قال الأمير فيصل بن بندر بن سلطان آل سعود، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، أن بطولة كأس العالم، التي تنظمها السعودية حاليا، لم تعد مجرد فعالية رياضية، بل أصبحت خطوة استراتيجية لبناء إرث عربي وعالمي في هذه الصناعة المتسارعة.
كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
وأضاف في حديث لـ«البوابة نيوز»، على هامش فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، التي تستضيفها حاليا العاصمة الرياض: «نحن لا نستضيف بطولة عابرة. نحن نصنع لحظة فارقة في تاريخ الرياضات الإلكترونية، ليس فقط للمملكة، بل للمنطقة العربية كلها. ما نقوم به اليوم في الرياض، نريده أن يفتح أبوابًا جديدة أمام الشباب من كل العواصم العربية».
وفي إشارة إلى الدعم الرسمي الذي يشكل العمود الفقري لهذا المشروع، أضاف: «الدعم الكبير الذي نحظى به من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو ما سمح لنا بتحويل الحلم إلى واقع. نحن نعمل في منظومة ترى في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية فرصة وطنية واقتصادية وثقافية تستحق أن تُستثمر بالكامل».
وكشف الأمير فيصل أن النسخة الحالية ستشهد توسعًا غير مسبوق، متابعًا: «نحن نتحدث عن أكثر من 2000 رياضي، و200 فريق، إلى جانب 100 لاعب محترف من نخبة الأسماء العالمية. هذه الأرقام تعكس حجم الثقة التي اكتسبناها دوليًا، وتعكس كذلك مستوى التنظيم الذي أصبحنا نقدمه».
وعن النسخة السابقة من البطولة، قال: «في عام 2024، تمكنا من جمع 1500 مشارك تحت مظلة واحدة، وهذا لم يحدث من قبل في المنطقة. موقع البطولة على الإنترنت استقطب أكثر من 2.6 مليون زيارة، وهذا يمنحنا مؤشرات قوية على الزخم الشعبي والاهتمام العالمي».
لكنه شدد على أن النجاح لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بالأثر البعيد، قائلاً: «منذ فترة وأنا أفكر: ما الذي سنتركه وراءنا؟ كيف نصنع إرثًا يبقى؟ هذه البطولة ليست هدفًا في حد ذاتها، بل وسيلة لصناعة حراك ثقافي واقتصادي يُلهم الشباب، ويمنحهم منصات حقيقية للظهور والتميّز».
وأكد الأمير فيصل أن الرياضات الإلكترونية تمثل فرصة واعدة للدول العربية إذا ما تم الاستثمار فيها بالشكل الصحيح: «المنطقة مليئة بالمواهب، لكنها بحاجة إلى بنية تحتية وتشريعات وفرص عرض. ما نفعله في المملكة اليوم يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به في عواصم عربية أخرى، وأنا على يقين بأن هناك إمكانات مذهلة في مصر، والأردن، والمغرب، وغيرها».
وختم حديثه بدعوة صريحة إلى التفاعل العربي مع هذا القطاع: «الرياضات الإلكترونية لم تعد هواية على الهامش، بل أصبحت لغة عالمية، واقتصادًا متكاملاً. من المهم أن نكون جزءًا من هذا الحراك من البداية، لا من نهايته. رسالتي للشباب العربي: مستقبلكم الرقمي يبدأ الآن… والفرصة أمامكم».