ندوة أوبك الدولية.. رؤساء شركات النفط الكبرى يتوقعون استمرار نمو الطلب (تقرير)

تتواصل فعاليات ندوة أوبك الدولية التاسعة، التي تنعقد على مدار يومَيْن في العاصمة النمساوية فيينا، حيث تجذب العديد من الوزراء والمديرين التنفيذيين لشركات الطاقة والمؤسسات المالية وصانعي السياسات من مختلف أنحاء العالم.

وتوقّع رؤساء شركات النفط الكبرى خلال المائدة المستديرة الرفيعة المستوى الأولى بعنوان "أسواق الطاقة العالمية.. التوقعات الفورية والآفاق الطويلة الأجل"، أن يستمر نمو الطلب على الرغم من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية الأخيرة.

وكان أمين عام أوبك، هيثم الغيص، قد افتتح اليوم الأربعاء (9 يوليو/تموز 2025)، ندوة أوبك الدولية التاسعة، التي تحمل عنوان "رسم المسارات معًا.. مستقبل الطاقة العالمية"، في فيينا.

وقال الغيص في كلمته: "تسعى ندوتنا إلى معالجة السؤال الآتي: كيف نحقق التوازن بين تحقيق أمن الطاقة، وتعزيز الوصول إليها، وتخفيف وطأة فقر الطاقة حول العالم، وفي الوقت نفسه معالجة الانبعاثات وخفضها؟".

نمو الطلب على النفط في 2025

صرّح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، بأنه على الرغم من التحديات الكبيرة وتأثير الاقتصاد العالمي، ما يزال العالم يشهد طلبًا قويًا على النفط، الذي انعكس في الربع الأول من خلال نمو أساسي قدره 1.5 مليون برميل يوميًا.

وقال الناصر، خلال مشاركته في المائدة المستديرة ضمن فعاليات ندوة أوبك الدولية: "توقعاتنا للنمو في بقية العام، تتراوح بين 1.2 مليونًا و1.3 مليون برميل يوميًا".

وأشار رئيس أرامكو إلى أن هذا النمو يُعدّ مدفوعًا بالطلب ليس فقط من الدول الأوروبية، ولكن -أيضًا- من ارتفاع الطلب من الولايات المتحدة، والطلب الآسيوي من قِبل صناعة البتروكيماويات في الصين، وكذلك الهند والعديد من الدول المتقدمة.

وتابع: "لا يتعيّن علينا أن نغفل أن معظم زيادة الطلب تأتي من الدول المتقدمة، ولذلك نتوقع استمرار هذه الزيادة في الطلب العالمي على المدى البعيد".

وحول فوائد الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، أكد أمين الناصر أن أرامكو السعودية حققت وفورات تُقدّر بملياري دولار في عام 2023، و4 مليارات دولار في عام 2024، مدفوعة بصفة خاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقال الناصر، في تصريحات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة: "تمكنا من رفع مستوى الإنتاجية وتقليص حجم الاحتياجات من شهور إلى أسابيع إلى أيام".

وشدد على الحاجة إلى البنية التحتية اللازمة وتدريب المواطنين، من أجل تحقيق الوفورات من الذكاء الاصطناعي.

كما قال: "الجميع يتحدث عن استهلاك الذكاء الاصطناعي لنحو 2% من توليد الكهرباء.. أنا أعتقد أن 3% من توليد الكهرباء يستهلكه الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية.. سيتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2030 إلى ما بين 4 و6% من إجمالي توليد الكهرباء".

توقعات رؤساء شركات النفط لنمو الطلب

في سياقٍ متصل، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، الشيخ نواف الصباح، إن المشترين الصينيين واليابانيين يطلبون المزيد من النفط، في مؤشر آخر على قوة الطلب.

من جانبه، شدّد الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الفرنسية، باتريك بويانيه، على أن دور أوبك في استقرار سوق النفط أهم من أي وقت مضى.

كما قال بويانيه، خلال مشاركته في المائدة المستديرة ضمن فعاليات ندوة أوبك الدولية التاسعة: "لن يكون هناك تحول في مجال الطاقة إذا لم تكن هناك طاقة موثوقة وبأسعار معقولة".

وأضاف أنه يعتقد أن السوق تتمتع بإمدادات جيدة إلى حدٍ ما؛ نظرًا إلى انخفاض نمو الطلب إلى النصف في الصين خلال السنوات الأخيرة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية بي بي، موراي أوكينكلوس، إنه يتوقع ركود إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك العام المقبل (2026)، بعد أن وصل إلى مستويات قياسية جديدة في الأشهر الأخيرة.

وأضاف أوكينكلوس، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن سوق النفط الفعلية يبدو أنها تعاني من شح الإمدادات. كما أن الصين تزيد المخزونات.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة شل البريطانية، وائل صوان، إنه أكثر قلقًا بشأن معدلات استنزاف حقول النفط التي تتراوح بين 4 و5% سنويًا، ما يعني الحاجة إلى مزيد من الاستثمارات.

دور النفط في تحول الطاقة

في افتتاح فعاليات ندوة أوبك الدولية التاسعة، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن أيّ عملية تحوُّل لا تُراعي الحدّ من الفقر وتحسين وصول الطاقة إلى المجتمعات المحرومة، مصيرها الفشل الحتمي.

وأشار الوزير إلى أن مسار تحول الطاقة يجب أن يستند إلى البيانات والتقنيات وتقبُّل مصادر الطاقة كافّة، وليس إلى شعارات غير واقعية.

وقال وزير الطاقة السعودي، في تصريحات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة: "إذا واصلنا هذا المسار غير الواقعي، فإن العالم سينزلق إلى أزمة طاقة".

من جانبه، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إن العالم يعيش في بيئة تتميز بقلّة الاستثمار في النفط والغاز؛ وكلّما طالت هذه المدة، زادت المعاناة لسنوات مقبلة.

وقال الوزير، خلال مشاركته في الجلسة الوزارية الأولى ضمن فعاليات ندوة أوبك الدولية: "الواقع اليوم هو أننا نفقد الطاقة الإنتاجية.. إذا نظرنا إلى الطاقة الإنتاجية العالمية، نجد أن هذا الرقم يتناقص سنويًا".

وأرجع المزروعي هذا الأمر إلى أن المزيد من الدول تجد نفسها في بيئة لا تستطيع فيها إنتاج ما أنتجته العام الماضي أو حتى الشهر الماضي، وستحتاج هذه الدول إلى استثمارات كبيرة للبقاء في مستوياتها الحالية.

كما أكد وزير النفط الكويتي طارق الرومي أن النفط سيظلّ سلعة أساسية وإستراتيجية لسنوات عديدة مقبلة، ولن يستطيع العالم الاستغناء عنها.

وأوضح الرومي أن توقعات الخبراء وشركات الاستشارات العالمية تشير إلى نمو الطلب على النفط خلال السنوات المقبلة، خلال الجلسة الوزارية الأولى ضمن فعاليات ندوة أوبك الدولية.

وشدد على أن هناك عوامل تدعم نمو الطلب على النفط، وفي مقدّمتها الأسواق الواعدة في آسيا، بالإضافة إلى أن عدد سكان العالم في ازدياد، والتطور الذي يشهده قطاع الصناعة عالميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: