة بلغت ذروتها في حرب استمرت 12 يومًا بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد البرنامج النووي الإيراني، ومنشآت الدفاع الجوي، وإنتاج الصواريخ، بالإضافة إلى استهداف القيادة العسكرية الإيرانية في طهران.
ووصف الوزير الإسرائيلي السابق تلك الحملة بأنها لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل "انهيارًا استراتيجيًا" لنظام إيران الذي تم بناؤه على مدار 40 عامًا. وأضاف أن "حلقة النار" الإيرانية كانت تهدف إلى محاصرة إسرائيل من جميع الاتجاهات، عبر وكلاء إيران مثل حماس في الجنوب، وحزب الله في الشمال، وسوريا والعراق في الشرق، والحوثيين في الجنوب الشرقي.
وتابع جالانت قائلًا إن إيران كانت تسعى من خلال وكلائها إلى شن حرب استنزاف على إسرائيل، بينما كانت تطور ترسانة صواريخ دقيقة وبعيدة المدى، بالإضافة إلى مشروعها النووي الذي كان هدفه منحها حصانة من أي محاولة لتغيير النظام الإيراني، وتحقيق هيمنة إقليمية وردع عسكري.
كما حمّل جالانت إيران مسؤولية الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، مشيرًا إلى الدعم الإيراني في مجالات التمويل والتسليح والتدريب والمعلومات الاستخبارية. وأكد أن إسرائيل رغم الخسائر التي تعرضت لها، لم تنهار بل ردت بقوة عسكرية غير مسبوقة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ سلسلة من الضربات المركزة ضد قيادة حماس، مخازن أسلحة حزب الله، ومنشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية، كما نفذ عمليات داخل إيران شملت اغتيال قادة عسكريين وعلماء بارزين، وتدمير أنظمة دفاعية متقدمة مثل إس-300، ما أدى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات.
وأوضح جالانت أن إسرائيل باتت تمتلك قدرة استخباراتية غير مسبوقة قائلًا: "نرى كل شيء. نسمع كل شيء. نحن في كل مكان. كنا نعرف جداولكم الزمنية، مواقعكم، محادثاتكم، وحتى خططكم البديلة ونقاط ضعفكم."
وتساءل جالانت عن قدرة إيران على الاستمرار في تطوير برنامج نووي سري في ظل فقدانها للسرية وللاستخبارات الدقيقة التي تحيط بأنشطتها.
وحذر جالانت من أن امتلاك السلاح النووي بالنسبة لإيران أصبح "حلمًا أكثر منه مقامرة"، مؤكدًا أن الأمل ليس استراتيجية، وأن أي سباق نحو السلاح النووي سيكون مكشوفًا أمام قدرات إسرائيل الاستخباراتية والعسكرية.
وفيما يتعلق بشبكة الوكلاء التي أنشأتها إيران، أشار جالانت إلى أنها تحولت من مصدر قوة إلى نقطة ضعف. وأوضح أن حزب الله تراجع عن الانخراط في مواجهة مباشرة بعد 7 أكتوبر، رغم طلب زعيمه حسن نصر الله المتكرر للمشاركة في الحرب، ما كشف عن حدود العقيدة الإيرانية الإقليمية.
وختم جالانت رسالته بخيارات ثلاثة وجهها لخامنئي: إما التخلي عن السعي لامتلاك السلاح النووي والتركيز على رفاه الشعب الإيراني، أو محاولة إعادة بناء القدرات العسكرية التقليدية التي ستواجه التدمير مجددًا، أو تسريع مشروعه النووي مع يقينه بأن إسرائيل ستكشفه وتستهدفه.
وأكد جالانت في ختام رسالته قائلًا: "إذا اخترت الطريق الخطأ مرة أخرى، فسوف نكون هناك، في انتظارك".