تكافح شركات شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا سارقي النحاس من المحطات في فروعها المختلفة، التي أصبحت شائعة مؤخرًا؛ ما قد ينعكس سلبًا على مبيعات تلك المركبات؛ بسبب تعطُّل نقاط الشحن.
وتنوعت وسائل الشركات في مكافحة سرقة نقاط شحن السيارات بين تكثيف الحراسة وإنتاج خامات تغلف الكابلات؛ ما يساعد في كشف هوية السارق، ووسائل أخرى، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتنتشر سرقة محطات ونقاط شحن السيارات الكهربائية البريطانية في مناطق مثل: برمنغهام وجنوب يوركشاير، حيث يستهدف اللصوص نحاس كوابل محطة الشحن؛ ما يعطّل عملها، ويقوّض قدرة السائقين في إعادة شحن مركباتهم.
ومن بين شركات شحن السيارات الكهربائية البريطانية التي لديها أكبر شبكة في المملكة المتحدة "إنستافولت" InstaVolt، التي تشارك في عمليات المكافحة، خاصة بعد تعرُّض 700 محطة شحن تابعة لها إلى السرقة، مقارنة بنحو 140 حادثًا من هذا النوع فقط العام الماضي، ما يعني زيادة السرقة عدّة أضعاف.
وقبل أيام تعرضت 4 مزارع رياح في إسكتلندا إلى سرقة نحاس التوربينات، في حادث نتج عنه خسائر كبيرة بحسب بيان لشرطة المنطقة.
شاحن إلكتروني لمكافحة السرقة
اضطر عدد من شركات شحن السيارات الكهربائية البريطانية، مثل "إنستافولت"، إلى وضع إجراءات لمكافحة سرقة نحاس محطاتها، إذ طوّرت الشركة شاحنًا إلكترونيًا مضادًا للسرقة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة دلفين لان، إن عصابات النحاس التي تستهدف محطات الشحن باتت مشكلة حقيقية تطال الصناعة بأكملها.
وكمية النحاس في كابلات شحن السيارات الكهربائية ليست كبيرة، ولكن سرقته وإصلاح العطل الناجم عن ذلك يكلّف الشركات مبالغ مضاعفة.
وأضاف الرئيس التنفيذي للشركة: "إن قيمة النحاس في كابل نقطة الشحن لا تزيد على 20-25 جنيهًا إسترلينيًا (27.2- 34 دولارًا أميركيًا)، في حين إن تكلفة اصلاح العطل قد تصل إلى ألف جنيه إسترليني (1036 دولارًا أميركيًا)".
(الجنيه الإسترليني = 1.36 دولارًا أميركيًا).
وشهدت أسعار النحاس عالميًا ارتفاعات قياسية الأشهر الماضية؛ بسبب قيام الشركات بتخزينه في أميركا، قبل تطبيق دفعة جديدة من التعرفات الجمركية التي يفرضها الرئيس دونالد ترمب.
كما حوّلت الشركات من أنحاء العالم -خاصة من الصين- كميات كبيرة من النحاس إلى أميركا؛ للاستفادة من تلك الارتفاعات القياسية للأسعار؛ ما زاد من الضغط على أسواق النحاس، وشجّع اللصوص على سرقته.
وتعطلت شواحن السيارات الكهربائية البريطانية التابعة لشركة "يوروستار" Eurostar لمدة يومين الشهر الشهر الماضي، بسبب سرقة نحاس نقاط الشحن.
وأشارت تقارير إلى أن عصابات النحاس تستهدف -أيضًا- مزارع الرياح في المملكة المتحدة.
وسائل الحماية
طورت شركات شحن السيارات الكهربائية البريطانية وسائل حماية نقاط الشحن التابعة من سرقة نحاس الكابلات، مثل شركة "إنستافولت"، وهي صاحبة أسرع شبكة شحن في العالم، بعد تيسلا الأميركية، ومن تلك الوسائل درع للكابلات يتكون من غلاف مزود بسائل ذكي يمكّن الشرطة من تحديد هوية المجرمين.
ونجح الدرع في حماية نقاط الشحن من السرقة، وفق ما أكده الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال: "هذا النظام خفض بسرعة السرقات من قبل لصوص يستعملون طرقًا متنوعة مثل المناشير الدائرية ومناشير الحديد، على الرغم من أن بعضهم لجأ إلى استعمال مكابس هيدروليكية للحصول على الكابلات".
ودلّل على ذلك قائلًا، إن الشركة ركّبَت 250 درعًا، ولم ينجح اللصوص في سرقتها، باستثناء كابل واحد، مشيرًا إلى أن الشركة ستتيح هذا الدرع إلى الشركات الأخرى خلال الأشهر المقبلة.
ولم تكتفِ "إنستافولت" بدرع حماية الكابلات، بل عينت حرّاسًا على محطات الشحن التابعة، وركّبت أجهزة تتبُّع، لكنها قالت، إن الشرطة لم تحقق في هذه الجرائم.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، إن شركته تدفع باتجاه تصنيف الحكومة لهذه المحطات بوصفها بنية تحتية ضرورية؛ ما يمكن أن يمنح الشرطة مصادر معلومات للتحقيق.
وتعطلت أكثر من 25 محطة شحن بسبب لصوص النحاس، وفق التقديرات، ما ينعكس سلبًا على ثقة المستهلكين، في حين تحاول الحكومة زيادة مبيعات السيارات الكهربائية.
وكشفت أرقام من مجموعات صناعة السيارات يوم الجمعة 4 يوليو/تموز 2025 أن مبيعات السيارات الكهربائية قفزت بنسبة 34.6% في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنسبة نمو 16.6% في المدة نفسها العام الماضي، وبلغت نسبتها من إجمالي المبيعات للمركبات 21.6%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
هجوم على مئات من محطات شحن السيارات الكهربائية في موجة من الجريمة المنظمة، من صحيفة التليغراف
