في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية كبيرة، دعا رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من قبل كل من فرنسا والمملكة المتحدة.
هذه الدعوة، التي تأتي في وقت بالغ الحساسية على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ترافقت مع إعلان اتفاق غير مسبوق بشأن الهجرة بين باريس ولندن، يعكس تحولًا في مسار العلاقات بين فرنسا وبريطانيا بعد سنوات من التوتر.
دعوة فرنسية بريطانية للاعتراف بدولة فلسطين
أكد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون أن الاعتراف بدولة فلسطين هو السبيل الوحيد لإعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، قائلاً:
"أؤمن بمستقبل حل الدولتين، الذي يتيح لإسرائيل أن تعيش بسلام وأمن إلى جانب جيرانها، وأدعو إلى توحيد أصواتنا في باريس ولندن وكل مكان للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الدينامية السياسية".
وأشار ماكرون إلى أن هذا الاعتراف المشترك من قبل دولتين رئيسيتين في أوروبا الغربية يمكن أن يُحدث تحولًا نوعيًا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ويمثل دفعة دبلوماسية للجهود الرامية إلى إنهاء عقود من الجمود والتوتر.
ستارمر يعلن اتفاقاً رائداً بشأن المهاجرين
من جانبه، كشف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن توصل بلاده إلى اتفاق غير مسبوق مع فرنسا بشأن ملف المهاجرين، وذلك في محاولة للتصدي لتحديات عبور المهاجرين إلى بريطانيا عبر القنال الإنجليزي.
وقال ستارمر: "يسرّني أن أعلن اليوم عن مشروع رائد: للمرة الأولى، سيتم إعادة المهاجرين الذين وصلوا عبر الزوارق الصغيرة سريعًا إلى فرنسا"، موضحًا أن هذا الاتفاق سيبدأ تنفيذه خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف: "مقابل كل شخص تتم إعادته إلى فرنسا، سيتم السماح لشخص آخر بالدخول إلى المملكة المتحدة بطريقة قانونية ومنظمة، شرط ألا يكون قد حاول دخول البلاد بصورة غير شرعية".
تعاون جديد بعد مرحلة من الجمود
يُعد هذا التقارب الفرنسي البريطاني مؤشراً على رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة بعد سنوات من الفتور في العلاقات على خلفية ملفات متعددة، أبرزها البريكست والهجرة والأمن.
ويُنظر إلى لقاء ماكرون وستارمر كإعادة تفعيل لقناة تنسيق تقليدية بين باريس ولندن في القضايا الدولية، خاصة أن كلاً من الطرفين يتطلع إلى استعادة نفوذه الدبلوماسي في أوروبا والعالم.
مستقبل دبلوماسي مشترك؟
دعوة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطين واتفاق الهجرة الجديد يمثلان محورين مهمين لإعادة تشكيل دور فرنسا والمملكة المتحدة في الساحتين الأوروبية والدولية.
وبينما تترقب العواصم الغربية خطوات عملية لتنفيذ تلك المبادرات، يتضح أن باريس ولندن تسعيان لاستعادة مكانتهما كقوتين فاعلتين في الدفع نحو السلام والاستقرار، سواء في الشرق الأوسط أو في مواجهة التحديات العابرة للحدود مثل الهجرة واللجوء.