نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "من الحروب التقليدية إلى الحروب النفسية والذكية الوجه الخفي لحروب الجيل الرابع"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته العشرين، شارك فيها اللواء أركان الدكتور أسامة راغب نائب مدير أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية الأسبق وأستاذ الإعلام السياسي والإستراتيجية، والكاتب الصحفي الدكتور محمد أمين رئيس تحرير مجلة أكتوبر وبوابة دار المعارف، والدكتورة نجلاء حرب أستاذة الاقتصاد بجامعة الإسكندرية، وأدارت الندوة الكاتبة الصحفية سلوى محمود مدير تحرير مجلة أكتوبر.
البرنامج الثقافي بمعرض مكتبة الإسكندرية يناقش الحرب النفسية
قال اللواء أركان حرب دكتور أسامة راغب إن موضوع الندوة يُعد من القضايا الملحة في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن الحروب التقليدية لم تعد الخيار الأبرز في إدارة الصراعات، في ظل بروز حروب الجيل الرابع التي تتميز بانخفاض تكلفتها وخسائرها أكثر، مقارنة بالحروب المباشرة.
وأوضح أن "الحرب النفسية" تمثل دائمًا المرحلة التمهيدية لأي صراع، حيث تستهدف زعزعة الجبهة الداخلية والتأثير على الروح المعنوية للمجتمع، مشيرًا إلى أنها تعتمد على أدوات الدعاية والأساليب النفسية التي تُستخدم لإحداث الانقسام داخل صفوف العدو.
وأضاف أن مواجهة هذه الحروب تتطلب بناء "الحصانة الوطنية" من خلال الوعي المجتمعي المستمر، مشددًا على أن العمليات النفسية أكثر شمولًا وخطورة من الحروب التقليدية، لقدرتها على اختراق المجتمعات دون الحاجة إلى اشتباكات ميدانية.
الحروب النفسية في مناقشات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي الدكتور محمد أمين أن الحرب النفسية لم تعد مصطلحًا نظريًا، بل أصبحت واقعًا فعليًا وتطورًا للحروب التقليدية، مشيرًا إلى أن هذه الحرب تُدار باحترافية شديدة، حيث يتم تصميم الشائعات بشكل مدروس بهدف زعزعة الاستقرار المجتمعي.
ودعا "أمين" المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات أو المساهمة في نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول ضد الحرب النفسية التي تستهدف عقول أبناء الشعب المصري، مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من التصعيد في هذا النوع من الحروب.
العلاقة الوثيقة بين الاقتصاد والسياسة في ندوات مكتبة الإسكندرية
بدورها، شددت الدكتورة نجلاء حرب على العلاقة الوثيقة بين الاقتصاد والسياسة، مشيرة إلى أن العوامل الاقتصادية كانت دومًا محركًا رئيسيًا للصراعات الدولية، كما أن البعد الاقتصادي يُعد أحد الأركان الأساسية للأمن القومي، ويؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الاجتماعي والسيادة الوطنية.
وتحدثت عن التكلفة الباهظة للحروب التقليدية، موضحة أن الخسائر المباشرة تشمل الإنفاق العسكري وتدمير البنية التحتية والأرواح، بينما تتضمن التكاليف غير المباشرة نزوح السكان وتراجع النمو وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات الحيوية.
وأضافت أن أدوات حروب الجيل الرابع الاقتصادية ترتكز على التأثير طويل الأمد من خلال الضغط على الإرادة السياسية، والاعتماد على الحرب غير المتكافئة، والاستغلال التكنولوجي، ما يجعلها أخطر من الحروب العسكرية المباشرة.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان. وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.


