تحل اليوم، الجمعة، ذكرى وفاة الأديب الكبير والطبيب الإنسان يوسف إدريس، أحد ألمع الأصوات الأدبية في مصر والعالم العربي، وصاحب البصمة الخالدة في الرواية والمسرح والسينما،يوسف إدريس لم يكن مجرد كاتب، بل ظاهرة فكرية وجمالية نادرة، تجاوزت حدود الكلمات لتغوص في أعماق الإنسان، وتعرّي الواقع بكل قسوته وصدقه. بأسلوبه الفريد، ورؤيته الجريئة، كتب إدريس عن المهمشين والمنسيين، عن البسطاء الذين لا يملكون إلا الحلم، وعن الإنسان في صراعه الأزلي مع الظلم، والقهر، والسلطة.
تميّزت أعماله بالبساطة الظاهرة والعمق الخفي، وامتلك موهبة فريدة في تحويل التفاصيل اليومية إلى لحظات فنية خالدة. لم تكن كلماته حبرا على ورق، بل نبضًا حيًّا في وجدان أجيال كاملة، لا تزال تعود إلى أعماله بحثًا عن الحقيقة، والجمال، والمعنى.
وفي هذه الذكرى، نُسلّط الضوء على أبرز أعماله السينمائية التي انتقلت من الورق إلى الشاشة، لتوثّق عبقريته وتخلّد اسمه في سجل الفن العربي الراقي:
الحرام
رؤية سينمائية بديعة أخرجها هنري بركات، وجسّدتها ببراعة فاتن حمامة، مأخوذة عن رواية يوسف إدريس التي حملت نفس الاسم. فيلم ينتمي إلى الواقعية الاجتماعية، يناقش بجرأة آلام الطبقة المسحوقة، من خلال خادمة فقيرة تتعرض للاغتصاب وتُجبر على الصمت. قصة تمسّ شغاف القلب وتُدين صمت المجتمع أمام المأساة الإنسانية.
لا وقت للحب
تحفة سينمائية من إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة فاتن حمامة ورشدي أباظة، تنسج حبكة تمزج بين الحب والوطن، في زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر. يواجه العاشقان صراعًا داخليًا بين مشاعرهما والتزامهما السياسي، في تجسيد درامي عميق للهوية والانتماء والتضحية.
العيب
فيلم من إخراج هنري بركات، وبطولة ماجدة وصلاح قابيل، يستكشف مفهوم "العيب" في مجتمع محافظ، ويطرح تساؤلات حادة حول الشرف، والقيم، والتقاليد. بأسلوبه الصادم، يعرّي يوسف إدريس التناقضات الاجتماعية ويضع المتلقي أمام مرآة الواقع.
عنبر الموت
عمل جريء يفتح أبواب السجون المغلقة على مصراعيها، ويكشف كيف تتحول إلى مرايا تعكس القهر الإنساني والسلطوي. رؤية سينمائية تعبر عن فلسفة إدريس في نقد السلطة ومناصرة الإنسان المقموع.