فوتسي 100 البريطاني يغلق عند أعلى مستوى في 3 أسابيع مدعومًا بضعف الجنيه الإسترليني

مؤشر فوتسي 100 البريطاني

سجل مؤشر فوتسي 100 البريطاني ارتفاعًا قويًا في ختام تعاملات الثلاثاء، ليغلق عند أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع بدعم من ضعف الجنيه الإسترليني الذي عزز أسهم الشركات العالمية المدرجة بالمؤشر، في وقت يترقب فيه المستثمرون تطورات المفاوضات بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين حول الرسوم الجمركية.

وأنهى مؤشر فوتسي 100 ذو التوجه الدولي تداولاته على ارتفاع بنسبة 0.5%، مسجلاً أعلى إغلاق منذ 17 يونيو الماضي، بينما ارتفع مؤشر فوتسي 250 الذي يقيس أداء الشركات متوسطة الحجم بنسبة 0.2%، ما يعكس حالة من التفاؤل الحذر بين المستثمرين رغم الضبابية التجارية العالمية.

وتأتي هذه المكاسب في ظل تصاعد التوترات التجارية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من 14 دولة بدءًا من الأول من أغسطس المقبل، ما دفع اليابان وكوريا الجنوبية للتأكيد على نيتهما التفاوض مع واشنطن لتخفيف أثر هذه الإجراءات. 

ومن الجدير بالذكر أن بريطانيا وفيتنام هما الدولتان الوحيدتان اللتان أبرمتا اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة حتى الآن، متجنبتين الرسوم الجديدة، رغم استمرار الرسوم المفروضة سابقًا على السيارات والصلب والألومنيوم البريطانية.

وقادت أسهم قطاع النفط والغاز مكاسب السوق، حيث ارتفعت بنسبة 2.2% مع اقتراب أسعار النفط الخام من أعلى مستوياتها في أسبوعين. وقفز سهم شركة بي بي للطاقة بنسبة 3.2%، ليكون على رأس قائمة الأسهم القيادية الرابحة، كما ارتفع سهم شل بنسبة 2%.

وعلى الجانب الآخر، تصدرت أسهم شركات تعدين المعادن النفيسة الخسائر القطاعية بانخفاض قدره 2.3% بالتزامن مع تراجع أسعار الذهب في ظل توقعات بإمكانية إبرام اتفاقيات تجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.

وفي قطاع التعدين، ارتفع سهم شركة ريو تينتو بنسبة 1.3%، وسط تقارير عن استعداد الرئيس التنفيذي الجديد للشركة لبحث صفقات الاندماج والاستحواذ وتعزيز الإنتاجية وخفض التكاليف، بينما ارتفع سهم جلينكور بنسبة 2.8%، وسهم أنجلو أميركان بنسبة 1.2%.

وفي المقابل، هبط سهم شركة فيكتريكس المصنعة للبوليمرات بنسبة 8.4%، ليصل إلى أدنى مستوياته على مؤشر الشركات متوسطة القيمة، عقب إعلان الشركة عن تعيين رئيس تنفيذي جديد وتقديم توقعات أرباح منخفضة للنصف الثاني من العام.

وفي سياق آخر، أعلنت شركة “شي إن” المتخصصة في بيع الأزياء السريعة انسحابها من خطط الطرح في السوق البريطانية بعد تقديم طلب اكتتاب عام أولي في هونغ كونغ لتسريع إدراج أسهمها، وسط ضغوط متزايدة على الجهات التنظيمية البريطانية التي تواجه تحديات بسبب ضعف سوق الاكتتابات العامة الأولية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتشير هذه التطورات إلى سعي السوق البريطانية لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية في مواجهة منافسة الأسواق الآسيوية، وسط جهود حكومية لتحفيز نشاط الاكتتابات العامة وإعادة الثقة إلى المستثمرين المحليين والأجانب.

ويترقب المستثمرون خلال الفترة المقبلة نتائج المفاوضات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والدول المتضررة من الرسوم الجديدة، ومدى تأثيرها على حركة التجارة العالمية وأسواق السلع والطاقة، وهو ما سيكون له انعكاس مباشر على أداء مؤشر فوتسي والأسهم المرتبطة بالصادرات في بريطانيا.