أخبار عاجلة

"ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب

"ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب
"ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحيي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في 30 يوليو من كل عام تذكار أحد أبرز رجالاتها: القديس غريغوريوس أبو الفرج بن هارون الملطي، المعروف بـابن العبري (ܒܪ ܥܒܪܝܐ - Bar-Hebraeus)، والذي يعتبر أحد أعمدة اللاهوت السرياني والفلسفة والطب والتاريخ في القرن الثالث عشر.

ولد ابن العبري عام 1226 م في مدينة ملاطية، وتعود أصول تسميته بـ”ابن العبري” إلى قرية “عبرى” الواقعة قرب نهر الفرات، وليس كما يعتقد البعض أنه من أصل عبراني (يهودي). وقد دحض هذه الشبهة بنفسه شعريًا قائلًا إن اسم “العبري” لا يتعدى الانتماء الجغرافي.

269.jpeg

تعدد المعارف واللغات

نشأ ابن العبري في بيئة علمية وروحية غنية. انتقل مع أسرته عام 1243 إلى أنطاكية ثم طرابلس الشام، حيث درس الطب والمنطق والبيان، كما أتقن عدة لغات، منها:السريانية (لغته الأم) والعربية والأرمنية والفارسية

هذا التكوين العلمي والثقافي الواسع أهّله ليكون من كبار الموسوعيين في عصره.

 

بداية الخدمة الكنسية

في عمر العشرين، رُسم ابن العبري كاهنًا على يد البطريرك إغناطيوس داود الثاني سنة 1246، ثم عُيّن أسقفًا على جوباس، ولاحقًا على لاقبين، ثم مطرانًا لحلب. وفي عام 1264 م، تم تعيينه مفريانًا (كاثوليكوسًا) على كرسي المشرق، ليكون راعيًا أعلى لأبناء الكنيسة في بلاد ما بين النهرين وفارس.

 

مفريان المشرق المتنقّل والمصلح

 

خلال مفريانيته التي امتدت لأكثر من عقدين، أظهر ابن العبري اهتمامًا رعويًا واسعًا، فتنقّل بين مناطق كثيرة لرعاية المؤمنين، منها: نينوى ودير مار متي وبغداد والموصل ومراغة وتبريز

 

قام بسيامة 12 أسقفًا، وافتتح كنيستين وديرًا، وزار أماكن لم يزرها مفريان قبله منذ ستين عامًا، مثل تكريت.

 

مؤلفات خالدة بلغات متعددة

 

خلّف القديس ابن العبري تراثًا علميًا وروحيًا ضخمًا، شمل: اللاهوت والعقيدة والفلسفة والمنطق والتاريخ الكنسي والعالمي والطب والعلوم الطبيعية

 

كتب أغلب أعماله بالسريانية، وبعضها ترجم لاحقًا إلى اللاتينية والعربية، ليُعرف في أوروبا باسم Bar-Hebraeus.

 

وفاته ونقل رفاته إلى دير مار متي

 

في 30 يوليو 1286، توفي المفريان غريغوريوس ابن العبري في مدينة مراغة ببلاد فارس عن عمر ناهز الستين عامًا. نُقل جثمانه لاحقًا إلى دير مار متي قرب الموصل في العراق، حيث يكرّمه المؤمنون حتى اليوم.

 

إرث حي يتجاوز الزمن

 

يمثل ابن العبري علامة فارقة في تاريخ الكنيسة السريانية، ليس فقط كراهب أو مفريان، بل كموسوعي دمج الإيمان بالعلم، وترك أثرًا عابرًا للعصور. ويُعتبر تذكاره السنوي دعوة لإحياء تراثه، والتأمل في رسالته العلمية والروحية التي تجاوزت حدود لغته وزمانه.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق هيئة المجتمعات العمرانية تنظم ورشة تدريبية لتعزيز الاستثمار بالعلمين الجديدة والقرى السياحية
التالى اليوم .. آلاف الأطنان من المساعدات تعبر رفح باتجاه كرم أبو سالم بجهود مصرية