تراجع أسعار النفط بفعل توقعات بزيادة إنتاج أوبك+

أسعار النفط العالمية

شهدت أسعار النفط انخفاضاً ملموساً في التعاملات المبكرة من يوم الجمعة، وسط تقارير تُشير إلى احتمال اتفاق تحالف "أوبك+" على زيادة الإنتاج خلال شهر سبتمبر المقبل.

فقد هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من 1.50 دولار، أو ما يعادل 2.21%، ليصل إلى 67.73 دولار للبرميل. كما تراجع خام برنت بنحو 88 سنتاً، أو 1.23%، ليبلغ 70.82 دولار للبرميل، بحسب بيانات الساعة 14:09 بتوقيت غرينتش.

اتفاق محتمل لزيادة الإنتاج في سبتمبر

أفادت مصادر مطّلعة أن أعضاء "أوبك+"، بما في ذلك روسيا، يناقشون اتفاقاً لرفع الإنتاج بنحو 548 ألف برميل يومياً اعتباراً من سبتمبر. غير أن بعض التقارير أشارت إلى احتمال أن تكون الزيادة الفعلية أقل، حيث لا تزال المحادثات جارية حول الكمية النهائية.

النفط في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية

ورغم الهبوط الأخير، لا تزال أسعار الخام على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية قوية. إذ يتجه خام برنت نحو ارتفاع أسبوعي بنسبة 4.6%، بينما يتجه خام غرب تكساس لتحقيق مكاسب تبلغ 6.5%، ما يعكس تأثير العوامل الجيوسياسية المتشابكة في الأسواق العالمية.

التوترات التجارية الأمريكية تضغط على السوق

تركّز اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل. وقد وقّع ترمب مرسوماً بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و41% على واردات من عشرات الدول التي لم تُبرم اتفاقيات تجارية مع واشنطن بحلول الأول من أغسطس، ومن ضمنها كندا، الهند، وتايوان.

بينما تم إعفاء دول مثل الاتحاد الأوروبي، كوريا الجنوبية، اليابان، وبريطانيا.

تهديدات بعقوبات على مشتري النفط الروسي تُثير القلق

وفي خطوة قد تؤثر مباشرة على سوق النفط العالمي، لوّح الرئيس الأميركي بفرض رسوم ثانوية تصل إلى 100% على مشتري النفط الروسي، ما دفع إلى تصاعد المخاوف بشأن نقص محتمل في الإمدادات. ويهدف ترمب من خلال هذه الضغوط إلى تقليص قدرة روسيا على تمويل عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

وبحسب محللين في "جي بي مورجان"، فإن هذه العقوبات المحتملة قد تهدد 2.75 مليون برميل يومياً من صادرات روسيا المنقولة بحراً، وهي كمية ضخمة تُعادل جزءاً كبيراً من المعروض العالمي، لا سيما وأن الصين والهند – المستهلكان الثاني والثالث عالمياً – من أبرز مشتري النفط الروسي حالياً.

محللون: السوق تتفاعل مع إشارات التجارة والعقوبات

يرى سوفرو ساركار، المحلل في "بنك دي بي إس"، أن التفاؤل النسبي بشأن التقدم في الاتفاقات التجارية، ولا سيما مع دول كبرى، كان من العوامل الداعمة لأسعار النفط مؤخراً. وأضاف أن أي تقدم في المحادثات مع الصين قد يُعزز ثقة السوق بشكل أكبر.

من جانبه، قال كارستن فريتش، المحلل في "كومرتس بنك"، إن فرض عقوبات فعالة على روسيا من شأنه رفع الأسعار، إذ لا يمكن ببساطة استبدال الإمدادات الروسية بالكامل.