انتخبت الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في أمريكا (ELCA)، القس كاري كأول أسقف أعلى من أصول إفريقية، في خطوة تاريخية تعكس تحولاً في قيادة الكنيسة، وذلك خلال جمعيتها العامة المنعقدة في مدينة فينيكس بولاية أريزونا.
- ست سنوات في أعلى منصب كنسي
ويخلف كاري، البالغ من العمر 52 عامًا، الأسقفة إليزابيث إيتون التي شغلت المنصب لولايتين متتاليتين. ومن المقرر أن يتولى كاري، الذي يترأس منذ عام 2019 مجمع شيكاغو الحضري التابع للكنيسة، مهام الأسقف الأعلى لمدة ست سنوات، وهو أعلى منصب قيادي في الكنيسة التي تضم نحو 2.7 مليون عضو.
وقد تم انتخابه في الجولة الخامسة من التصويت، حيث حصل على 562 صوتًا من أصل 799.
- الكنيسة تدين "الإبادة الجماعية" في غزة وتطالب بخطوات أمريكية حاسمة
وفي تحول لافت في المواقف الكنسية تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وافقت الجمعية العامة للكنيسة بأغلبية ساحقة (742 صوتًا مقابل 38) على قرار يدعو الولايات المتحدة إلى:
الاعتراف بأن ما يتعرض له الفلسطينيون يمثل إبادة جماعية، وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل المستخدمة في قطاع غزة، دعم إقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ووصف القرار، الذي جاء في شكل "مذكرة تذكيرية"، الوضع الإنساني في غزة بعبارات شديدة اللهجة، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين.
- مواقف مماثلة من كنائس أمريكية أخرى
لا تُعد هذه الخطوة فريدة من نوعها؛ إذ سبقتها بيانات مشابهة من كنائس بروتستانتية أخرى، مثل كنيسة المسيح المتحدة، التي أصدرت خلال الصيف قرارًا يدعو إلى إنهاء "الإبادة الجماعية"، والكنيسة المسيحية (تلاميذ المسيح)، التي وصفت في رسالة رعوية العام الماضي ما يعيشه الفلسطينيون بأنه "إبادة جماعية".
- شراكات لوثرية في الشرق الأوسط ودعم طبي للفلسطينيين
ترتبط ELCA بعلاقات قوية مع الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في الأردن والأراضي المقدسة، وتشارك كذلك في برنامج مجلس الكنائس العالمي لمرافقة الشعب الفلسطيني.
ويُشار إلى أن الاتحاد اللوثري العالمي يدير مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس، الذي يقدم خدمات طبية للفلسطينيين في الضفة الغربية.
كما يُعد القس الفلسطيني منير إسحق، راعي كنيسة الميلاد اللوثرية في بيت لحم، من أبرز الأصوات الكنسية المنتقدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
- اعتراف رسمي بماضي الكنيسة في "المدارس الداخلية للسكان الأصليين"
أقرت الجمعية العامة بيانًا تاريخيًا يعترف بتورط الكنيسة في نظام المدارس الداخلية التي كانت تنتزع أطفال السكان الأصليين من أسرهم وتلحقهم بمدارس تديرها الكنائس، حيث مُنعوا من ممارسة تقاليدهم وتعرضوا لسوء المعاملة عند استخدام لغاتهم الأم.
وتعهدت الكنيسة بما يلي:
إحياء "اليوم الوطني لإحياء ذكرى المدارس الداخلية الهندية" سنويًا
تطوير برامج تعليمية لتسليط الضوء على هذه الحقبة السوداء
الاعتراف بمسئوليتها الأخلاقية في تلك السياسات الحكومية
كاري: "قلت لا للكهنوت لعامين.. ثم قلت نعم"
وخلال كلمته أمام المشاركين، تحدث كاري عن رحلته الشخصية نحو الكهنوت قائلاً: "لم أكن أرى نفسي جيدًا بما يكفي، فقلت لا لمدة عامين. وعندما قلت نعم، كان دعمكم هو كل شيء. إذا أردتم أن تعرفوا ماذا تعني تبرعاتكم، فهي تعني وجودي هنا."
- خلفية كاري: من التعليم والعمل الاجتماعي إلى القيادة الكنسية
نشأ كاري في الجانب الجنوبي من مدينة شيكاغو في أسرة كاثوليكية، وعمل مدرسًا في المرحلة الإعدادية، ثم أخصائيًا اجتماعيًا، قبل أن يقوده حضور عبادة في كنيسة إنجيلية لوثرية في تسعينيات القرن الماضي إلى اكتشاف دعوته الدينية.
حصل على درجة البكالوريوس من جامعة لويس عام 1995
حصل على ماجستير في اللاهوت عام 2013 من معهد لاهوت شيكاغو، أحد المعاهد السبعة التابعة للـ ELCA
شغل منصب راعٍ لكنيسة شيكينا الإنجيلية اللوثرية في ريفرديل، إلينوي، وهي كنيسة يغلب على أعضائها الأمريكيون من أصول إفريقية
حياة أسرية مستقرة
يعيش كاري مع زوجته لاشوندا، ولهما ثلاث بنات.