قتل 5 جنود إسرائيليين وأصيب 14 آخرون على الأقل في عملية كبيرة نفذتها المقاومة ببيت حانون شمالي قطاع غزة، حسب بيان لجيش الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء، بعد أن تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية سابقا عن مقتل 5 جنود وإصابة 10 آخرين.
تفجير عبوة ناسفة
ووقع الحادث في وقت متأخر من مساء أمس عندما فجر مقاتلو المقاومة عبوة ناسفة في مدرعة كانت تقل جنودا ثم استهدفوا روبوتا محملا بالذخيرة بقذيفة مضادة للدروع، خلال تجهيزه.
كما استهدفت المقاومة أيضا قوة الإنقاذ الإسرائيلية التي هرعت لمكان الحادث، في حين سمع سكان مدينة عسقلان دوي "الانفجار الكبير"، وفق ما نقلته المواقع الإسرائيلية، التي قالت إن أحد المصابين ضابط كبير.
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن جنود مفقودين بعد الحادث لكنه عاد وأكد العثور على جثثهم محترقة تماما، وقال إن هذا الحدث من أصعب الأحداث التي تعرض لها الجنود منذ بداية الحرب.
ويتبع الجنود المستهدفون وحدة "يهلوم" الهندسية التي تعمل على تفخيخ وتفجير منازل الفلسطينيين في القطاع، وفق مراسلة الجزيرة في فلسطين نجوان سمري.
وظهرت مروحيات الاحتلال في مكان الحادث لنقل المصابين وأطلقت النار بكثافة. في حين قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الحدث مستمر ويتطور، وإن أحد الجنود لا يزال مفقودا وبعض الآليات مشتعلة.
فوضى عارمة في موقع الحادث
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن موقع الحادث يشهد فوضى عارمة في الميدان، وقالت إن الفرقة المستهدفة تتبع كتيبة نتسح يهودا، التي تضم يهودا من الحريديم المتشددين.
وقالت إن الكمين كان محكما، حيث استهدفت عبوة أولى دبابة، بينما استهدفت عبوة ثانية قوة الإنقاذ وثالثة استهدفت قوة إنقاذ إضافية، ثم استهدفت عبوة رابعة وإطلاق نار من أسلحة خفيفة كل من أصيبوا في بداية الهجوم.
وتم تخصيص عدة مواقع لهبوط المروحيات في عدد من المستشفيات، في حين بدأت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي تحقيقا في الحادث، كما تم إطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- إفادة بالحادث خلال وجوده في البيت الأبيض، حسب ما نقله الإعلام الإسرائيلي.
كتائب القسام تنشر فيديو لاستهداف الجنود
بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، مقطع فيديو لاستهداف جنود وآليات الاحتلال في محاور التوغل شرق مدينة غزة، وذلك ضمن سلسلة عمليات «حجارة داود».
وأظهرت اللقطات مشاهد لقنص عدد من جنود الاحتلال على تل المنطار، وكذلك الاشتباك مع جنود الاحتلال في حي الشجاعية، إضافة إلى استهداف دبابة ودك موقع قيادة سيطرة للاحتلال شرق حي التفاح.
وفي وقت سابق، علق أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، على العملية المركبة التي نفذتها المقاومة في بيت حانون، وقتل فيها نحو 5 من جنود جيش الاحتلال.
وقال عبر قناته الرسمية بتطبيق «تلجرام»، صباح الثلاثاء: «عملية بيت حانون المركبة هي ضربةٌ إضافيةٌ سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجرامًا في ميدانٍ ظنّه الاحتلال آمنًا بعد أن لم يُبقِ فيه حجرًا على حجر».
وأضاف: «إن معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية، ولئن نجح مؤخرًا في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقًا ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون».
وواصل: «إن صمود شعبنا وبسالة مقاوميه الشجعان هما حصرًا من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة، وإن القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع».