أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن تخزين المياه خلف سد النهضة أضر بمصر على عكس ما تروج له إثيوبيا.
وقال شراقي في مداخلة مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "الدولة المصرية نفذت مشروعات كبرى لتعويض جزء من المياه التي تم حجزها، مثل محطات معالجة مياه الصرف الزراعي، وعلى رأسها محطة بحر البقر التي كلفت 50 مليار جنيه في عام 2021، وكذلك محطة المحسمة، ومشروع تبطين الترع، وتقليل مساحة زراعة الأرز، وكل هذه الإجراءات ساعدت في توفير جزء من مياه النيل".
وأضاف: "الاحتياطي في السد العالي يتم استخدامه وقت الحاجة، خاصة في ظل تخزين إثيوبيا الآن لما يقرب من 60 مليار متر مكعب من المياه خلف سد النهضة خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما يعني أن هذا التخزين لم يكن مجانيا أو نتيجة طبيعية للأمطار، بل نتيجة مباشرة لسياسات الحجز الإثيوبية".
وتابع: "المشروعات المائية التي نفذتها الحكومة المصرية خلال السنوات الماضية كلّفت نحو 500 مليار جنيه، بما في ذلك محطات معالجة مياه الصرف وتغييرات في سياسة الزراعة، مثل تقليص زراعة الأرز، وهو ما تسبب أيضًا في خسائر اقتصادية".
وأوضح: "تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي الأخيرة مستفزة، لأنه في الوقت الذي اتخذت فيه إثيوبيا قرارات أحادية الجانب على مدى 14 عاما، من أول تخزين حتى الخامس العام الماضي، وتركيب التوربينات، دون أي توافق، فإنه الآن يدعو مصر والسودان لحضور احتفال تدشين السد، وكأن شيئًا لم يكن".
وأكمل: "من غير المقبول أن يتم تجاهل الخلافات والقرارات الأحادية، ثم تتم دعوة الدول المتضررة للاحتفال وكأن الأمر عادي، وهذه الدعوة غير منطقية".
وواصل: "القول بأن سد النهضة لم يؤثر على السد العالي ولو بلتر واحد هو أمر غير دقيق، لأن كمية المياه المخزنة في إثيوبيا، والتي بلغت 60 مليار متر مكعب، هي مياه كانت في الأصل مخصصة لمصر، وتم حجزها على مدار خمس سنوات، وبالتالي هناك ضرر واضح وقع على مصر".
وذكر: "من غير المنطقي أن تعتمد مصر على مياه معالجة من الصرف الزراعي في حين يتم حجز المياه في إثيوبيا، ثم يتم الادعاء بأنه لا يوجد ضرر".
واختتم: "الحديث عن أن إثيوبيا لا تسعى إلى التنمية على حساب الآخرين غير صحيح، لأن حجز هذه الكميات من المياه تسبب في أعباء ضخمة على مصر، واضطرت الحكومة إلى تنفيذ مشروعات بتكلفة تجاوزت 500 مليار جنيه لمواجهة تبعات هذا السد، حتى وإن كان جزء من هذه المشروعات يتعلق بالتحديات الداخلية، إلا أن سد النهضة كان السبب المباشر والرئيسي في تنفيذها".
