أخبار عاجلة

كيفية استغلال الإجازة الصيفية لبناء شخصية الطفل

كيفية استغلال الإجازة الصيفية لبناء شخصية الطفل
كيفية استغلال الإجازة الصيفية لبناء شخصية الطفل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الإجازة ليست وقتًا ضائعًا كما يظن البعض، بل هي فترة خصبة لتكوين شخصية الطفل، وتنمية المهارات، وتعزيز العلاقات داخل الأسرة، إذا ما تم توجيهها بطريقة صحيحة. ومن هنا، يظهر دور الأهل كقادة حقيقيين لمسار أبنائهم خلال هذه الفترة.

فإن ترك الطفل طوال الإجازة أمام الشاشات، سواء كانت هاتفًا أو تلفازًا أو ألعابًا إلكترونية، يُعتبر من أكثر السلوكيات شيوعًا وخطورة في نفس الوقت. فهو يسلب الطفل من واقعه، ويجعله يتفاعل مع عالم افتراضي لا يُعزز القيم، ولا يُنمي المهارات، بل قد يُضعف القدرة على التركيز، ويُسبب له العزلة والملل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن قضاء الوقت على هذا النحو يجعل الطفل يعتمد على المتعة السريعة، ويفقد متعة التعلم والتجربة. وهنا يأتي دور الأنشطة الصيفية كبديل صحي وفعّال، يعيد التوازن للطفل، ويملأ يومه بأشياء تبني شخصيته وتُغذي عقله وقلبه، فالأنشطة الصيفية لا تتطلب دائمًا ميزانية كبيرة أو أماكن فخمة، بل يمكن أن تبدأ من داخل المنزل نفسه. فهناك العديد من الأفكار البسيطة التي تُحدث فرقًا كبيرًا في شخصية الطفل مثل: ورش العمل المنزلية كالرسم، والكتابة، والطهي، والخياطة، حيث تمنح الطفل حس الإبداع، وتعزز عنده القدرة على التركيز والصبر، ايضا الأنشطة الرياضية مثل ركوب الدراجة، أو الجري، أو المشاركة في فريق كرة قدم، تُعلمه الانضباط، والروح الجماعية، واحترام القواعد، كذلك الرحلات القصيرة إلى أماكن ثقافية أو طبيعية، مثل الحدائق، أو المكتبات، أو المتاحف، تُوسع مدارك الطفل وتُحببه في الاكتشاف والتعلم، والمعسكرات الصيفية أو الدورات التدريبية القصيرة، التي تُنظمها المراكز الثقافية أو الجمعيات، تُكسب الطفل مهارات جديدة مثل القيادة، أو العمل الجماعي، أو التحدث أمام الآخرين، وإشراك الطفل في اتخاذ القرار حول كيف يريد أن يقضي وقته، يُنمي عنده الاستقلالية، ويُشعره بأن له رأيًا يُحترم. فبدلًا من أن نفرض عليه جدولًا، يمكننا أن نُشجعه على اقتراح أنشطة يود تجربتها، ونشاركه في تنفيذها.

ومن الجميل أيضًا أن نُعزز الجانب القيمي والروحي في الإجازة. مثل تخصيص وقت بسيط أسبوعيًا لقراءة قصة تحمل قيمة أخلاقية، أو القيام بعمل تطوعي بسيط كزيارة دار مسنين أو المشاركة في تنظيف الحي، فهذه التجارب تزرع في الطفل الشعور بالمسؤولية والانتماء.

لذا فإن الإجازة فرصة ذهبية لتقوية العلاقة بين الطفل ووالديه، بعيدًا عن أوامر المذاكرة وضغط الامتحانات. فالحوار اليومي، واللعب الجماعي، والمشاركة في أنشطة عائلية، تجعل الطفل يشعر بالأمان والاهتمام، مما ينعكس على استقراره النفسي وسلوكه الاجتماعي.

ولا ننسى دور المدرسة أو المجتمع المحلي في دعم هذه الجهود، من خلال توفير نوادي صيفية أو أنشطة ترفيهية وتعليمية تُبقي الطفل في حالة من النشاط والاندماج، وتربطه بأقرانه بطريقة إيجابية.

فالإجازة ليست فقط راحة من الدراسة، بل هي فسحة لبناء روح جديدة، وشخصية أقوى، وعقل أكثر نضجًا. وكل بيت يعرف كيف يستثمر صيف أطفاله، هو بيت يُسهم في صناعة جيل قادر على صناعة الفرق في المستقبل

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كيف يفكر الأهلي في عروض وسام أبو علي؟
التالى مدير الصحة بالأقصر يتفقد قافلة علاجية بمركز شباب الرزيقات قبلي بأرمنت