تراجع أسعار النفط لأدنى مستوياتها مع قرار أوبك+ زيادة الإنتاج في سبتمبر

أسعار النفط العالمية

تراجعت أسعار النفط العالمية بشكل حاد، اليوم الإثنين، لتسجل أدنى مستوياتها في أسبوع، بعد أن أعلنت مجموعة أوبك+ اتفاقها على زيادة جديدة وكبيرة في إنتاج النفط خلال شهر سبتمبر، في خطوة أثارت قلق الأسواق بشأن توازن العرض والطلب، رغم استمرار المخاوف الجيوسياسية المتعلقة بالعقوبات على روسيا.

أسعار النفط العالمية

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.55 دولار أو ما يعادل 2.2% لتسجل 68.12 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ 23 يوليو، كما هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.72 دولار أو 2.6% إلى 65.61 دولارًا للبرميل، مواصلة خسائر يوم الجمعة التي بلغت نحو دولارين لكل من العقدين.

وأعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها ضمن تحالف "أوبك+"، يوم أمس الأحد، عن قرارها زيادة الإنتاج بواقع 547 ألف برميل يوميًا خلال سبتمبر، وهي خطوة تمثل تسارعًا في وتيرة رفع الإنتاج، وتتناقض مع التخفيضات السابقة التي بلغت حوالي 2.5 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل نحو 2.4% من الطلب العالمي.

وقال تاماس فارجا، المحلل في شركة PVM، إن القرار الأخير يزيد الضغط الهبوطي على الأسعار، مضيفًا أن المناقشات الجارية حول تفكيك إضافي لتخفيضات بمقدار 1.65 مليون برميل يوميًا تضيف مزيدًا من الضغوط على السوق.

من جانبهم، يتوقع محللو جولدمان ساكس أن الزيادة الفعلية في العرض من الدول الثماني الأعضاء في "أوبك+" التي رفعت إنتاجها منذ مارس قد تصل إلى 1.7 مليون برميل يوميًا، وذلك في ضوء قيام دول أخرى في المنظمة بتقليص الإنتاج لتعويض الفائض السابق.

الرسوم الجمركية الأمريكية

على صعيد التوترات الجيوسياسية، لا تزال الأسواق تراقب عن كثب تبعات الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة على صادرات عشرات الدول، مع استمرار الحذر من فرض المزيد من العقوبات الأمريكية على روسيا.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد مؤخرًا بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على مشتري النفط الخام الروسي، ضمن ضغوط واشنطن على موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا.

وقال فارجا: "تعود مجددًا الرؤية القائلة بأن الرسوم الجمركية تمثل ضرائب مباشرة على المستهلك. وعلى المدى المتوسط، ستتشكل أسعار النفط من مزيج من التعريفات الجمركية والتوترات الجيوسياسية. وأي ارتفاع نتيجة عقوبات طاقوية سيكون على الأرجح مؤقتًا".

وفي هذا السياق، أفادت مصادر تجارية أن سفينتين محملتين بالنفط الروسي والمتجهتين إلى مصافي تكرير في الهند تم تحويل مسارهما إلى وجهات أخرى بعد العقوبات الجديدة، وفقًا لبيانات تدفقات شركة LSEG.

وكتب محللون في بنك ING أن نحو 1.7 مليون برميل يوميًا من الإمدادات قد تكون معرضة للخطر إذا قررت المصافي الهندية وقف شراء النفط الروسي.

وأكد مصدرين حكوميين في الهند، أن الهند ستواصل شراء النفط الروسي رغم تهديدات واشنطن، في موقف يعكس التوازنات الحساسة التي تنتهجها نيودلهي في ظل تصاعد الضغوط الغربية