ارتفعت حصيلة ضحايا غرق قارب كان يقل مهاجرين غير نظاميين قبالة السواحل اليمنية إلى 86 قتيلًا، في حادث مروع يضاف إلى سلسلة من الكوارث المماثلة التي تزهق أرواح المئات من الباحثين عن الهجرة والفرار من الأوضاع المأساوية في بلدانهم.
وقالت مصادر أمنية لوكالة رويترز، اليوم الثلاثاء، إن القارب المنكوب كان يحمل على متنه 170 مهاجرًا من جنسيات إفريقية مختلفة، حين انقلب قبالة سواحل محافظة أبين جنوب اليمن، يوم الأحد الماضي، مشيرة إلى أنه تم إنقاذ 42 شخصًا حتى الآن، بينما لا تزال عمليات البحث عن المفقودين مستمرة.
وأوضحت المصادر أن من بين الجثث التي جرى انتشالها، جثة قائد القارب، وهو مواطن يمني الجنسية، تم العثور عليها إلى جانب 14 جثة أخرى قرب شواطئ مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تعمل بظروف بالغة الصعوبة في ظل تضاريس ساحلية معقدة ونقص في المعدات البحرية المتخصصة.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، قد أعلنت في بيان سابق أن الحادث أسفر في مرحلته الأولى عن مصرع 56 مهاجرًا، في حين أكدت لاحقًا الجهات الأمنية المحلية ارتفاع العدد إلى 86، وسط توقعات بارتفاعه مع مرور الوقت، لا سيما وأن عشرات الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.
وذكرت المنظمة أن القارب غرق قبالة بلدة شُقرة الساحلية، التي تُعد من أكثر النقاط حساسية في خارطة الهجرة غير النظامية بالمنطقة، بسبب قربها من سواحل القرن الإفريقي، لا سيما الصومال وإثيوبيا، حيث تنشط شبكات تهريب البشر.
ويعد هذا الحادث هو الأحدث ضمن سلسلة من الحوادث المأساوية التي وقعت قبالة الساحل الجنوبي لليمن في الأشهر الأخيرة، وأسفرت عن مصرع المئات من المهاجرين، معظمهم من دول القرن الإفريقي، ممن يحاولون عبور خليج عدن باتجاه اليمن ومن ثم إلى دول الخليج، في رحلة محفوفة بالمخاطر.
من جانبه، أكد مدير أمن محافظة أبين أن هناك عمليات إنقاذ وتمشيط واسعة النطاق جارية بالتنسيق مع خفر السواحل، موضحًا أن هناك حاجة ماسة لدعم دولي لوجستي وتقني لتعزيز قدرات الجهات المحلية في التعامل مع هذه الكوارث المتكررة.
وطالبت منظمات إنسانية ودولية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة شبكات تهريب البشر، وتعزيز آليات الحماية للمهاجرين، مشيرة إلى أن هؤلاء الفارين غالبًا ما يقعون ضحايا لعصابات الاستغلال البشري، ويفقدون حياتهم في ظروف غير إنسانية، دون أن تُتاح لهم أي فرصة قانونية أو إنسانية للهجرة الآمنة.
ودعت المنظمة الدولية للهجرة إلى تحقيق دولي موسع في الحادث، وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة، مشددة على أن تكرار هذه الحوادث يعكس غيابًا واضحًا للرقابة الدولية الفاعلة على طرق الهجرة البحرية غير الآمنة في منطقة تعيش صراعات وأزمات متعددة.
