أخبار عاجلة
حظك اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 وتوقعات الأبراج -
موعد مباريات اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 -

مؤمن الجندي يكتب: كأس العالم من الساحل الشمالي

مؤمن الجندي يكتب: كأس العالم من الساحل الشمالي
مؤمن الجندي يكتب: كأس العالم من الساحل الشمالي

كانت الشمس ترسم على صفحة البحر خطوطًا من ذهب، وكأنها تهمس للمكان.. هنا تُكتب الحكايات، وفي قلب الساحل الشمالي، لم يكن المشهد عاديًّا، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، إنفانتينو، يتجول كأي سائح بين زرقة البحر ونسيم المساء،لكن عينيه لم تكونا عيني زائر!

لقد جاء بصحبة أسرته، نعم، لكنه حمل في جعبته أكثر من مجرد حقيبة سفر..
كان يحمل أسئلة.. ويبحث عن إجابة، عن بلدٍ يمكنه أن يحتضن بطولة يتسابق عليها الجميع.

وحين التقى بوزير الشبابوالرياضة  الدكتور أشرف صبحي، وتواصل مع دولة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي،
قالها ببساطة وصدق: "مصر تملك إمكانيات فائقة".

ولم يكن في حاجةٍ إلى كلمات كثيرة.
فالرؤية كانت أوضح من أن تغطى بدبلوماسية.

بلد إذا وعد أوفى.. وإذا نظم أبدع

مصر ليست طارئة على الكرة.. هي بلد يركض الأطفال فيها خلف الحلم قبل أن يتعلموا القراءة.، ومدرجاتها تغني قبل أن تصفر الصافرة.. هي بلد "لما الكورة تدخل المرمى، بتحس إن القلب هو اللي سجل الهدف".

نعم، لدينا بنية تحتية.. لكن الأهم أننا نملك النية، والحلم، والشغف، ولدينا جمهور "بيشجع وهو مغمض"، ويحفظ أسماء المعلقين كما يحفظ أسماء اللاعبين.

من ينظم كأس العالم، لا يقدم ملاعب فقط، بل يقدم وجهًا حضاريًا للعالم كله.. وهل هناك وجه أصدق من وجه مصر؟

في مصر، لا تتجول فحسب، بل تتنقل بين طبقات الزمن وتغوص في أعماق الحكاية.. من الأهرامات التي ما زالت تدهش العلماء، إلى معابد الأقصر وأسوان حيث الحجارة تنطق بالتاريخ،
إلى متحف الحضارات في القاهرة، حيث يقف الفرعون شامخًا كأنه يقول:
"هنا بدأ المجد… ومن هنا يمكن أن يعود".

وفي الإسكندرية، رائحة البحر تمتزج بحبر الكتب، كأن البحر الأبيض يهمس بحكايات كليوباترا، وأنفاس الأندلس، وصدى اليونان القديم.. مدينة لا تنام، تقف فيها مكتبة تشبه سفينة فضاء، على رصيف كتب.

وفي الإسماعيلية والسويس، تمر نسائم القناة محمّلة بصوت المعارك وأغاني النصر.. وفي بورسعيد، تختلط نداءات السفن بصوت السمسمية، وروح المدينة التي لا تنكسر.

ومن شرم الشيخ إلى المنصورة، من الغردقة إلى طنطا.. تمتد مصر كأنها دعوة مفتوحة للعالم: "تعالوا شوفوا بلد، عنده الحكاية... والمكان."

تخيل مشجعًا أرجنتينيًا يزور الأهرامات بعد مباراة، أو عائلة إنجليزية تركب فلوكة في النيل بعد لقاءٍ في استاد القاهرة، أو الاستمتاع برحلات شرم الشيخ وسانت كاترين ودهب والساحل الشمالي أو العلمين الجديدة، وغيرهم.

حين قال إنفانتينو إن مصر سيكون لها نصيب في استضافة بطولة عالمية،
لم يكن يلقي وعدًا عابرًا، بل كان يُشير إلى واقع يقترب.

في النهاية، نحن نملك ما يجعل الحلم واقعًا: الاستقرار السياسي، الدعم الحكومي، الجماهير المتعطشة، الشركات الوطنية، الملاعب الجاهزة، والقدرة على التنظيم، لكنّ الأهم.. أننا نملك ما لا يُشترى: الإيمان بأننا نستحق.

إلى من يهمّه الأمر..

تصريح إنفانتينو ليس مجاملة دبلوماسية على شاطئ هادئ، بل نافذة فُتحت من قلب الفيفا على أرض الكنانة.

من قال إن "مصر تملك إمكانيات فائقة" لم يكن يُلقي كلمات في الهواء.. بل كان يُلمّح، بلغة العارف، إلى بلدٍ يستحق أكثر من التصفيق على المدرجات.. يستحق أن يستضيف الحدث ذاته.

الكرة الآن ليست في ملعب الفيفا…
بل في ملعبنا نحن.

فهل نُضيّع اللحظة كما ضاعت غيرها؟
أم نلتقطها، ونحول إعجاب إنفانتينو إلى توقيع رسمي، ودهشة السائح إلى بطولة لا تُنسى؟

افتحوا أعينكم جيدًا.. فهذا القلب العالمي الذي خُطف من جمال وتاريخ مصر، يمكن أن يُفتح لنا رسميًا.. إذا بدأنا نشتغل.. "الفرصة جاية.. بس محتاجة اللي ياخدها من إيد الزمن قبل ما تعدي".

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا 

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق يوسف الملاح ينضم لمعسكر منتخب مصر مواليد 2009 تحت قيادة الكابتن حسين عبد اللطيف
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة