يا ترى ليه أمريكا والصين راجعين يقعدوا على طاولة المفاوضات تاني، هل في أمل يتفقوا، ولا دي مجرد هدنة جديدة قبل ما الحرب التجارية تولّع من تاني؟
في الحقيقة، كبار المفاوضين من أمريكا والصين اجتمعوا في ستوكهولم، وده في محاولة لتجديد الهدنة اللي خففت الرسوم الجمركية المرتفعة بين البلدين.
والاجتماع ده بيقوده وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" ونائب رئيس الوزراء الصيني "خه ليفنج"، وهدفه الأساسي هو إنهم يمنعوا التصعيد، ويشوفوا لو في فرصة إنهم يحولوا الاتفاق المبدئي لاتفاق نهائي.
طب إيه أصل الموضوع؟
القصة من زمان، من أيام الحرب التجارية اللي بدأت قبل سنين، لما أمريكا فرضت جمارك ضخمة على واردات من الصين، والصين ردت هي كمان، وكل ده ضرب سلاسل التوريد العالمية في قلبها.
وفي يونيو اللي فات، أمريكا والصين اتفقوا مبدئيا يهدوا اللعب شوية، بس الصين دلوقتي عندها موعد نهائي يوم 12 أغسطس، لو ما تمش التوصل لاتفاق دائم، ممكن الرسوم الجمركية ترجع تاني، ودي مش أي رسوم.، دي ممكن توصل لأكتر من 100%.
كمان، الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه شايف إن الاتفاق مع الصين قريب، وقال بالنص "إحنا تقريبا توصلنا لاتفاق، بس هنشوف الدنيا هتمشي إزاي"، وده قاله في اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية في ملعب الجولف بتاعه في اسكتلندا.
وفي نفس الوقت، بيحاول يخلص اتفاق تاني مع أوروبا، وبيتقال إن فيه رسوم أساسية 15% جاية على أغلب سلع الاتحاد الأوروبي.. طيب إيه اللي بيحصل في محادثات ستوكهولم؟
مفاوضات ستوكهولم دي مش أول مرة تحصل، لأ دي سبقها لقاءات في جنيف ولندن خلال مايو ويونيو، وكان التركيز فيها على حاجتين، اولها تقليل الرسوم الجمركية اللي بيتبادلها الطرفين، وكمان ضمان استمرارية تصدير "المعادن الأرضية النادرة"، ودي معادن استراتيجية بتستخدم في الصناعات الدقيقة زي الدفاع والذكاء الاصطناعي، حتى رقائق الذكاء الاصطناعي اللي بتنتجها "إنفيديا" كانت ضمن المناقشات، لإن واشنطن كانت موقفاها.
بس الغريب إن لحد دلوقتي، المفاوضات مش بتقرب من القضايا الكبيرة زي اعتراض أمريكا على سياسة الصين الاقتصادية اللي معتمدة على دعم حكومي ضخم بيغرق السوق العالمي بالبضايع الرخيصة، أو اعتراض الصين على القيود الأمريكية بحجة "الأمن القومي"، والأغرب إن بعد الاجتماع، محدش من الجانبين طلع صرح بأي حاجة، كله ساكت بس في مؤشرات إن المفاوضات هتكمل يوم التلات.
طب إيه المتوقع يحصل؟
محللين بيقولوا إن في احتمال كبير يتم تمديد الهدنة الجمركية 90 يوم كمان، والتمديد ده ممكن يكون تمهيد للقاء كبير بين ترامب وشي جينبينج في أكتوبر أو نوفمبر، والمفاجأة هي إن أمريكا علقت شوية قيود على تصدير التكنولوجيا للصين، في خطوة واضحة عشان تمهّد الطريق للقاء القمة ده.
بس في عقبة، وهي إن الكونجرس الأمريكي بيجهز قوانين جديدة ضد الصين بسبب ملف تايوان وحقوق الإنسان، وده ممكن يعطل كل اللي بيحصل في ستوكهولم. والسؤال المهم: هل فعلاً المفاوضات دي هتنجح، ولا هنشوف جولة جديدة من "الحرب التجارية" اللي ممكن تضرب الاقتصاد العالمي في مقتل؟.. الايام الجاية هتقولنا كل حاجة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
