بايدن يتجاهل ذكر اسم ترامب.. ويؤكد: نحن في أيام مظلمة والديمقراطية في خطر

بايدن محذرًا: السلطة التنفيذية تُفكك الدستور بمساعدة المحكمة العليا

الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن

حذّر الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، من ما وصفه بـ"أيام مظلمة" تمر بها الولايات المتحدة تحت قيادة خلفه دونالد ترامب، معتبراً أن السلطة التنفيذية تبذل قصارى جهدها لـ"تفكيك الدستور"، وسط صمت من الكونجرس وتواطؤ من المحكمة العليا.

وخلال كلمته في "الحفل السنوي لنقابة المحامين الوطنية" بمدينة شيكاغو، قال بايدن: "إنهم يفعلون ذلك في كثير من الأحيان بمساعدة الكونغرس الذي يجلس على الهامش، وبتمكين من أعلى محكمة في البلاد. يا إلهي.. الأحكام التي أصدروها".

وواصل الرئيس السابق حديثه بنبرة تشاؤمية قائلاً: "أيها الناس، في حياتنا وفي حياة أمتنا، هناك لحظات فاصلة تفصل كل ما جاء قبلها عما جاء بعدها، لحظات أجبرتنا على مواجهة حقيقة قاسية عن أنفسنا ومؤسساتنا والديمقراطية ذاتها.. نحن، في رأيي، نعيش واحدة من هذه اللحظات، حيث تتجلى في كل محاولة وحشية من السلطة التنفيذية، وكل تراجع للحريات الأساسية، وكل تآكل للسوابق القانونية والتاريخية".

ورغم أنه لم يذكر اسم "ترامب" صراحة، إلا أنه أشار إليه بـ"هذا الرجل"، مؤكدًا أن الشعب الأمريكي بدأ يدرك الخطر الذي تمثله رئاسته قائلاً: "القضاة مهمون. المحاكم مهمة. القانون مهم. الدستور مهم. وأعتقد أن كثيرًا من الأمريكيين باتوا يشعرون بالضغط الذي نتعرض له مع هذا الرجل رئيسًا. استعدوا يا رفاق، هذه مجرد البداية".

وانتقد بايدن كذلك بعض شركات المحاماة التي "ترضخ للضغوط" على حد وصفه، متهمًا إياها بالخضوع للمتنمرين والتخلي عن مبادئ العدالة والقانون، مشيرًا أيضًا إلى دور بعض وسائل الإعلام الكبرى في دعم هذا النهج العدواني.

وفي سياق متصل، سخر بايدن من أسلوب الإدارة الحالية في تطبيق قوانين الهجرة، مؤكدًا أن هناك من "يبتهج بهذا النهج المتشدد" بينما يتم تجاهل حقوق الإنسان والمبادئ الدستورية.

وأضاف بايدن: "هذه الإدارة تسعى إلى تقويض كل المكاسب التي حققناها خلال سنوات حكمي. إنهم لا يعملون لصنع التاريخ، بل لمحو العدالة والمساواة، ومحو جوهر العدالة نفسها".

وخلال خطابه، تطرق الرئيس السابق إلى حالته الصحية، مشيرًا مازحًا إلى أنه "تم انتخابه كأصغر سيناتور في تاريخ أمريكا، وأكبر رئيس في تاريخها"، مضيفًا: "إنه جحيم أن تبلغ الأربعين مرتين".

يُذكر أن بايدن لا يزال يخضع للعلاج من نوع شرس من "سرطان البروستاتا"، وابتعد إلى حد كبير عن الأضواء منذ مغادرته البيت الأبيض، حيث يكرس وقته حاليًا لكتابة كتاب من المقرر صدوره قريبًا.

وفي ختام كلمته، وجّه بايدن نداءً إلى الشعب الأمريكي، خاصة المحامين والشباب، لحماية القيم الديمقراطية التي تأسست عليها البلاد، قائلاً: "هذا يعني الوقوف في وجه الإجراءات غير الدستورية المصممة لترهيبكم، وكتابة المقال، وإلقاء الخطاب، وقيادة الاحتجاج، والدفاع عن الأفكار التي بُنيت عليها هذه الأمة. مستقبلنا على المحك، ويجب علينا ألا نعتذر عن الكفاح من أجل هذا المستقبل".