في خطوة تُعد من أبرز التغييرات في منظومة التنسيق الجامعي لهذا العام، قررت اللجنة العليا للتنسيق تطبيق نظام جديد لتقليل الاغتراب، بحيث تُفتح مرحلة التحويلات بعد الانتهاء من المرحلة الثالثة بالكامل، وهو ما يضمن فرصًا عادلة لجميع الطلاب، ويعكس حرص وزارة التعليم العالي على دعم الاستقرار النفسي والاجتماعي للطلاب وأسرهم.
ولإلقاء الضوء على هذا التغيير الجوهري، وتفاصيل نتائج المرحلة الأولى من تنسيق الثانوية العامة بنظاميها الحديث والقديم، التقى "الفجر" بالدكتور جودة غانم، المشرف العام على التنسيق الإلكتروني بوزارة التعليم العالي، الذي كشف تفاصيل الأعداد، المؤشرات، الكليات الجديدة، موعد المرحلة الثانية، وكذلك قواعد التحويلات وتقليل الاغتراب، خاصة الأولويات الممنوحة هذا العام للطالبات وذوي الهمم.
في البداية، ما هي الحصيلة الرقمية النهائية للمرحلة الأولى من التنسيق هذا العام؟
▪ تقدم للمرحلة الأولى نحو 94 ألف طالب، سجّل منهم فعليًا نحو 92،500 طالب، وتخلف نحو 1700 طالب. وُزعت الأعداد كالتالي: 54 ألف طالب من الشعبة الأدبية، 21 ألفًا من الشعبة العلمية (علوم)، و16،500 من شعبة علمي رياضة.
هل تم تسكين جميع الطلاب بالكليات بالفعل؟
نعم، جميع الطلاب الذين سجلوا رغباتهم تم تسكينهم بالكليات وفقًا للترتيب والمجموع، خاصة كليات القمة التي اكتملت بالكامل في هذه المرحلة.
كيف جاءت الحدود الدنيا للقبول هذا العام مقارنة بالعام الماضي؟
في الشعبة العلمية (علوم)، شهدنا انخفاضًا واضحًا في الحدود الدنيا للقبول بكليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي، مما أتاح فرصة أكبر للطلاب للالتحاق بها.
أما في شعبة الرياضيات، فارتفع الحد الأدنى للقبول بكليات الهندسة بنحو 1% مقارنة بالعام الماضي نتيجة ارتفاع شرائح المجاميع.
الارتفاع الأكبر كان في الشعبة الأدبية؛ حيث ارتفع الحد الأدنى من 68% العام الماضي إلى 72.5% هذا العام، أي بزيادة 4.5%. أدى ذلك إلى ارتفاع حدود كليات الاقتصاد والعلوم السياسية، الإعلام، الألسن، والآثار بنسبة تراوحت بين 3% و4%.
ومتى تبدأ المرحلة الثانية من التنسيق؟ وماذا عن الطلاب المتخلفين عن التسجيل في المرحلة الأولى؟
تبدأ المرحلة الثانية يوم 6 أغسطس وتستمر حتى 10 أغسطس. والطلاب المتخلفون عن المرحلة الأولى يمكنهم التقديم في هذه المرحلة، لكن عليهم أن يدركوا أن كليات القمة قد اكتملت.
بعض هؤلاء ربما حصل على فرص خارج التنسيق كمنح دراسية، والبعض الآخر تأخر لأسباب قهرية، وهؤلاء ما زالت أمامهم الفرصة.
هل هناك كليات جديدة تم إضافتها هذا العام؟ وما هو موقف اختبارات القدرات؟
▪ نعم، من الكليات الجديدة التي شهدت إقبالًا واستُكملت في المرحلة الأولى: طب أسنان وهندسة الوادي الجديد.
وبالنسبة لاختبارات القدرات، فاجتياز الطالب للاختبار في أي جامعة يجعله مؤهلًا للتقديم لجميع الكليات المماثلة، سواء كانت قديمة أو جديدة، بشرط أن يكون مجموعه مناسبًا.
كما شهدت كليات التمريض طلبًا مرتفعًا، ولذلك تم إدراج كليتين جديدتين للتمريض هذا العام لتغطية احتياجات سوق العمل.
نأتي إلى النقطة الأهم.. ماذا عن قواعد تقليل الاغتراب هذا العام؟
الجديد هذا العام هو أن مرحلة تقليل الاغتراب ستُجرى بعد المرحلة الثالثة، وليس بعد الأولى والثانية كما كان معتادًا. الهدف هو إتاحة الفرصة لجميع الطلاب في المراحل الثلاث لتقديم طلبات التحويل في توقيت واحد، بما يضمن العدالة وتكافؤ الفرص.
وهل هناك أولويات في قبول طلبات تقليل الاغتراب؟
نعم، ما زال العمل بنسبة 10%، ولكن تم منح أولوية للطالبات تقديرًا لظروفهن، وكذلك للطلاب ذوي الهمم دعمًا لاحتياجاتهم الخاصة. هؤلاء سيتم النظر إليهم أولًا ضمن النسبة المقررة.
أما القواعد العامة، مثل التحويل بين الكليات المناظرة وغير المناظرة، فما زالت كما كانت في السنوات الماضية.
يبقى التنسيق هذا العام شاهدًا على تحولات نوعية في فلسفة وزارة التعليم العالي، والتي بدأت في تطبيق آليات مرنة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والنفسية للطالب، وليس فقط المجاميع.
ويبقى تأجيل تقليل الاغتراب إلى ما بعد المرحلة الثالثة خطوة جريئة تحقق العدالة لجميع الفئات، وترسخ مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص.
