أكد حسام الديب، خبير النقل البحري، أن قطاع النقل البحري واللوجستيات أصبح قاطرة التنمية في مصر خلال السنوات الأخيرة، مستعرضًا التطورات التي شهدها القطاع والتوجه الاستراتيجي الجديد للدولة في جذب الاستثمارات الأجنبية.
الاهتمام بقطاع النقل البحري بدأ في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي
وأوضح "الديب"، خلال لقائه ببرنامج "صناع الفرصة"، الذي تقدمه الإعلامية منال السعيد، المذاع عبر فضائية "المحور"، أن الاهتمام بقطاع النقل البحري بدأ في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلاقًا من رؤية استراتيجية تؤمن بأن هذا القطاع هو أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة، ولم يقتصر التطور على الموانئ البحرية فقط، بل امتد ليشمل الموانئ البرية والجافة، بالإضافة إلى المنافذ الحدودية التي شهدت تحديثًا شاملًا في النواحي الإدارية والفنية والمعدات المستخدمة.
وأشار إلى أن هذا التركيز من القيادة السياسية ووزارة النقل، بقيادة الفريق كامل الوزير، أسهم في جذب استثمارات أجنبية لم تكن متوقعة، موضحًا أن مصر تبنت استراتيجية جديدة تقوم على إنشاء البنية التحتية للموانئ بنفسها، ثم استقطاب مشغلين أجانب لإدارتها وتشغيلها، وهذا النهج، الذي يختلف عن منح حق الانتفاع الكامل، يضمن استمرارية الخدمة ويجذب مع المشغل الأجنبي خطوطًا ملاحية عالمية، ما يُعزز من مكانة الموانئ المصرية على الخارطة الدولية، وقد تجلى ذلك في عدد من المشاريع الكبرى، أبرزها ميناء الإسكندرية، حيث تم بناء محطة "ترانز مصر" على رصيف 55، ثم تم التعاقد مع مشغل فرنسي (CMA CGM) لإدارتها وتشغيلها.
وأوضح أنه إضافة إلى ذلك ميناء دمياط، حيث يجري العمل على محطة "تحيا مصر 1" بتحالف مصري-أجنبي، حيث تم استقطاب خط "هاباج لويد" الألماني، وهو من أكبر 10 خطوط ملاحية عالمية، فضلا عن توسعات موانئ دبي، وجاءت بجوارها موانئ أبوظبي بعقد كبير، ما يعكس الثقة في السوق المصرية.
ولفت إلى أن هذه الاستثمارات الأجنبية، التي تشمل أسماء عالمية مثل "هاتشيسون" الصيني، و"ميرسك" الدنماركي، و"إم إس سي" السويسري، تؤكد أن رؤية الدولة في الاتجاه الصحيح، معقبًا: "عندما يجتمع كل هؤلاء الأجانب على الاستثمار في مصر، فهذا دليل على أنهم يرون مستقبلًا واعدًا على المدى الطويل، وهو ما يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح".