في تحرك لافت ضمن مساعي دفع العملية السياسية في الشرق الأوسط، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الخميس، إلى موقف مشترك من باريس ولندن للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل "الطريق الوحيد نحو أفق سلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وخلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أكد ماكرون تمسكه برؤية حل الدولتين، قائلًا: "أؤمن بمستقبل يقوم على حل الدولتين، وهو ما يتيح لإسرائيل أن تعيش بسلام وأمان مع جيرانها"، داعيًا إلى تنسيق المواقف بين العاصمتين الأوروبية لدفع عجلة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وفتح مسار سياسي جديد قادر على تجاوز حالة الجمود.
ماكرون يربط السلام بالاعتراف المتبادل
التصريحات الفرنسية تأتي في ظل ظرف إقليمي شديد التعقيد، تَراجَعَ فيه الاهتمام الدولي الفعلي بملف التسوية بعد التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران، والذي أدى إلى تأجيل المؤتمر الدولي الذي كان من المقرر أن ينعقد في الأمم المتحدة في 18 يونيو، بمشاركة فرنسية وسعودية، لإحياء مبادرة حل الدولتين.
ويبدو أن ماكرون يعوّل على التوقيت السياسي الذي يتزامن مع تغيّرات في القيادة البريطانية، وأيضًا على التحولات الجيوسياسية في المنطقة، لدفع أوروبا إلى موقع أكثر فاعلية في تسوية النزاع. وفي المقابل، يحاول الرئيس الفرنسي موازنة الطرح، من خلال سعيه لإقناع دول عربية وإسلامية بخطوة مقابلة نحو الاعتراف بإسرائيل، بما يعكس تصورًا متكاملًا لإنهاء الصراع عبر اعتراف متبادل وشروط سياسية متوازنة.
خطاب ماكرون، سواء في المؤتمر الصحفي أو في خطابه السابق أمام البرلمان البريطاني، يعكس تحوّلًا فرنسيًا نحو مقاربة أكثر جرأة في ملف الشرق الأوسط، حيث لم يكتفِ بالتأكيد على الدعم اللفظي لحل الدولتين، بل بدأ فعليًا بترويج فكرة الاعتراف الدولي المزدوج كمدخل واقعي لإعادة إحياء عملية السلام.