من البيتكوين إلى الستيبل كوينز.. كيف تغير استراتيجيات أمريكا أسواق العملات الرقمية؟

الدولار والبيتكوين

 أكد راشد الخزاعي، الخبير المالي، أن البيتكوين يُصنف دائمًا كأداة استثمار عالية المخاطر بسبب الغموض الكبير حول هويته، مشيرًا إلى أن هذه العملة الرقمية على الرغم من تصدرها للأسواق العالمية، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات تتعلق بالثقة والشفافية، موضحا الخزاعي أن هذا الغموض مرتبط بعدم معرفة الجهة التي أنشأت البيتكوين، ما يُبقيها في فئة الاستثمارات العالية المخاطر.

وقال الخزاعي في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس: "منذ أن بدأ البيتكوين في أخذ مكانه في الأسواق العالمية، أصبح نوعًا من الأصول الرقمية الجديدة، ويُعتبر استثمارًا بديلًا ثمينًا. مع دخول المستثمرين المؤسسين على الخط، أصبح التصنيف التقليدي للبيتكوين - كأداة استثمارية عالية المخاطر - أمرًا لا مفر منه. هذا التصنيف يُعزى إلى أن الجهة التي تقف وراءه غير معروفة، وبالتالي يستمر الغموض في دفع المؤسسات الكبرى إلى تصنيفه كأداة محفوفة بالمخاطر."

وأضاف: "المؤسسات المالية هي اليوم من تقود حركة السيولة في السوق، وبالتالي فإن البيتكوين يتأثر بشكل كبير بالأساسيات الاقتصادية مثل الحروب التجارية والسياسات النقدية".

" title="YouTube video player" frameborder="0">

التمييز بين البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى

وعند سؤاله عن الفرق بين البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى مثل كاردانو و إيثريوم، أوضح الخزاعي أن العملات الأخرى التي تمتلك خلفية واضحة وجماعات تديرها أو تطورها تختلف في تصنيفها من جانب المؤسسات الاستثمارية.

وأضاف: "عند الحديث عن عملات مثل إيثريوم أو سولانا، نعرف من يقف خلفها والأدوار التي تلعبها في الأسواق العالمية. أما بالنسبة لـ "الستيبل كوينز" مثل تيثر (USDT) و يو إس دي سي (USDC)، فهي تتعامل بنهج مختلف تمامًا في تقييمها داخل المحافظ الاستثمارية للمؤسسات. بينما البيتكوين يستمر في تحمل الغموض الذي يحاصر هويته."

الولايات المتحدة تتسابق لتنظيم "الستيبل كوينز"

أما في ما يتعلق بتنظيم العملات الثابتة (الستيبل كوينز)، فقد اعتبر الخزاعي أن الولايات المتحدة تتسابق لتنظيم هذا النوع من الأصول الرقمية، وهو ما يعتبر خطوة إستراتيجية. وقال: "أعتقد أن الولايات المتحدة ليست مدفوعة فقط بالاهتمام بأسواق العملات المشفرة، ولكن هناك دافعًا اقتصاديًا وراء ذلك، وهو محاولة جعل العملات الثابتة مدعومة بالدولار الأمريكي. هذا سيزيد من الطلب على الدولار نفسه، حيث سيكون مدعومًا بسندات خزينة أمريكية أو أصول ذات سيادة أمريكية."

وأشار الخزاعي إلى أن هذه السياسات تهدف إلى جذب أكبر عدد ممكن من الشركات لابتكار عملات ثابتة جديدة تعتمد على الأصول الأمريكية، مما يُحسن وضع الدولار في السوق العالمية.

وأضاف: "وزارة الخزانة الأمريكية كانت واضحة في هذا الصدد، حيث أشارت إلى أن الستيبل كوينز ستزيد من الطلب على سندات الخزانة الأمريكية، نظرًا لأن الشركات التي تصدر الستيبل كوينز تحتفظ باحتياطيات ضخمة مقابل ما تصدره من عملات ثابتة."