حذّر تقرير صادر عن خبراء في الأمم المتحدة من تنامي التهديدات الأمنية التي تمثلها التنظيمات الإرهابية المرتبطة بـ"داعش" و"القاعدة"، مشيرًا إلى تحول استراتيجي خطير في نشاط هذه الجماعات نحو القارة الأفريقية، بالتزامن مع استمرارها في استخدام سوريا كقاعدة عمليات إقليمية.
أفريقيا تحت نيران الإرهاب
أشار التقرير إلى أن أفريقيا باتت تشهد تصاعدًا غير مسبوق في النشاط الإرهابي، حيث توسع جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" (المرتبطة بالقاعدة) نفوذها في شمال مالي وبوركينا فاسو، مستفيدة من حرية حركة نسبية، إلى جانب قدرات متطورة تشمل استخدام طائرات مسيرة وهجمات منسقة.
في المقابل، أعاد تنظيم "داعش" إحياء حضوره في منطقة الصحراء الكبرى، خصوصًا على الحدود بين النيجر ونيجيريا، بينما وسّعت "حركة الشباب" الصومالية - الموالية للقاعدة - وجودها العسكري، وعززت علاقاتها مع جماعة الحوثي في اليمن، في تحالف يضم تبادلًا للسلاح وتدريبات مشتركة.
فرع "خراسان" يهدد الغرب
وعلى الرغم من التراجع الواضح لتنظيم "داعش" في معاقله التقليدية بسوريا والعراق، أكد التقرير أن أخطر فروعه حاليًا يتمثل في "ولاية خراسان" بأفغانستان، والتي تشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن أوروبا والأمريكيتين.
وكشف التقرير عن إحباط سلسلة من المخططات الإرهابية في الولايات المتحدة، بعضها كان مرتبطًا بالنزاع في غزة، والبعض الآخر نتيجة دعاية رقمية مكثفة من "داعش". ولفت إلى هجوم وقع في نيو أورليانز مطلع العام، حين دهس شخص يزعم انتماءه للتنظيم حشدًا من المارة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ 2016.
كما أُحبطت خطة لإطلاق نار جماعي في قاعدة عسكرية بولاية ميشيغان، وسط تحذيرات من مخططات مماثلة تستهدف مدنيين أمريكيين.
سوريا.. منصة لانطلاق الإرهاب
حذّر التقرير من تحول سوريا إلى مركز استراتيجي لنشاط الجماعات المتطرفة، في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار. ووفقًا للمعلومات، فإن أكثر من 5، 000 مسلح أجنبي لا يزالون ينشطون على الأراضي السورية، وسط ترقية ستة قادة أجانب لرتب عسكرية رفيعة، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا بشأن توجهاتهم الأيديولوجية المتطرفة.
ويرى الخبراء أن هذه التطورات قد تعني تحول سوريا إلى منصة لانطلاق هجمات عابرة للحدود، ما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
أزمة مالية خانقة تضرب "داعش"
ماليًا، أشار التقرير إلى أن تنظيم "داعش" يواجه ضائقة مالية غير مسبوقة، خصوصًا بعد فقدانه السيطرة على العديد من الموارد في سوريا لصالح "هيئة تحرير الشام". وتراجعت رواتب مقاتليه إلى مستويات متدنية، تتراوح بين 50 و70 دولارًا شهريًا، تُدفع بشكل غير منتظم، فيما تحصل أسرهم على مساعدات لا تتجاوز 35 دولارًا شهريًا.
يعتمد التنظيم على مصادر تمويل متنوعة، منها فرض الضرائب، والخطف مقابل الفدية، والاستيلاء على الموارد، بينما يستخدم أنظمة حوالة تقليدية وحديثة، مع الاعتماد المتزايد على نساء كوسطاء ماليين، وتخزين البيانات على السحابة لتفادي الرقابة، واستخدام صناديق إسقاط آمنة في مكاتب الصرافة تُفتح فقط بكلمات مرور مشفرة.
خلاصة التقرير
وخلص التقرير، المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي، إلى أن الجماعات المرتبطة بـ"داعش" و"القاعدة" بلغت ذروة خطورتها، في ظل إعادة تموضع جغرافي نحو أفريقيا، وازدياد التهديدات الإرهابية غير التقليدية ضد أهداف غربية، ما يستدعي استجابة دولية منسقة وسريعة.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
