أخبار عاجلة
محمد الشناوي يتدرب منفردًا في جيم الأهلي -

تصريحات متبادلة بين واشنطن وموسكو تزيد التوترات حول الحرب في أوكرانيا

تصريحات متبادلة بين واشنطن وموسكو تزيد التوترات حول الحرب في أوكرانيا
تصريحات متبادلة بين واشنطن وموسكو تزيد التوترات حول الحرب في أوكرانيا

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إعادة تموضع غواصتين نوويتين أمريكيتين ردود فعل متباينة من الجانب الروسي، حيث دعا الكرملين إلى توخي الحذر وتجنب التصعيد في الخطاب النووي، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين موسكو وواشنطن على خلفية الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وجاء إعلان ترامب ردًا على منشور مثير للجدل نشره ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس الروسي السابق، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حذر من القدرات النووية الروسية، مشيرًا إلى نظام "اليد الميتة" الذي يتيح إطلاقًا تلقائيًا للأسلحة النووية في حال تعرض القيادة الروسية لهجوم شامل، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

تصريحات ميدفيديف جاءت بعد أن منح ترامب مهلة زمنية لموسكو للدخول في مفاوضات وقف إطلاق النار، ملوّحًا بعواقب وخيمة في حال تجاهلها. في المقابل، شدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أهمية ضبط النفس، مؤكدًا أن روسيا لا تسعى إلى التصعيد، مشيرًا إلى أن الغواصات الأمريكية في حالة تأهب دائم، ما يحدّ من التأثير العملي لتصريحات ترامب.

وأضاف أن موقف روسيا في قضايا السلاح النووي يظل بيد الرئيس فلاديمير بوتين وحده، وأن تصريحات ميدفيديف لا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية للدولة.

الخطاب النووي المتبادل أثار قلقًا دوليًا واسعًا، إذ وصف داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية السيطرة على الأسلحة، تصريحات موسكو بأنها "غير مسؤولة"، محذرًا من خطر التصعيد أو سوء التقدير في ظل المناخ الجيوسياسي الهش.

في هذا السياق، يواصل ترامب مساعيه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأعلن عن إرسال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو لمناقشة شروط محتملة لوقف إطلاق النار، بعد جولات دبلوماسية سابقة لم تحقق تقدمًا ملموسًا. ويترافق ذلك مع تهديدات أمريكية بفرض عقوبات جديدة على روسيا، إضافة إلى تهديدات بفرض رسوم على دول مثل الصين والهند بسبب تعاونها التجاري مع موسكو.

وكان ترامب قد منح الرئيس الروسي مهلة مدتها 50 يومًا للتوصل إلى هدنة، خفضها لاحقًا إلى عشرة أيام، معبرًا عن "خيبة أمله" من تعنّت الكرملين. من جانبه، واصل ميدفيديف لهجته التصعيدية، محذرًا من مواجهة محتملة إذا استمرت الضغوط الأمريكية، ومؤكدًا أن موسكو لن تتراجع عن مسارها تحت أي تهديد.

على الأرض، لم تسفر المحاولات الدبلوماسية السابقة بين موسكو وكييف، ومنها تلك التي جرت في إسطنبول، عن نتائج دائمة، حيث أخفقت الهدنات في الصمود لأكثر من أيام أو أسابيع. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن وقف إطلاق النار ليس مطروحًا حاليًا، وسط تمسّك روسيا بمواقفها وتواصل عملياتها العسكرية، في وقت تواجه فيه أوكرانيا تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، وتعتمد على دعم حلفائها الغربيين لمواصلة الصمود.

أما الخطوة الأمريكية بإعادة تموضع غواصات نووية فتُعد رمزية بالدرجة الأولى، وفقًا لمجلة "نيوزويك"، وتهدف إلى إرسال رسالة ردع سياسية أكثر من إحداث تغيير عملي في ميزان القوى. ورغم لهجة التهديد المتبادلة، حرص الكرملين على إبقاء الرد معتدلًا نسبيًا، تفاديًا للتصعيد المباشر، إلا أن استمرار التصريحات الاستفزازية من ميدفيديف قد يختبر هذا النهج لاحقًا.

التطورات تأتي في ظل مشهد جيوسياسي معقد، تحاول فيه واشنطن فرض عزلة أوسع على موسكو، في حين تسعى روسيا للحفاظ على علاقاتها التجارية مع دول كبرى مثل الصين والهند، والتي أصبحت بدورها محورًا إضافيًا في الصراع، وسط تهديدات أمريكية بفرض عقوبات ثانوية على هذه الدول.

كما أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي، مثل "تروث سوشال" و"تيليجرام"، لنشر تصريحات عسكرية حساسة من قبل قادة بارزين، يضيف بُعدًا جديدًا للتوتر، ويزيد من احتمالية وقوع سوء تقدير قد يؤدي إلى تصعيد خطير.

ومع ضبابية المشهد، يبقى مستقبل الحرب في أوكرانيا غامضًا، في ظل غياب إرادة سياسية واضحة لإنهاء النزاع، واستمرار التجاذبات بين الضغوط الدبلوماسية والاستعراضات العسكرية. وفيما تتجه الأنظار نحو موسكو وواشنطن، تظل احتمالات السلام بعيدة، بينما يدفع المدنيون في أوكرانيا ثمن هذا الصراع الممتد.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر الدولار اليوم الإثنين 11-8-2025 في البنوك بمستهل التعاملات
التالى وزير الخارجية يؤكد لنظيره الألماني رفض مصر القاطع لتوسيع العمليات الإسرائيلية في غزة